ادعية زيارة قبر الرسول في الروضة الشريفة مكتوبة

تُعدّ زيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على النبي ﷺ من الأعمال التي يحرص عليها المسلمون، وهي مشروعةٌ للعظة والتذكير، شأنها كشأن زيارة سائر قبور المسلمين، وتتطلب هذه الزيارة التزامًا بآدابٍ وضوابط شرعية سار عليها الصحابة الكرام والسلف الصالح، لضمان أن تكون الزيارة موافقة للسنة ومحققة لغايتها الإيمانية.

الصيغة الصحيحة للسلام على النبي ﷺ وصاحبيه

إن أصح ما ورد في كيفية السلام على النبي ﷺ وصاحبيه -رضي الله عنهما- هو ما ثبت عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وغيره من السلف، عند الوقوف أمام القبر الشريف، يستقبل الزائر القبر ويقول:

  • عند قبر النبي ﷺ: “السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ”.
  • ثم يتقدم قليلًا إلى اليمين للسلام على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فيقول: “السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ”.
  • ثم يتقدم قليلًا للسلام على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيقول: “السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عُمَرُ”.

هذه هي الصيغة المأثورة والأَوْلى بالاتباع، ويمكن للمسلم أن يزيد عليها بالصلاة على النبي ﷺ والدعاء له بما شاء من خير.

صيغة السلام على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره الشريف

صيغ وأدعية شائعة عند زيارة القبر النبوي

تنتشر بين الناس بعض الصيغ المطوَّلة للسلام والدعاء عند القبر الشريف، وهي وإن كانت تشتمل على معانٍ طيبة، إلا أنه من المهم معرفة حكمها الشرعي، نورد هنا بعض الأمثلة المتداولة:

  • “السلامُ عليك يا رسولَ الله ورحمةُ الله وبركاته، السلامُ عليك يا نبيَّ الله، السلامُ عليك يا صفوةَ الله من خلقه..، أشهد أنك أديت الأمانة وبلغت الرسالة وجاهدت في سبيل الله حق الجهاد…”.
  • “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وأشهد أنك يا رسولَ الله قد بلّغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة…”.
  • “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك واجعل زيارتي سببًا لمغفرتك…”.

تنبيه هام: هذه الصيغ المطوَّلة هي مما يتداوله بعض الناس أو ورد في بعض كتب المتأخرين، ولم تثبت بسند صحيح متصل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، العبادات توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، والسلام على النبي ﷺ وصاحبيه بالصيغ المأثورة والمختصرة هو الأكمل والأفضل والأتبع للسنة.

الحكم الشرعي وآداب زيارة قبر النبي ﷺ

لضمان أن تكون الزيارة مقبولة وموافقة للشرع، ينبغي على المسلم الالتزام بالآداب التالية المستمدة من هدي النبي ﷺ وسيرة السلف الصالح:

  1. إخلاص النية لله تعالى: يجب أن تكون النية الأساسية من السفر هي زيارة المسجد النبوي، وهو أحد المساجد الثلاثة التي تُشد إليها الرحال، كما قال النبي ﷺ:

    “لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى”، (صحيح البخاري)

    وتكون زيارة القبر الشريف تابعة لزيارة المسجد.

  2. اجتناب البدع والمخالفات الشرعية: يجب الحذر من الوقوع في أي من صور الشرك أو البدع، مثل دعاء النبي ﷺ من دون الله، أو طلب قضاء الحوائج منه، أو التمسح بالقبر وجدرانه بقصد التبرك، فالدعاء والنفع والضر بيد الله وحده، وقد قال تعالى آمرًا نبيه:

    “قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ…” [الأعراف: 188]

    .

  3. الالتزام بالسكينة والوقار: يُستحب خفض الصوت والحفاظ على الهدوء في حضرة النبي ﷺ، تعظيمًا له وتأدبًا في مسجده، كما كان يفعل الصحابة في حياته.
  4. الترتيب في السلام: يبدأ الزائر بالسلام على النبي ﷺ أولاً، ثم على صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، كما سبق بيانه.
  5. الاتعاظ والتذكر: الهدف الأسمى من زيارة القبور هو تذكر الموت والآخرة، وأن مآل كل حي هو الفناء، مما يدفع المسلم للاستعداد للقاء الله بالأعمال الصالحة، قال تعالى:

    “إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ” [الزمر: 30]

    .

آداب زيارة قبر النبي محمد وصاحبيه أبي بكر وعمر

فضل الدعاء في المسجد النبوي والروضة الشريفة

يحتضن المسجد النبوي “الروضة الشريفة”، وهي مكان ذو فضل عظيم، يُستحب الإكثار من الصلاة والذكر والدعاء فيه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

“مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ”، (صحيح البخاري)

ويُرجى لمن دعا في هذا المكان المبارك أن يُستجاب له، ويمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة لنفسه وأهله والمسلمين، دون التقيد بصيغ محددة لم ترد بها السنة، ومن الأدعية الجامعة التي يمكن الدعاء بها في الروضة وغيرها:

  • “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”. [البقرة: 201].
  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”. (صحيح مسلم).
  • “اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ”. (حديث صحيح، رواه أبو داود).
  • “اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”. (صحيح البخاري).

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

ما هي الصيغة الصحيحة للسلام على النبي ﷺ عند قبره؟

أصح صيغة هي المأثورة عن الصحابة كابن عمر رضي الله عنهما، وهي قول: “السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ”، ثم السلام على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

هل يجوز شد الرحال والسفر بقصد زيارة قبر النبي ﷺ فقط؟

الأصل أن تكون نية السفر لزيارة المسجد النبوي، استنادًا لحديث “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد”، وزيارة القبر الشريف تكون تابعة لزيارة المسجد، وهذا هو الأكمل والأفضل لتحقيق السنة.

هل هناك أدعية خاصة يجب قولها عند القبر الشريف؟

لم يثبت في السنة النبوية الصحيحة أدعية مخصصة يجب قولها عند القبر، والأفضل هو الاقتصار على السلام المشروع، ثم التنحي والدعاء في أي مكان من المسجد، وخصوصًا في الروضة الشريفة، بما يفتح الله به على المسلم من الدعاء.

ما هي أبرز الأخطاء التي يجب تجنبها عند زيارة القبر؟

من أبرز الأخطاء: دعاء النبي ﷺ أو الاستغاثة به، والتمسح بالقبر أو تقبيله، ورفع الصوت، والاعتقاد بأن الدعاء عند القبر مباشرة أفضل من غيره من الأماكن في المسجد، وكل ذلك من البدع التي يجب الحذر منها.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات