الدعاء هو جوهر العبادة، والصلة المباشرة التي تربط العبد بخالقه، حيث يبسط كفيه متضرعًا، ويرفع حاجته إلى الله تعالى في كل حين، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الدعاء لفضله العظيم في التقرب إلى الله، وكان دائم الاستعانة بربه في جميع شؤونه، ومع انتشار الإسلام عالميًا، تزايد الاهتمام بالبحث عن أدعية إسلامية موثوقة مترجمة إلى لغات أخرى، مثل اللغة الإنجليزية، لفهم معانيها والتعرف على جوهر هذه العبادة العظيمة.
ومن أيسر العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه هي الدعاء، فلا يتطلب شروطًا معقدة سوى قلب حاضر ونية خالصة، ويمكن للمرء أن يدعو الله بلغته التي يفهمها، على خلاف الصلاة التي لا تصح إلا باللغة العربية لكونها عبادة توقيفية ذات أركان وشروط محددة.
أدعية جامعة من القرآن الكريم مع ترجمتها
إن خير ما يدعو به المسلم هو ما ورد في كتاب الله تعالى، فالأدعية القرآنية تتميز بجوامع الكلم وشموليتها لخيري الدنيا والآخرة، وفيما يلي مجموعة من الأدعية المباركة من القرآن الكريم:
- دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة: وهو من أكثر الأدعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم.
“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201]
Our Lord! Give us in this world that which is good and in the Hereafter that which is good, and save us from the torment of the Fire..
 - دعاء طلب الصبر والثبات والنصر:
“رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” [البقرة: 250]
Our Lord! Pour forth on us patience, and set firm our feet and make us victorious over the disbelieving people..
 - دعاء التوبة وطلب المغفرة والرحمة:
“رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّnَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” [البقرة: 286]
Our Lord! Punish us not if we forget or fall into error; our Lord! Lay not on us a burden like that which You did lay on those before us; our Lord! Put not on us a burden greater than we have strength to bear، Pardon us and grant us Forgiveness، Have mercy on us، You are our Maula (Patron, Supporter and Protector) and give us victory over the disbelieving people..
 - دعاء الثبات على الحق بعد الهداية:
“رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ” [آل عمران: 8]
Our Lord! Let not our hearts deviate (from the truth) after You have guided us, and grant us mercy from You، Truly, You are the Bestower..
 
أدعية ثابتة من السنة النبوية الشريفة
كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الدعاء، وقد علّمنا أدعية عظيمة تشمل كل جوانب الحياة، وهي من أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه، ومن هذه الأدعية الصحيحة:
- سيد الاستغفار: وهو أفضل صيغ طلب المغفرة من الله تعالى.
“اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ” (حديث صحيح، رواه البخاري)
O Allah, You are my Lord, none has the right to be worshipped except You، You created me and I am Your servant, and I abide by Your covenant and promise as best I can، I seek refuge in You from the evil of what I have committed، I acknowledge Your favor upon me and I acknowledge my sin, so forgive me, for verily none can forgive sins except You..
 - دعاء الحماية والتحصين: يُقال ثلاث مرات صباحًا ومساءً للحفظ من كل سوء.
“بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (حديث حسن، رواه الترمذي وأبو داود)
In the name of Allah with whose Name nothing is harmful on Earth nor in the Heavens and He is the All-Hearing, the All-Knowing، (To be said three times)..
 - دعاء الاستعاذة من الشرور:
“أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ” (حديث صحيح، رواه مسلم)
I seek refuge in the perfect words of Allah from the evil of what He has created..
 - دعاء جامع للحفظ من الشرور: من أذكار الصباح والمساء.
“اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ” (حديث صحيح، رواه الترمذي وأبو داود)
O Allah, Knower of the unseen and the seen, Creator of the Heavens and the Earth, Lord and Sovereign of all things, I bear witness that none has the right to be worshipped except You، I seek refuge in You from the evil of myself and from the evil of Shaytan and his call to Shirk (polytheism), and from committing wrong against myself or bringing such upon another Muslim..
 
صيغ أدعية عامة
إضافة إلى ما ورد في القرآن والسنة، يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يفتح عليه من صيغ تجمع خيري الدنيا والآخرة، ما دامت لا تخالف الشرع، ومن أمثلة ذلك:
- “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.”
O Allah, I ask for Paradise and for that which brings me closer to it of word or deed, and I seek refuge in You from the Fire and from that which brings me closer to it of word or deed.. - “اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.”
O Allah, grant my body health, O Allah, grant my hearing health, O Allah, grant my sight health، There is no god but You.. 
آداب الدعاء وأفضل أوقات الاستجابة
للدعاء آداب يُستحب للمسلم مراعاتها ليكون دعاؤه أرجى للقبول، كما أن هناك أوقاتًا وأحوالًا تكون فيها الإجابة أقرب بإذن الله، من أهم هذه الآداب والأوقات:
- الإخلاص وحضور القلب: أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله تعالى، مع استشعار عظمة الله والافتقار إليه.
 - اليقين بالإجابة: أن يدعو المسلم وهو موقن بأن الله سيستجيب له، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ” (رواه الترمذي، حديث حسن).
 - البدء بالثناء على الله والصلاة على النبي: من آداب الدعاء أن يبدأه المسلم بحمد الله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
 - الثلث الأخير من الليل: وقت النزول الإلهي، وهو من أفضل الأوقات للدعاء والمناجاة.
 - في السجود: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ” (رواه مسلم).
 - بين الأذان والإقامة: فإن الدعاء في هذا الوقت لا يُرد، كما ورد في الحديث الصحيح.
 - عند نزول المطر: فهو وقت رحمة، ويُستحب الدعاء فيه.
 - دعوة الصائم عند فطره: فللصائم دعوة لا تُرد.
 
المصادر والمراجع
- سورة البقرة، الآية 201.
 - سورة البقرة، الآية 250.
 - سورة البقرة، الآية 286.
 - سورة آل عمران، الآية 8.
 - صحيح البخاري، حديث رقم 6306، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
 - سنن الترمذي، حديث رقم 3391، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
 - صحيح مسلم، حديث رقم 2709، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
 - سنن الترمذي، حديث رقم 3529، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
 
أسئلة شائعة (FAQs)
س1: هل يجوز الدعاء باللغة الإنجليزية أو بأي لغة أخرى؟
ج1: نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بأي لغة يفهمها ويتقنها، فالله سبحانه يعلم ما في القلوب ويسمع جميع اللغات، أما ما يجب أن يكون باللغة العربية فهو الأذكار والأدعية الواردة في الصلاة نفسها، كقراءة الفاتحة والتشهد.
س2: ما هو أفضل دعاء يمكن أن يلتزم به المسلم؟
ج2: أفضل الأدعية هي الأدعية الجامعة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ويُعد دعاء “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” من أجمع الأدعية لخيري الدنيا والآخرة.
س3: ماذا أفعل إذا دعوت ولم أرَ استجابة لدعائي؟
ج3: على المسلم أن يستمر في الدعاء ولا ييأس، وأن يحسن الظن بالله، فاستجابة الدعاء لها صور متعددة: فقد يعجل الله لك ما طلبت، أو يدفع عنك من السوء مثله، أو يدخره لك أجرًا وثوابًا في الآخرة، المهم هو الاستمرار في عبادة الدعاء بيقين وثقة.
		
