دعاء اللَّهُمَّ أهِلَّه علينا بالأمنِ والإيمانِ؛ في دخول رمضان مكتوب 1447

يُعد استقبال شهر رمضان المبارك مناسبة عظيمة للمسلمين، يتهيؤون لها بتجديد النية وإخلاص العبادة لله تعالى، ويأتي الدعاء في مقدمة الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه، خاصة مع دخول هذا الشهر الفضيل الذي تتنزل فيه الرحمات وتُستجاب فيه الدعوات، إن الالتزام بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب هو خير هدي، فهو يجمع بين بركة الاتباع وتمام العبودية.

الدعاء الثابت عند رؤية هلال رمضان

ورد في السنة النبوية الشريفة دعاء مأثور يُستحب للمسلم أن يقوله عند رؤية هلال شهر رمضان، أو أي شهر هجري جديد، هذا الدعاء هو الهدي النبوي الصحيح في هذا الموطن، وهو كافٍ وشامل للخير والبركة.

عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال:

اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ.

(المصدر: سنن الترمذي، حديث حسن).

شرح معاني الدعاء النبوي

هذا الدعاء المبارك يحمل معاني عظيمة، منها:

  • “اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا”: أي يا الله، أطلِع علينا هذا الهلال وبداية الشهر الجديد.
  • “بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ”: نسألك أن يكون شهراً مباركاً (من اليُمن وهو البركة)، وأن يزداد فيه إيماننا ويقيننا بك.
  • “وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ”: ونسألك السلامة من كل آفة ومكروه في الدين والدنيا، والثبات على دين الإسلام.
  • “رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ”: هذا إقرار وتوحيد لله، وفيه مخاطبة للهلال بأن الخالق والمدبر له وللمؤمنين هو الله وحده، فلا يُعبد سواه.

الدعاء الثابت عند رؤية هلال رمضان مكتوب بخط واضح

أدعية شائعة وبصيغ عامة لاستقبال رمضان

يتداول كثير من المسلمين أدعية وصيغًا جميلة المعنى لاستقبال شهر رمضان، تعبر عن الشوق لهذا الشهر الفضيل والرغبة في بلوغه والتوفيق للعمل الصالح فيه، ومن هذه الصيغ المنتشرة:

  • اللَّهُمَّ بَلِّغْنَا رَمَضَانَ وَنَحْنُ فِي أَحْسَنِ حَالٍ، لَا فَاقِدِينَ وَلَا مَفْقُودِينَ..
  • اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلًا..
  • اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا تَبَقَّى مِنْ أَيَّامِ شَعْبَانَ جَابِرَةً لِلْقُلُوبِ، سَاتِرَةً لِلْعُيُوبِ، مَاحِيَةً لِلذُّنُوبِ، مُفَرِّجَةً لِلْكُرُوبِ..
  • اللهم أعِنَّا فيه على الصيام والقيام، وتلاوة القرآن، واجعلنا من عتقائك من النار..

أدعية عامة وشائعة لاستقبال شهر رمضان المبارك

حكم الدعاء بالصيغ الشائعة مثل “اللهم بلغنا رمضان”

تنبيه هام: الصيغ المذكورة أعلاه، مثل “اللهم بلغنا رمضان”، هي أدعية عامة حسنة المعنى، ولكنها لم تثبت كدعاء مخصوص لاستقبال رمضان بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء بها جائز من باب الدعاء العام، لأن معناها صحيح ولا يخالف الشريعة، ولكن لا يجوز اعتقاد أنها سنة مأثورة أو أن لها فضلاً خاصاً مرتبطاً باستقبال الشهر.

الأصل في العبادات هو التوقيف، والاقتداء بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة هو الأسلم والأكمل والأكثر بركة.

فضل الدعاء وأوقات استجابته في رمضان

شهر رمضان هو شهر الدعاء بامتياز، حيث تجتمع فيه أسباب القبول والإجابة، قال الله تعالى في سياق آيات الصيام:

“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”

(سورة البقرة، الآية 186).

وينبغي للمسلم أن يتحرى أوقات الإجابة، والتي يزداد فضلها في رمضان، ومنها:

  • عند الإفطار: فللصائم عند فطره دعوة لا تُرد.
  • في الثلث الأخير من الليل: وقت النزول الإلهي، وهو من أفضل أوقات الدعاء والمناجاة.
  • أثناء السجود: فـ “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.
  • يوم الجمعة: وخاصة الساعة الأخيرة منه قبل غروب الشمس.
  • ليلة القدر: وهي خير من ألف شهر، والدعاء فيها مستجاب بإذن الله.

فضل الدعاء في شهر رمضان وأوقات الإجابة

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة

ما هو الدعاء الصحيح والثابت لاستقبال شهر رمضان؟

الدعاء الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم هو ما يُقال عند رؤية الهلال: “اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ”، ولم يثبت دعاء مخصص آخر لاستقبال الشهر قبل رؤية الهلال.

هل يجوز الدعاء بـ “اللهم بلغنا رمضان”؟

نعم، يجوز الدعاء بهذه الصيغة وبغيرها من الصيغ التي تحمل معنى صحيحًا، على أنها من الدعاء العام وليست سنة مأثورة، فلا حرج في أن يسأل المسلم ربه أن يبلغه رمضان وهو في صحة وعافية ليتمكن من عبادته.

ما هي أفضل الأعمال لاستقبال شهر رمضان؟

أفضل ما يُستقبل به رمضان هو التوبة الصادقة، والنية الخالصة لاغتنام أوقاته في الطاعة، والعزم على الصيام والقيام، والإكثار من قراءة القرآن والصدقة، مع الدعاء بالتوفيق والقبول.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات