دعاء العمرة مكتوب وافضل 9 أدعية الانتهاء من العمرة

تُعدّ العُمرة من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى؛ فهي رحلة إيمانية لزيارة بيته الحرام، طلبًا لمغفرته ورحمته، وتتضاعف قيمة هذه الشعيرة حين يلهج لسان المعتمر بالدعاء الصادق، متّبعًا في ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إن الدعاء هو مخ العبادة وجوهرها، وعندما يقف المسلم أمام الكعبة المشرفة، مستشعرًا عظمة المكان، فإن قلبه يمتلئ بالسكينة، وتصبح كلماته أكثر قربًا من الله، فيناجيه بحاجاته وأمنياته، راجيًا القبول والغفران.

أدعية العمرة الصحيحة والمأثورة من الكتاب والسنة

الأصل في الدعاء أن يكون بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي دعا بها الأنبياء والصالحون، وفيما يلي أبرز ما ثبت من أدعية وأذكار تُقال في مناسك العمرة:

1، التلبية عند الإحرام

وهي شعار المعتمر منذ عقد نية الإحرام إلى أن يشرع في الطواف، وصيغتها الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي:

“لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ”.

المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 1549.

2، الدعاء عند رؤية الكعبة

لم يثبت دعاء مخصص عن النبي صلى الله عليه وسلم عند رؤية الكعبة لأول مرة، ولكن ورد عن بعض السلف الصالح استحباب الدعاء في هذا الموطن لأنه من مواطن إجابة الدعاء، يمكن للمعتمر أن يدعو بما فتح الله عليه من خيري الدنيا والآخرة، كأن يقول: “اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًا”.

3، الدعاء أثناء الطواف

لم يرد ذكر معين لكل شوط من أشواط الطواف السبعة، للمعتمر أن يذكر الله ويدعوه بما يشاء من الأدعية الجامعة، إلا أنه يُستحب الإكثار من الدعاء القرآني المأثور بين الركن اليماني والحجر الأسود في كل شوط، وهو قول الله تعالى:

“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

المصدر: [سورة البقرة: 201]، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من هذا الدعاء في هذا الموضع (سنن أبي داود، حديث حسن).

4، الدعاء عند السعي بين الصفا والمروة

يُسن للمعتمر إذا صعد على الصفا أن يستقبل القبلة، ويوحد الله ويكبره ويحمده، ثم يدعو بما شاء، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:

“لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ”.

ثم يدعو بين ذلك، ويكرر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرات، ويفعل على المروة كما فعل على الصفا.

المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 1218.

أدعية العمرة الصحيحة مكتوبة مع بيان فضلها

أدعية عامة يُستحب الإكثار منها في العمرة

العمرة فرصة عظيمة للدعاء، فالمعتمر في ضيافة الرحمن، يمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء من الأدعية الطيبة التي تجمع خيري الدنيا والآخرة، وهذه بعض الأمثلة للأدعية العامة التي يمكن الاستعانة بها:

  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي.
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.
  • يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ.
  • اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
  • اللهم اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

معتمرون يطوفون حول الكعبة ويدعون الله بخشوع

أدعية منتشرة لم تثبت بسند صحيح

يتداول بعض الناس أدعية بصيغ محددة لكل شوط من أشواط الطواف أو السعي، أو عند الانتهاء من العمرة، ورغم أن معانيها قد تكون صحيحة في مجملها، إلا أن تخصيصها بمناسك معينة لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، أو أن يدعو المسلم بما يفتح الله عليه من الدعاء الطيب دون تخصيص صيغة معينة بمناسك معينة.

فضل العمرة في الإسلام

للعمرة فضل عظيم ومكانة رفيعة في الإسلام، وقد وردت في فضلها أحاديث نبوية شريفة تؤكد على أجرها الكبير وأثرها في حياة المسلم، ومن أبرز هذه الفضائل:

  • تكفير الذنوب: العمرة إلى العمرة تمحو ما بينهما من صغائر الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ”.

    المصدر: صحيح البخاري (1773)، وصحيح مسلم (1349).

  • نفي الفقر والذنوب: المتابعة بين الحج والعمرة سبب للغنى وزوال الفقر ومغفرة الذنوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ”.

    المصدر: سنن الترمذي (810)، وقال: “حديث حسن صحيح”.

  • فضل العمرة في رمضان: أداء العمرة في شهر رمضان له فضل استثنائي، حيث يعادل أجرها أجر حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار:

    “فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي”.

    المصدر: صحيح البخاري (1863)، وصحيح مسلم (1256).

مشهد للكعبة المشرفة من المسجد الحرام أثناء العمرة

كيفية أداء العمرة خطوة بخطوة

لضمان صحة العمرة وقبولها، يجب على المعتمر اتباع المناسك بالترتيب الصحيح كما وردت في السنة النبوية، وهي أربعة أركان أساسية:

  1. الإحرام: وهو نية الدخول في النسك من الميقات المحدد شرعًا، يغتسل المعتمر ويتطيب في بدنه (دون ملابسه)، ثم يرتدي ملابس الإحرام (إزار ورداء للرجل)، ويقول: “لبيك عمرة”، ثم يشرع في التلبية.
  2. الطواف: وهو الدوران حول الكعبة سبعة أشواط، يبدأ كل شوط من الحجر الأسود وينتهي به، وتكون الكعبة عن يسار الطائف، ويُشترط له الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر.
  3. السعي: وهو المشي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة، ولا تُشترط له الطهارة، وإن كان الأفضل أن يكون المعتمر على طهارة.
  4. الحلق أو التقصير: بعد الانتهاء من السعي، يقوم الرجل بحلق شعر رأسه كاملاً أو تقصيره، والحلق أفضل، أما المرأة، فتجمع شعرها وتقص منه قدر أنملة، وبهذا التحلل تنتهي مناسك العمرة.

حكم أداء العمرة وشروطها

حكم العمرة

اختلف أهل العلم في حكم العمرة على قولين مشهورين:

  • واجبة مرة في العمر: وهو مذهب الشافعية والحنابلة، واستدلوا بأدلة منها قوله تعالى: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ”.
  • سنة مؤكدة وليست واجبة: وهو مذهب المالكية والحنفية، ويرون أن الوجوب يختص بالحج فقط.

شروط وجوب العمرة

تجب العمرة على من توفرت فيه الشروط التالية:

  • الإسلام: فلا تصح من غير المسلم.
  • العقل: فلا تجب على المجنون.
  • البلوغ: فلا تجب على الصغير، وإن فعلها صحت منه وكانت نافلة.
  • الحرية: فلا تجب على العبد.
  • الاستطاعة: وهي القدرة المالية والبدنية، وبالنسبة للمرأة، يُضاف شرط وجود مَحْرَم يسافر معها عند جمهور العلماء.

فضل العمرة في الإسلام وأثرها في تكفير الذنوب

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول أدعية العمرة

ما هو أفضل دعاء في العمرة؟

أفضل الدعاء هو ما كان جامعًا لخيري الدنيا والآخرة، ويعتبر دعاء “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” من أجمع الأدعية التي كان يكثر منها النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة أثناء الطواف بين الركن اليماني والحجر الأسود.

هل هناك أدعية مخصصة لكل شوط في الطواف والسعي؟

لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيص دعاء معين لكل شوط، الأمر فيه سعة، فيمكن للمعتمر أن يدعو بما يشاء من ذكر الله، أو قراءة القرآن، أو الدعاء لنفسه وأهله والمسلمين، والأفضل الالتزام بما ورد في السنة مثل الإكثار من “ربنا آتنا…” في الطواف، والذكر الوارد على الصفا والمروة.

هل يجوز قراءة الدعاء من ورقة أو من الهاتف أثناء العمرة؟

نعم، يجوز ذلك، إذا كان المعتمر لا يحفظ الأدعية المأثورة، فلا حرج عليه في القراءة من كتاب أو من شاشة الهاتف، فالمهم هو حضور القلب والخشوع أثناء الدعاء، والأولى أن يحفظ المسلم بعض الأدعية الجامعة ليسهل عليه ترديدها بخشوع.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات