الطمأنينة وراحة البال من أعظم النعم التي يسعى إليها الإنسان في حياته، ورغم أن الدنيا دار ابتلاء، فإن القرب من الله تعالى واللجوء إليه بالدعاء هو السبيل الأعظم لنيل السكينة في القلب والسعادة في الدارين، فالدعاء هو العبادة، وبه يستجلب العبد الخير ويدفع الشر بإذن الله.
أدعية جامعة لخيري الدنيا والآخرة
هذه مجموعة من الأدعية العامة والمأثورة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها، وهي تجمع بين طلب صلاح الحال في الدنيا والفوز في الآخرة:
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِقَلْبِي رَاجِيًا فَضْلَكَ، فَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ الوَاسِعَةِ وَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَتَقَبَّلْ مِنِّي تَوْبَتِي، وَسَدِّدْنِي فِي مَسِيرَتِي وَارْزُقْنِي نَصِيبًا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تَهَبُهُ لِعِبَادِكَ، وَثَبِّتْنِي عَلَى طَرِيقِ الحَقِّ وَالصَّوَابِ فِي كُلِّ خُطْوَةٍ مِنْ حَيَاتِي، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
- اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي إِيمَانًا قَوِيًّا لَا يَتَزَعْزَعُ، وَعِلْمًا نَافِعًا يُنِيرُ دَرْبِي وَيَقِينًا صَادِقًا يَمْلَأُ قَلْبِي، وَدِينًا قَوِيمًا أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ، وَصِحَّةً تَامَّةً وَعَافِيَةً دَائِمَةً، وَشُكْرًا عَلَى نِعَمِكَ، وَغِنًى بِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ.
- اللَّهُمَّ مَنِ اسْتَجَارَ بِكَ أَجَرْتَهُ، وَمَنِ اسْتَعَانَ بِكَ أَعَنْتَهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ كَفَيْتَهُ، اللَّهُمَّ كُنْ لَنَا السَّنَدَ وَالعَوْنَ فِي كُلِّ أَمْرٍ، وَكُنْ لَنَا حَافِظًا وَنَاصِرًا، فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِحَالِنَا وَأَرْحَمُ بِنا يَا كَرِيمُ.
أدعية مأثورة من السنة النبوية للسعادة والطمأنينة
الدعاء من أقوى العبادات التي تجلب السكينة وتُبدّل الأقدار بإذن الله، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة أدعية جامعة تعد من كنوز الخير، يُرجى لمن دعا بها أن يجد الطمأنينة والسعادة.
- دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء:
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا.”
(المصدر: رواه ابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الجامع).
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَلْسِنَتَنَا عَامِرَةً بِذِكْرِكَ، وَقُلُوبَنَا بِخَشْيَتِكَ، وَأَسْرَارَنَا بِطَاعَتِكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، (من الأدعية العامة المأثورة).
- اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ أَعْمَالَنَا، وَاغْفِرْ ذُنُوبَنَا، وَطَهِّرْ قُلُوبَنَا، وَيَسِّرْ أُمُورَنَا يَا رَبَّ العَالَمِينَ، (دعاء عام).
أدعية لتيسير الأمور وجلب السعادة
لا يوجد دعاء بصيغة محددة لتيسير كل أمر، فالله سبحانه يعلم ما في القلوب، ولكن وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية لتسهيل الصعب، ويمكن للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من صيغ تجمع بين التوكل والرجاء.
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إِلَّا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلًا.”
(المصدر: رواه ابن حبان في صحيحه).
- اللَّهُمَّ لَا تَرُدَّنَا خَائِبِينَ، وَأَكْرِمْنَا مِنْ وَاسِعِ فَضْلِكَ بِخَيْرِ مَا تُنْعِمُ بِهِ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
- اللَّهُمَّ أَلْهِمْنَا الرُّشْدَ فِي القَوْلِ وَالعَمَلِ، وَيَسِّرْ لَنَا كُلَّ أَمْرٍ عَسِيرٍ بِقُدْرَتِكَ.
- يَا كَاشِفَ الكَرْبِ، اجْعَلْ لِي مِنْ ضِيقِي فَرَجًا وَمِنْ هَمِّي مَخْرَجًا..
- يَا سَامِعَ النَّجْوَى وَيَا مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ، نَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ فَرَجًا قَرِيبًا، فَأَنْتَ مَلْجَأُ المُضْطَرِّينَ وَمَلَاذُ المُسْتَضْعَفِينَ.
أدعية الكرب والهم من القرآن والسنة
أوضح الله تعالى في كتابه الكريم أن البعد عن ذكره سبب لضيق الصدر وشقاء النفس، فقال سبحانه:
“وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ” [طه: 124]
لذا، فإن التقرب إلى الله بالعبادات والدعاء هو السبيل الأول لزوال الهموم وتحقيق الطمأنينة، وهذه بعض الأدعية الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الكرب والهم:
-
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.”
(المصدر: رواه البخاري).
-
“اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي.”
(المصدر: رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني).
- اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، أَنْ تُفَرِّجَ كُرُوبَنَا، وَتُيَسِّرَ أُمُورَنَا، وَتَكْتُبَ لَنَا الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ تُرَضِّنَا بِهِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْمِلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَاحْفَظْ لَنَا أَحِبَّتَنَا، وَأَبْعِدْ عَنَّا كُلَّ سُوءٍ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، (دعاء عام شامل).
دعاء قصير لراحة القلب وطمأنينته
عندما يشعر الإنسان بضيق، فإن أعظم ما يلجأ إليه هو مناجاة الله تعالى، وهذه أدعية قصيرة تبعث على السكينة:
- دعاء الكرب المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.”
(المصدر: متفق عليه).
- اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا وَاسِعَ رَحْمَتِكَ، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، وَفَرِّجْ هُمُومَنَا، وَاغْفِرْ لَنَا زَلَّاتِنَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى مِنَ الجَنَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا.
- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ..
دعاء لجلب السعادة في الحياة والشعور بالفرح
الإنسان بطبعه يسعى للسعادة، والإسلام دين التفاؤل واليقين بأن الله قادر على تحقيق كل خير للعبد، وباب الدعاء واسع، فيمكن للمسلم أن يسأل الله كل حوائجه، صغيرها وكبيرها، فخزائن الله لا تنفد.
وقد جاء في معنى ما يُروى عن السلف الحث على سؤال الله كل شيء، فالمسلم يسأل ربه كل أموره، ولكن من المهم الالتزام بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند نسبة الأقوال إليه.
- يَا رَبِّ، امْنَحْنَا قُلُوبًا رَحِيمَةً وَنُفُوسًا قَوِيَّةً، وَوَفِّقْنَا لِأَنْ نَكُونَ عَوْنًا لِلمُحْتَاجِينَ، وَاجْعَلْ العَطَاءَ سَبَبَ سَعَادَتِنَا وَرَاحَةِ نُفُوسِنَا.
- اللَّهُمَّ عَوِّضْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحْبَبْتُهُ فَخَسِرْتُهُ، وَارْزُقْنِي مِنَ الفَرَحِ وَالرِّضَا مَا يَمْلَأُ قَلْبِي، وَأَبْدِلْ كُلَّ ضِيقٍ بِسَكِينَةٍ وَأَمَانٍ يَغْمُرُ رُوحِي.
- اللَّهُمَّ اجْبُرْ خَوَاطِرَنَا جَبْرًا يَلِيقُ بِعَظَمَتِكَ، وَعَوِّضْنَا خَيْرًا عَنْ كُلِّ أَلَمٍ، وَارْزُقْنَا فَرَحًا يُزِيلُ مَا أَثْقَلَ قُلُوبَنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَيَّامِنَا القَادِمَةِ.
أمثلة على أدعية عامة للسعادة الزوجية
الزواج ميثاق غليظ جعله الله سبيلاً للمودة والرحمة، والسعادة الزوجية تُبنى على التفاهم والجهد المتبادل، ويزيدها الدعاء بركةً وتوفيقًا، يمكن للزوجين الدعاء بأي صيغة تفيض بها قلوبهما، وهذه بعض الأمثلة الشائعة التي يمكن الاستئناس بها:
تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، ويمكن للمرء أن يدعو بما يشاء من خير الدنيا والآخرة ما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم.
- اللَّهُمَّ يَا مُؤَلِّفَ القُلُوبِ، أَلِّفْ بَيْنَ قَلْبِي وَقَلْبِ زَوْجِي عَلَى مَحَبَّتِكَ وَطَاعَتِكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي نُورًا فِي عَيْنَيْ زَوْجِي، وَامْلَأْ قَلْبَهُ بِمَحَبَّتِي، وَامْلَأْ قَلْبِي بِمَحَبَّتِهِ، وَارْزُقْنَا مَعًا مَحَبَّتَكَ وَطَاعَتَكَ.
- اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجِي عَلَى خَيْرٍ، وَسَدِّدْ خُطَانَا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي قُرَّةَ عَيْنٍ لَهُ وَاجْعَلْهُ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي، وَأَسْعِدْنَا مَعًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَهُ كَمَا يُحِبُّ، وَاجْعَلْهُ لِي كَمَا أُحِبُّ، وَاجْعَلْنَا لَكَ كَمَا تُحِبُّ، وَأَكْرِمْنَا بِالذُّرِّيَّةِ الصَّالِحَةِ.
المصادر والمراجع
- سورة طه، الآية 124.
- حديث “اللهم إني أسألك من الخير كله…”، رواه ابن ماجه (3846)، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- حديث “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً…”، رواه ابن حبان (974)، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- حديث “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن…”، رواه البخاري (6369)، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- حديث “اللهم إني عبدك ابن عبدك…”، رواه أحمد (3712)، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- حديث الكرب “لا إله إلا الله العظيم الحليم…”، رواه البخاري (6346) ومسلم (2730)، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
الأسئلة الشائعة (FAQs)
س1: هل الأدعية المذكورة في هذا المقال صحيحة وموثوقة؟
ج1: نعم، تم الحرص على ذكر الأدعية الثابتة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة مع ذكر مصادرها، أما الأدعية العامة، فقد تم التنويه إلى أنها “أدعية عامة” يمكن الدعاء بها لأن معناها صحيح ولا يخالف الشرع.
س2: ما هي أفضل الأوقات للدعاء؟
ج2: الدعاء مشروع في كل وقت، ولكن هناك أوقات يُرجى فيها إجابة الدعاء أكثر من غيرها، مثل: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وعند نزول المطر.
س3: هل يمكنني أن أدعو الله بكلماتي الخاصة وبلغتي العامية؟
ج3: نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة بأسلوبه الخاص وباللغة التي يتقنها، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما في القلوب ويسمع دعاء عباده كيفما كان، والأفضل هو الجمع بين الأدعية المأثورة والدعاء بما يحتاجه الإنسان من قلبه.

