افضل 14 ادعية الانبياء والرسل لتفريغ الهم وفك الكرب

كان الأنبياء والرسل عليهم السلام أشد الناس ابتلاءً، وفي كل محنة وشدة كانوا يلجؤون إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء الصادق، فكان الله يستجيب لهم وينجيهم بفضله ورحمته، فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام يُلقى في النار فيجعلها الله عليه بردًا وسلامًا، ونبي الله يونس عليه السلام يبتلعه الحوت فينادِي في الظلمات فيستجيب الله له، ونبي الله أيوب عليه السلام يمسه الضر فيصبر ويدعو فيكشف الله ما به من ضر.

إن في قصصهم وأدعيتهم عبرة عظيمة للمؤمن، فهي تزرع اليقين بأن لا ملجأ من الله إلا إليه، وأن الدعاء هو أعظم سلاح للمؤمن عند الكرب والهم والضيق، وفيما يلي مجموعة من الأدعية المباركة التي وردت عنهم في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.

أدعية الأنبياء والرسل من القرآن الكريم

ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أدعية كثيرة على لسان أنبيائه ورسله، وهي تمثل جوامع الكلم في طلب خيري الدنيا والآخرة، ومنها:

أدعية الأنبياء والرسل لتفريج الهم مكتوبة بخط جميل

  • دعاء نبي الله يونس عليه السلام (دعاء الكرب): ناجى به ربه وهو في بطن الحوت، فقال تعالى:

    “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” [سورة الأنبياء: 87]

    .

  • دعاء نبي الله أيوب عليه السلام عند المرض:

    “أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ” [سورة الأنبياء: 83]

    .

  • دعاء نبي الله زكريا عليه السلام لطلب الذرية الصالحة:

    “رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ” [سورة الأنبياء: 89]

    “رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ” [سورة آل عمران: 38]

    .

  • دعاء نبي الله موسى عليه السلام لطلب العون والتيسير:

    “رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)” [سورة طه: 25-28]

    .

  • دعاء نبي الله يوسف عليه السلام للثبات على الإسلام:

    “فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ” [سورة يوسف: 101]

    .

  • دعاء نبي الله سليمان عليه السلام لطلب المغفرة والملك:

    “رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ” [سورة ص: 35]

    .

  • من أدعية أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام:

    “رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) ..، وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)” [سورة الشعراء: 83-87]

    “رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ” [سورة إبراهيم: 40]

    .

أدعية نبوية صحيحة لتفريج الهم والكرب

ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أدعية عظيمة كان يدعو بها عند الشدائد، وهي من جوامع الكلم التي تجمع خيري الدنيا والآخرة:

  • دعاء تفريج الهم وقضاء الدين:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”

    (المصدر: صحيح البخاري، حديث صحيح)..

  • دعاء عند الكرب والشدة:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ”

    (المصدر: صحيح مسلم، حديث صحيح)..

  • دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:

    “اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

    (المصدر: متفق عليه، وهو دعاء قرآني من سورة البقرة، الآية 201)..

  • دعاء سؤال الهداية والغنى:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”

    (المصدر: صحيح مسلم، حديث صحيح)..

  • دعاء طلب العلم النافع:

    “اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا”

    (المصدر: سنن الترمذي، حديث حسن)..

أجمل ما ورد من أدعية الرسل في القرآن

مجموعة من أدعية الرسل الواردة في القرآن الكريم

تحمل أدعية الأنبياء والرسل في القرآن الكريم معاني عميقة من التوحيد والتوكل والافتقار إلى الله تعالى، الدعاء هو العبادة، وهو الصلة المباشرة بين العبد وربه.

  • دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام عند بناء الكعبة: دعاء عظيم يجمع بين طلب القبول وإصلاح الذرية.

    “رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)” [سورة البقرة: 127-128]

    .

  • دعاء نبي الله شعيب عليه السلام عند الخصومة مع قومه: دعاء بالتوكل على الله وطلب الفتح بالحق.

    “عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ” [سورة الأعراف: 89]

    .

  • دعاء نبي الله موسى عليه السلام عند الاعتراف بالخطأ: دعاء يظهر فيه صدق التوبة واللجوء إلى الله.

    “قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” [سورة القصص: 16]

    .

فضل أدعية الأنبياء في تفريج الهموم

لأدعية الأنبياء فضل عظيم وأثر مبارك في تفريج الكروب وتيسير الأمور بإذن الله، وذلك لأنها:

  • صادرة عن يقين تام: كان الأنبياء أعظم الناس إيمانًا ويقينًا بالله، ودعاؤهم يعكس هذا اليقين الذي هو من أعظم أسباب الإجابة.
  • جوامع للخير: أدعيتهم تجمع بين خيري الدنيا والآخرة، وتتضمن أسمى معاني العبودية والتوحيد.
  • مذكورة في القرآن والسنة: ذكر الله استجابته لهم في القرآن الكريم ليعلمنا أن من سلك سبيلهم في الدعاء والتوكل، يُرجى له الإجابة والفرج، قال تعالى بعد ذكر دعاء يونس عليه السلام:

    “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ” [سورة الأنبياء: 88]

    .

  • تبعث على الطمأنينة: ترديد هذه الأدعية يربط قلب المؤمن بالله، ويغمره بالسكينة والرضا بقضاء الله وقدره.

أركان الدعاء وشروطه وآدابه

الدعاء عبادة عظيمة لها أركان وشروط وآداب ينبغي للمسلم مراعاتها حتى يكون دعاؤه أقرب للقبول والإجابة، ومن أهمها:

  • الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله وحده لا شريك له.
  • الثقة وحسن الظن بالله: اليقين بأن الله قادر على إجابة الدعاء، وأنه سبحانه لا يرد سائلاً بصدق.
  • حضور القلب والخشوع: استحضار عظمة الله والافتقار إليه أثناء الدعاء.
  • البدء بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي: من أعظم آداب الدعاء التي تفتح له أبواب السماء.
  • الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال: تكرار الدعاء دليل على صدق الرغبة وحسن الظن بالله.
  • رفع اليدين واستقبال القبلة: من الآداب المستحبة التي وردت في السنة النبوية.
  • تحري أوقات الإجابة: مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة.
  • اجتناب موانع الإجابة: كأكل الحرام، وقطيعة الرحم، والغفلة عن الله.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول أدعية الأنبياء

هل يجوز الدعاء بصيغ أخرى غير أدعية الأنبياء؟
نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة وبأي صيغة طيبة، ما لم تكن تتضمن اعتداءً في الدعاء أو إثمًا، والأفضل هو الجمع بين الأدعية المأثورة من القرآن والسنة والدعاء بحاجاته الخاصة.
ما هو أعظم دعاء ورد في القرآن الكريم؟
يعتبر دعاء

“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

من أجمع الأدعية لخيري الدنيا والآخرة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء.

كيف أزيد من فرصة استجابة دعائي؟
لزيادة فرصة الاستجابة، يجب على المسلم أن يحرص على تحقيق شروط الدعاء وآدابه، كالإخلاص، واليقين، وحضور القلب، وتحري أوقات الإجابة، والابتعاد عن موانعها كأكل الحرام، مع الإلحاح على الله وعدم اليأس.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات