بوستات دعاء ليلة النصف من شعبان مكتوبة

تكتسب ليلة النصف من شعبان مكانة خاصة في قلوب كثير من المسلمين، حيث تُعد مناسبة إيمانية للإكثار من العبادة والتقرب إلى الله تعالى، وقد ورد في فضلها بعض الأحاديث النبوية التي تشير إلى نظر الله عز وجل إلى عباده فيها ومغفرته لهم، لذلك، يحرص المسلمون على اغتنام هذه الليلة بالدعاء، والذكر، والصلاة، وغيرها من الطاعات، استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك بقلوب صافية ونفوس مقبلة على الخير.

فضل ليلة النصف من شعبان في السنة النبوية

ورد في فضل ليلة النصف من شعبان حديث اختلف أهل العلم في درجة صحته، وهو ما رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

“يَطَّلِعُ اللَّهُ إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ”.

(رواه الطبراني وابن حبان، وحسّنه جمع من أهل العلم كالشيخ الألباني في “صحيح الجامع”). والمشاحن هو صاحب الشحناء والعداوة للناس، ويستدل بهذا الحديث على فضل هذه الليلة وأنها فرصة عظيمة للمغفرة، ما لم يكن العبد متلبسًا بالشرك أو حاملاً للضغينة في قلبه.

أعمال صالحة يُستحب الإكثار منها في شعبان (وعموم الأوقات)

بناءً على فضل هذه الليلة، يُستحب للمسلم أن يجتهد في العبادة بشكل عام، ومن الأعمال الصالحة التي يمكن الإكثار منها في هذه الليلة وغيرها من ليالي العام ما يلي:

  • قيام الليل: يُعد قيام الليل من أفضل القربات إلى الله، وهو فرصة للدعاء والتضرع، خاصة في الثلث الأخير من الليل حيث ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا.
  • تلاوة القرآن الكريم: قراءة القرآن بتدبر وخشوع تملأ القلب سكينة ونورًا، وهي من أجلّ العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
  • الدعاء والاستغفار: الإكثار من الدعاء بصدق وإخلاص، وطلب المغفرة والتوبة من الذنوب، فالله تعالى يحب العبد الذي يلح عليه في الدعاء ويسأله من فضله.
  • الصدقة: بذل الصدقات للمحتاجين من أسباب تكفير الذنوب وزيادة البركة في الرزق، وهي عمل صالح عظيم الأجر عند الله.

دعاء ليلة النصف من شعبان مكتوب ومشكول

صيغ أدعية شائعة في ليلة النصف من شعبان

انتشر بين الناس دعاء معين يُردد في ليلة النصف من شعبان، وهذه هي صيغته المشهورة:

  • «اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالْإِنْعَامِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ:

    ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾

    [الرعد: 39]».

  • «إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».

تنبيه هام وحكم تخصيص الليلة بهذه الأدعية

تنبيه هام: الصيغ المذكورة أعلاه هي مما اشتهر على ألسنة بعض الناس وتناقلها بعض العلماء، ولكنها لم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة.

وقد اختلف أهل العلم في حكم تخصيص هذه الليلة بعبادة معينة لم ترد بها السنة؛ فمنهم من رأى أن تخصيصها بدعاء معين أو صلاة معينة يُعد من الأمور المحدثة (البدعة الإضافية)، بينما رأى آخرون أنه لا بأس من الاجتهاد فيها بالعبادة والدعاء بشكل عام دون تخصيص صيغة أو كيفية معينة، استئناساً بالحديث الوارد في فضلها، والأولى للمسلم هو الإكثار من الدعاء المأثور من الكتاب والسنة فهو أسلم وأعظم أجراً.

أدعية جامعة من القرآن والسنة يمكن الدعاء بها

بدلاً من تخصيص أدعية لم تثبت، يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، أو أن يدعو بالأدعية الجامعة الواردة في القرآن والسنة، ومنها:

  • دعاء من القرآن الكريم:

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

    [البقرة: 201].

  • دعاء من السنة النبوية:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي”

    (رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني).

  • دعاء جامع آخر:

    “اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ”

    (رواه مسلم).

دعاء “اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان”

من الأدعية التي يكثر ترديدها في هذا الشهر دعاء:

  • اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ”.

بيان درجة الحديث: هذا الدعاء ورد في حديث رواه البزار والطبراني، ولكن سنده ضعيف، ومع ذلك، أجاز بعض أهل العلم الدعاء به من باب الدعاء العام الذي لا يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم على أنه سنة ثابتة، فمعناه صحيح ولا حرج فيه.

أدعية مختارة لشهر شعبان وليلة النصف

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

هل ثبت دعاء معين ليلة النصف من شعبان؟

لا، لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء خاص بهذه الليلة، والأدعية المنتشرة هي مما اشتهر بين الناس ولم ترد في السنة الصحيحة، والأفضل هو الدعاء بالأدعية العامة من القرآن والسنة أو بما يفتح الله به على عبده.

ما هو الحديث الصحيح في فضل هذه الليلة؟

أصح ما ورد في فضلها هو حديث: “يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن”، وقد حسّنه جمع من أهل العلم.

ما حكم صيام يوم النصف من شعبان؟

تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام لم يثبت فيه حديث صحيح، ولكن يجوز صيامه إذا كان ضمن عادة المسلم في الصيام، كصيام أيام البيض (13، 14، 15) أو صيام الاثنين والخميس، أو إذا كان من باب الإكثار من الصيام في شعبان بشكل عام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في هذا الشهر.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات