دعاء الحمد والشكر لله على كل حال والنعم بالله

إنَّ شُكر الله تعالى على نِعَمِهِ من أعظم العبادات وأجلِّ القربات، وهو مفتاح الزيادة والبركة في حياة المسلم، فالنِّعم تحيط بنا من كل جانب، وأعظمها نعمة الصحة والإيمان، والتوفيق للطاعة، وقد أمرنا الله عز وجل بشكره ووعد الشاكرين بالمزيد من فضله، فقال سبحانه:

“وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” [إبراهيم: 7].

لذا، ينبغي للمسلم أن يكون لسانه رطباً بحمد الله والثناء عليه في كل وقت وحين، سواء في السراء أو الضراء، إقراراً بفضله واعترافاً بكرمه.

أدعية الحمد والشكر الثابتة في القرآن والسنة

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي أجمع الأدعية وأكثرها بركة، ومن هذه الأدعية المباركة:

1، من القرآن الكريم

  • دعاء أولي الألباب: وهو من الأدعية الجامعة التي تجمع بين تعظيم الله والتفكر في خلقه وطلب الوقاية من النار.

    “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [آل عمران: 191].

    .

  • سورة الفاتحة: وهي أعظم سور القرآن، تبدأ بالحمد والثناء على الله رب العالمين.

    “الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [الفاتحة: 2].

    .

2، من السنة النبوية الصحيحة

  • دعاء سيد الاستغفار: وهو دعاء عظيم يجمع بين الاستغفار والاعتراف بنعم الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ:

    اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ”

    (المصدر: صحيح البخاري، حديث صحيح).

  • دعاء شكر النعمة في الصباح والمساء: من قاله حين يصبح وحين يمسي فقد أدّى شكر يومه وليلته.

    “اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ”

    (المصدر: سنن أبي داود، حديث حسن).

  • دعاء الاستيقاظ من النوم: وهو حمد لله على نعمة الحياة بعد الموتة الصغرى.

    “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”

    (المصدر: صحيح البخاري، حديث صحيح).

دعاء الحمد والشكر لله على نعمه مكتوب بخط جميل

صيغ وأدعية عامة للحمد والثناء

إلى جانب الأدعية المأثورة، يمكن للمسلم أن يحمد الله ويثني عليه بما يفتح الله به عليه من صيغ طيبة، ما دامت معانيها صحيحة ولا تخالف الشرع، وهذه بعض الأمثلة على الأدعية العامة التي يمكن الدعاء بها:

  • اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى، وَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ، وَلَكَ الْحَمْدُ بَعْدَ الرِّضَا.
  • الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الَّذِي عَلَا فَقَهَرَ، وَمَلَكَ فَقَدَرَ، وَعَفَا فَغَفَرَ، وَعَلِمَ وَسَتَرَ، وَهَزَمَ وَنَصَرَ، وَخَلَقَ وَبَشَرَ.
  • اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيْنَا، قَدِيمَةٍ أَوْ حَدِيثَةٍ، خَاصَّةٍ أَوْ عَامَّةٍ، ظَاهِرَةٍ أَوْ بَاطِنَةٍ، لَكَ الْحَمْدُ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى الْقُرْآنِ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْمُعَافَاةِ.
  • يَا رَبِّ، لَكَ الْحَمْدُ عَلَى جَمِيعِ أَحْوَالِنَا، الْحَمْدُ الَّذِي يَلِيقُ بِعَظَمَتِكَ وَعُلُوِّكَ وَجَلَالِكَ وَكَرَمِكَ، نَسْأَلُكَ يَا اللهُ أَنْ تُصْلِحَ أُمُورَنَا كُلَّهَا، وَأَنْ تُعِينَنَا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.
  • الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَآوَانَا، وَأَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا فَأَفْضَلَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ.

كيفية شكر الله على نعمه

شكر الله لا يقتصر على اللسان فقط، بل هو عبادة تشمل القلب واللسان والجوارح، ويكون الشكر الحقيقي من خلال الطرق التالية:

  • الشكر بالقلب: وهو أن يعترف العبد بقلبه أن كل نعمة يتمتع بها هي من الله وحده، وأن يستشعر فضل الله وكرمه عليه في كل لحظة.
  • الشكر باللسان: ويكون بالإكثار من حمد الله والثناء عليه، والتحدث بنعمه من باب الإقرار بفضله لا من باب التفاخر والرياء، قال تعالى:

    “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ” [الضحى: 11].

    .

  • الشكر بالجوارح (الأعمال): وهو أهم أنواع الشكر، ويعني استخدام هذه النعم في طاعة الله وتجنب معصيته، فشكر نعمة البصر يكون بغضه عن الحرام، وشكر نعمة المال يكون بإنفاقه في وجوه الخير، وهكذا.
  • سجود الشكر: وهو من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان إذا أتاه أمر يسره خرَّ ساجداً لله تعالى.

أدعية متنوعة للحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء لشكر الله؟

أفضل الأدعية هي ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، مثل “سيد الاستغفار” ودعاء “اللهم ما أصبح بي من نعمة…”، لأنها جامعة للمعاني ومباركة، كما أن قول “الحمد لله” بصدق ويقين من أعظم صيغ الشكر.

هل يجوز أن أشكر الله بكلماتي الخاصة؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله ويشكره بلغته وبما يفيض به قلبه من عبارات الشكر والثناء، ما دامت هذه العبارات لا تحتوي على معانٍ باطلة أو مخالفة للشرع، فالله سبحانه يسمع دعاء عبده بأي لغة كانت.

ما هو الوقت المفضل للدعاء بالشكر؟

شكر الله لا يقتصر على وقت معين، بل هو عبادة مستمرة في كل الأوقات، لكن هناك أوقات يُستحب فيها الإكثار من الذكر والدعاء عموماً، مثل أذكار الصباح والمساء، وبعد الصلوات المكتوبة، وفي الثلث الأخير من الليل.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات