ادعية القرآن الكريم والسنة النبوية مكتوبة

إنَّ من أعظم نِعَم الله على عباده أن فتح لهم باب الدعاء، وجعله صلةً متينةً تربط العبد بخالقه، ووعد بالإجابة فقال سبحانه:

“وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”

[غافر: 60]، فالدعاء هو العبادة التي يُظهر فيها العبد فقره وحاجته إلى غنى الله وقدرته، وهو من الأسباب التي قد يرفع الله بها البلاء ويُغير بها الأقدار، مما يبرز أهميته في حياة المسلم في السراء والضراء.

أدعية جامعة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة

إنَّ الالتزام بالأدعية الواردة في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- هو خير ما يتقرب به العبد إلى ربه، فهي تجمع بين جوامع الكلم وكمال المعنى وبركة الوحي، فيما يلي مجموعة من الأدعية الصحيحة والموثوقة:

  • “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”

    [الفرقان: 74].

  • “وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ‎﴿٨٤﴾‏ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ”

    [الشعراء: 84-85].

  • “رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”

    [الأحقاف: 15].

  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ”

    ، (رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني في صحيح أبي داود، حديث رقم 1547).

  • “اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ”

    ، (رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني في صحيح أبي داود، حديث رقم 5090).

أدعية قرآنية عظيمة

الدعاء بكلام الله هو من أعظم القربات، ففيه مناجاة للخالق بأصدق الكلمات وأبلغها، وقد قصَّ الله علينا في كتابه أدعية الأنبياء والصالحين لتكون لنا نبراساً وهداية، والدعاء بالسنة النبوية هو أيضاً من الوحي، لقوله تعالى:

“وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ‎﴿٣﴾‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ”

[النجم: 3-4].

  • لصلاح الذرية والقبول:

    “رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ”

    [إبراهيم: 40]، في هذا الدعاء طلبٌ لله بأن يجعل الداعي وذريته من المحافظين على الصلاة، مع رجاء قبول الدعاء والعمل.

  • لطلب المغفرة الشاملة:

    “رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ”

    [إبراهيم: 41]، دعاء جامع يطلب فيه العبد المغفرة لنفسه ولوالديه ولجميع المؤمنين، مما يعكس شمولية الرحمة في الإسلام.

  • لطلب التوفيق والصدق:

    “رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا”

    [الإسراء: 80]، دعاء بطلب التوفيق في كل أمرٍ يُقبل عليه الإنسان، بأن يكون مدخله ومخرجه على الحق والصدق، مع طلب العون والنصرة من الله.

أدعية نبوية صحيحة

وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أدعية جامعة تُعد من كنوز السنة، ومنها:

  • دعاء الضيف لصاحب الطعام:

    “اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ”

    ، (رواه مسلم، حديث رقم 2042).

  • دعاء لمن أطعمك أو سقاك:

    “اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي”

    ، (رواه مسلم، حديث رقم 2055).

  • دعاء لثبات القلب على الطاعة:

    “اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ”

    ، (رواه مسلم، حديث رقم 2654).

أدعية من القرآن والسنة مكتوبة بخط واضح

جوامع الدعاء من آيات القرآن الكريم

إن الأدعية القرآنية تحمل في طياتها معاني عميقة تخاطب القلب وتمنح النفس الطمأنينة والسكينة، وهي السلاح الأقوى الذي يلجأ إليه المسلم ليُعينه على مصاعب الحياة ويوجهه نحو الأمل، ومن هذه الأدعية الجامعة:

  • “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا”

    [البقرة: 286]، دعاء يجسد طلب العفو والرحمة من الله تعالى عن التقصير الذي يقع بحكم الطبيعة البشرية.

  • “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

    [البقرة: 201]، دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة، وهو من أكثر الأدعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم.

  • “رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”

    [البقرة: 250]، دعاء لطلب الصبر والثبات عند الشدائد، وطلب النصر على الأعداء.

  • “رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ”

    [الأعراف: 126]، دعاء يجمع بين طلب الصبر على البلاء ورجاء حسن الخاتمة على الإسلام.

  • “رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”

    [البقرة: 286]، توسل إلى الله برفع المشقة وطلب العفو والمغفرة والرحمة، مع إقرارٍ بوَلاية الله ونصرته لعباده المؤمنين.

أدعية قرآنية شاملة لخيري الدنيا والآخرة

أدعية صحيحة من السنة النبوية الشريفة

إن التحقق من صحة الأحاديث النبوية أمرٌ في غاية الأهمية، خاصة فيما يتعلق بالعبادات كالدعاء، وقد حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الكذب عليه فقال:

“مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ”

(متفق عليه)، لذا، من الضروري الالتزام بما صحَّ نقله عن نبينا الكريم، وفيما يلي أدعية ثابتة من السنة الصحيحة:

  • “اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ”

    ، (رواه مسلم، حديث رقم 2720).

  • من دعاء الاستفتاح في الصلاة (سيد الاستغفار في الصلاة):

    “اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ”

    ، (رواه مسلم، حديث رقم 771).

  • من أذكار الصباح والمساء:

    “اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ”

    ، (رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني في صحيح أبي داود، حديث رقم 5090).

أدعية نبوية صحيحة للعافية وصلاح الأمر

أدعية ثابتة من الكتاب والسنة

يُستحب للمسلم أن يحرص على الأدعية المأثورة من القرآن والسنة، فهي أقرب للإجابة وأعظم في الأجر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أخبرتكم أنه من عند الله، فهو الذي لا شك فيه”، وهذا يؤكد فضل الدعاء بما هو ثابت من الوحي، ومن هذه الأدعية:

  • “رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”

    [الإسراء: 24].

  • “رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي”

    [القصص: 16].

  • “رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”

    [القصص: 21].

  • “رَّبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ”

    [المؤمنون: 109].

  • “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي”

    ، (رواه مسلم، حديث رقم 2697).

  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ”

    ، (رواه مسلم، حديث رقم 2716).

  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”

    ، (رواه مسلم، حديث رقم 2721).

  • “اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا”

    ، (رواه مسلم، حديث رقم 2722).

صيغ وأدعية عامة للشفاء

يمكن للمسلم أن يدعو للمريض بأي صيغة طيبة تجمع معاني طلب الشفاء والعافية من الله تعالى، ومن الصيغ التي يمكن الدعاء بها:

  • يا رب، أسألك أن ترفع عنه كل ضُر، وتُخفف عنه كل وجع، يا من بيدك مُلك كل شيء، وأنت الشافي الذي لا شفاء إلا شفاؤك، يا من لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء، امنحه شفاءً تامًا لا يغادر سقمًا، وأسبغ عليه من رحمتك الواسعة يا رب العالمين.
  • يا غفور يا رحيم، أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبفضلك العظيم، أن تمنحه الصحة والعافية، وتُخفف عنه ما يُعانيه من ألم، يا من تُجيب دعوة الداعي إذا دعاك، أعنه بقدرتك واجعل له من لدنك شفاءً لقلبه وجسده، يا كريم يا رب العالمين.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي أدعية عامة مما يتداوله الناس، ولم تثبت كنصوص محددة بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها والأكمل هو الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، مثل الرقية الشرعية الثابتة، وهي كافية ومباركة بإذن الله.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول الأدعية

ما هو أفضل وقت للدعاء؟

يُستحب الدعاء في كل وقت، ولكن هناك أوقات وأحوال تكون فيها الإجابة أرجى، مثل: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وعند نزول المطر، وآخر ساعة من يوم الجمعة.

هل يجوز الدعاء بغير اللغة العربية أو بصيغ من عندي؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة بلغته التي يتقنها وبالصيغة التي تعبر عن حاجته، ما لم يكن في دعائه إثم أو قطيعة رحم، ومع ذلك، يبقى الدعاء بالمأثور من القرآن والسنة هو الأفضل والأكمل.

ما هو البديل الصحيح للأدعية المنتشرة غير الثابتة؟

البديل الصحيح والأفضل دائمًا هو الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي جامعة للمعاني، مباركة، وثابتة عن الله ورسوله، وفيها الكفاية والغنيمة للمسلم.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات