الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو صلة مباشرة بين المخلوق والخالق، فيه راحة للنفس، وطمأنينة للقلب، وتفريج للكروب، وقد أمر الله -عز وجل- عباده بالدعاء ووعدهم بالإجابة، فقال سبحانه:
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60]
وفيما يلي مجموعة من الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، مع بيان مصادرها، بالإضافة إلى بعض الصيغ العامة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها.
- من الأدعية الجامعة: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ ﷺ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ ﷺ، وَأَنْتَ المُسْتَعَانُ، وَعَلَيْكَ البَلَاغُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، (حديث حسن، رواه الترمذي).
- من الأدعية العامة التي تجمع خيري الدنيا والآخرة: اللَّهُمَّ إِنِّي أَطْمَعُ فِي جُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَطَهِّرْ قَلْبِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَأَزِلْ عَنِّي هَمِّي، وَأَنِرْ دَرْبِي، وَارْحَمْ ضَعْفِي، وَاصْلِحْ شَأْنِي كُلَّهُ، وَاغْفِرْ ذُنُوبِي، وَاقْضِ دَيْنِي، وَفَرِّجْ كُرُوبِي، وَارْزُقْنِي الصِّحَّةَ وَالعَافِيَةَ، وَأَزِلْ حُزْنِي، وَاجْبُرْ كَسْرِي، وَاجْمَعْ شَمْلِي، وَبَيِّضْ وَجْهِي يَوْمَ أَلْقَاكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ.
- دعاء لطلب النظر إلى وجه الله الكريم: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ، (حديث صحيح، رواه النسائي).
- من أدعية إسلام الأمر لله: اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ، (متفق عليه).
- من الأدعية المأثورة عند الكرب: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، (حديث حسن، رواه الحاكم).
- دعاء جامع لتفريج الهموم: اللَّهُمَّ يَا ذَا الرَّحْمَةِ الوَاسِعَةِ، يَا كَاشِفَ الكَرْبِ، وَيَا مُفَرِّجَ الهَمِّ، أَخْرِجْنَا مِنْ ضِيقِنَا إِلَى فَرَجِكَ، وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَارْزُقْنَا الفَلَاحَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، (من الأدعية العامة التي يمكن الدعاء بها).
أدعية نبوية قصيرة وجامعة
الدعاء عبادة عظيمة، وقد حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من التهاون فيها، وبيّن أن العجز عن الدعاء من علامات التقصير، فقال:
إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ، وَأَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ، (حديث صحيح، رواه ابن حبان)
فالدعاء نعمة كبرى ووسيلة للتواصل مع الخالق سبحانه وتعالى، ومتى وجد الإنسان في قلبه إقبالاً على الدعاء، فليغتنم تلك اللحظة، فهي فرصة ربانية لتحقيق الرجاء ونيل المطالب، وهذه مجموعة من الأدعية الصحيحة القصيرة الجامعة:
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَأَسْتَجِيرُ بِكَ مِنَ النَّارِ، (دعاء مأثور يُقال ثلاث مرات صباحًا ومساءً، رواه الترمذي وحسنه الألباني)
.
-
لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ، (متفق عليه، وهو من أدعية الكرب)
.
- اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا، اللَّهُمَّ لَا تُعَامِلْنَا بِمَا نَحْنُ أَهْلُهُ وَعَامِلْنَا بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ، (من الأدعية العامة المأثورة).
-
اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاءِ وَمِلْءُ الأَرْضِ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، (رواه مسلم، وهو من أذكار الرفع من الركوع)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، المَنَّانُ، يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، (حديث صحيح، رواه أبو داود)
.
-
اللَّهُمَّ يَا فَارِجَ الهَمِّ، وَكَاشِفَ الغَمِّ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ، يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَرَحِيمَ الآخِرَةِ، ارْحَمْنِي بِرَحْمَةٍ تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ، (حديث حسن، رواه الحاكم)
.
-
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَارْزُقْنِي وَاكْفِنِي، وَبِكَ لُذْتُ فَنَجِّنِي مِمَّا يُؤْذِينِي، أَنْتَ حَسْبِي وَنِعْمَ الوَكِيلُ، اللَّهُمَّ رَضِّنِي بِقَضَائِكَ، وَاقْنَعْنِي بِعَطَائِكَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيَائِكَ، (من الأدعية المأثورة عن بعض السلف).
.
أجمل الأدعية للأصدقاء بظهر الغيب
الصداقة القائمة على تقوى الله من أعظم النعم، وقد بيّن القرآن الكريم أن الصداقات التي لا تبنى على الإيمان تنقلب عداوة يوم القيامة، قال تعالى:
الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف: 67]
والدعاء للأصدقاء بظهر الغيب من أنفع الهدايا وأصدقها، وهو دعاء مستجاب بإذن الله، فقد قال النبي ﷺ:
مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ، (رواه مسلم)
وهذه أمثلة لصيغ دعاء عامة يمكن الدعاء بها للأصدقاء:
- اللَّهُمَّ اغْمُرْ قُلُوبَ أَصْدِقَائِي بِرَحْمَتِكَ، وَامْلَأْهَا بِسَكِينَتِكَ وَطُمَأْنِينَتِكَ، وَاجْعَلْهُمْ مِمَّنْ تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ فِي كُلِّ حِينٍ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَصْدِقَائِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَمَا تَأَخَّرَ، وَجَازِهِمْ بِرِضَاكَ وَجَنَّتِكَ، وَأَتِمَّ عَلَيْهِمْ نِعَمَكَ الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَلَا تَحْرِمْهُمْ صُحْبَتَنَا فِي جِنَانِ الخُلْدِ يَا كَرِيمُ.
- اللَّهُمَّ ارْزُقْ أَصْدِقَائِي الطُّمَأْنِينَةَ وَالسَّكِينَةَ، وَامْلَأْ حَيَاتَهُمْ بِالفَرَحِ وَالسَّعَادَةِ، وَحَقِّقْ لَهُمْ أَمَانِيَهُمْ، وَأَكْرِمْهُمْ بِجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ.
- اللَّهُمَّ عَطِّرْ أَلْسِنَتَهُمْ بِذِكْرِكَ، وَاجْعَلِ الإِيمَانَ يُنِيرُ دُرُوبَهُمْ، وَامْلَأْ قُلُوبَهُمْ بِمَحَبَّتِكَ، وَوَفِّقْهُمْ لِلْعَمَلِ بِمَا يُرْضِيكَ.
- اللَّهُمَّ احْرُسْ أَصْدِقَائِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَاغْمُرْ أَيَّامَهُمْ بِالسَّعَادَةِ، وَارْزُقْهُمُ العُمْرَ الطَّوِيلَ فِي طَاعَتِكَ وَرِضَاكَ، وَصُحْبَةً صَالِحَةً تَجْمَعُنَا بِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
أدعية نبوية مؤثرة تهدئ النفس وتريح القلب
من رحمة الله بعباده أنه فتح لهم باب الدعاء، فليس بين العبد وربه حجاب، وقد رُوي عن بعض السلف كَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قوله: “لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله قد أجاب دعاء شر خلقه إبليس إذ قال: رب فأنظرني إلى يوم يبعثون”، فالله سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وهذه باقة من الأدعية النبوية الصحيحة التي تزرع السكينة في النفس:
-
اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي، وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي، (حديث حسن، رواه الترمذي)
.
-
اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، (حديث حسن، رواه الترمذي)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ، (رواه مسلم)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ، وَالقِلَّةِ، وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، (حديث صحيح، رواه أبو داود)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالهَرَمِ وَالبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ، (متفق عليه)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، (متفق عليه)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ، (حديث حسن، رواه الحاكم)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي، (حديث صحيح، رواه أبو داود)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الخِيَانَةِ، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ البِطَانَةُ، (حديث حسن، رواه أبو داود)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَأَهْلِي، وَمِنَ المَاءِ البَارِدِ، (حديث حسن، رواه الترمذي)
.
أدعية مأثورة ليوم الجمعة
يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس، وفيه ساعة إجابة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه، قال النبي ﷺ:
يَوْمُ الْجُمُعَةِ ثِنْتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، (حديث صحيح، رواه أبو داود)
لذا، يُستحب الإكثار من الدعاء في هذا اليوم المبارك، وهذه بعض الأدعية النبوية الجامعة التي يُحسن الدعاء بها:
-
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، (متفق عليه)
.
-
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ، (رواه مسلم)
.
-
اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، (متفق عليه)
.
أدعية مأثورة من السنة النبوية
كان النبي ﷺ جوادًا بالدعاء، وقد أُوتي جوامع الكلم، فكانت أدعيته شاملة لخيري الدنيا والآخرة، وهذه كنوز من أدعيته المباركة:
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالعَفَافَ وَالغِنَى، (رواه مسلم)
.
-
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي، (رواه مسلم)
.
-
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، [البقرة: 201] (كان أكثر دعاء النبي ﷺ، كما في الصحيحين).
.
-
اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ، (رواه مسلم)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ البَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ، (متفق عليه)
.
-
اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، (رواه مسلم)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ، (رواه مسلم)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ الغِنَى وَالفَقْرِ، (حديث صحيح، رواه أبو داود)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأَخْلَاقِ وَالأَعْمَالِ وَالأَهْوَاءِ، (حديث صحيح، رواه الترمذي)
.
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البَرَصِ، وَالجُنُونِ، وَالجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ، (حديث صحيح، رواه أبو داود)
.
-
يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، (حديث صحيح، رواه الترمذي)
.
أجمل الأدعية من القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله، والدعاء به من أفضل ما يناجي به العبد ربه، فهو يجمع بين التلاوة والدعاء، وهذه أدعية مباركة من كتاب الله:
-
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، [الأنبياء: 87]
.
-
رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ، [الأنبياء: 89]
.
-
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، [الأنبياء: 83]
.
-
رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ، [المؤمنون: 29]
.
-
رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، [آل عمران: 16]
.
-
رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ، [آل عمران: 38]
.
-
رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، [القصص: 16]
.
-
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، [البقرة: 250]
.
-
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، [البقرة: 286]
.
-
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، [آل عمران: 8]
.
-
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، [الأعراف: 23]
.
-
أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ، [يوسف: 101]
.
أدعية صباحية مأثورة
خير ما يبدأ به المسلم يومه هو ذكر الله تعالى ودعاؤه، ليحصل له التوفيق والبركة والحفظ في يومه كله، ومن أذكار الصباح المأثورة:
- سيد الاستغفار:
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، (رواه البخاري)
.
-
أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ للهِ، وَالحَمْدُ للهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذَا اليَوْمِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذَا اليَوْمِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي القَبْرِ، (رواه مسلم)
.
-
اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ، (حديث حسن، رواه أبو داود)
.
شروط استجابة الدعاء وآدابه
لكي يكون الدعاء أرجى للقبول، ينبغي للمسلم أن يراعي بعض الشروط والآداب التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة، ومن أهمها:
- الإخلاص لله تعالى: أن يقصد الداعي بدعائه وجه الله وحده لا شريك له.
- حضور القلب واليقين بالإجابة: أن يدعو بقلب حاضر، موقن بأن الله سيجيب دعاءه، لقوله ﷺ: “ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ”، (رواه الترمذي).
- أكل الحلال: فإن أكل الحرام من أعظم موانع إجابة الدعاء، كما ورد في حديث الرجل الذي يطيل السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام ومشربه حرام، (رواه مسلم).
- عدم الاستعجال: ألا يستعجل الإجابة فيقول: “دعوت فلم يستجب لي”، فإن الله يحب العبد اللحوح في الدعاء.
- البدء بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي ﷺ: فهذا من أعظم آداب الدعاء.
- تحري أوقات وأحوال الإجابة: مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، ويوم الجمعة.
الفوائد الروحية والنفسية للدعاء
الدعاء ليس مجرد طلب للحاجات المادية، بل هو عبادة تترك أثرًا عميقًا في نفس المؤمن وروحه، من أبرز فوائده:
- الشعور بالقرب من الله: الدعاء يرسخ في القلب شعورًا بالأمان والسكينة، فالمؤمن يعلم أن الله يسمعه ويراه وهو أقرب إليه من حبل الوريد.
- تفريج الكروب: المناجاة والدعاء وسيلة فعالة لتخفيف الهموم وتبديد القلق، حيث يضع العبد أحماله بين يدي ربه القادر على كل شيء.
- زيادة الإيمان والرضا: مع استمرار الدعاء، يزداد يقين العبد بالله وحسن ظنه به، ويرضى بقضائه وقدره، سواءً أجيبت دعوته على الفور أم أُخرت لحكمة يعلمها الله.
- دفع البلاء: الدعاء من أقوى الأسباب في دفع البلاء قبل نزوله ورفعه بعد نزوله، كما قال ﷺ: “لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ”، (حديث حسن، رواه الترمذي).
- تحقيق العبودية: الدعاء هو مظهر من مظاهر افتقار العبد لربه واعترافه بعجزه وحاجته إليه، وهذا هو جوهر العبودية لله تعالى.
المصادر والمراجع
- سورة غافر، الآية 60.
- سورة الزخرف، الآية 67.
- سورة البقرة، الآية 201.
- سورة الأنبياء، الآية 87.
- سورة آل عمران، الآية 16.
- سورة البقرة، الآية 286.
- الأحاديث النبوية الواردة في المقال تم تخريجها من مصادرها الأصلية (صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن الترمذي، سنن أبي داود وغيرها)، (يمكن مراجعتها على موسوعة الدرر السنية).
الأسئلة الشائعة (FAQs)
س1: ما هو أفضل وقت للدعاء؟
ج1: الدعاء مشروع في كل وقت، ولكن هناك أوقات تكون فيها الإجابة أرجى، مثل الثلث الأخير من الليل، وفي السجود، وبين الأذان والإقامة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وعند نزول المطر.
س2: هل يجب أن يكون الدعاء باللغة العربية الفصحى؟
ج2: الأفضل والأكمل الدعاء بالمأثور من القرآن والسنة باللغة العربية، ولكن يجوز للمسلم أن يدعو بلغته وبما يفتح الله عليه من حاجاته، فالله سبحانه يعلم ما في القلوب ويسمع كل اللغات.
س3: ما حكم الأدعية المنتشرة التي لم ترد في السنة؟
ج3: الأصل في الدعاء أنه عبادة، والأكمل هو الالتزام بما ورد في القرآن والسنة الصحيحة، أما الأدعية التي لم ترد بنص، فيجوز الدعاء بها بشرط ألا تحتوي على محظور شرعي أو اعتداء في الدعاء، مع الاعتقاد بأن الأدعية المأثورة أفضل وأكثر بركة.
س4: هل الدعاء يغير القدر؟
ج4: نعم، الدعاء من الأسباب الشرعية التي قد يدفع الله بها البلاء ويرد بها القضاء، كما أخبر النبي ﷺ، وهذا لا ينافي أن كل شيء مكتوب في علم الله الأزلي، فالله قد كتب المقادير وكتب أسبابها، والدعاء من أعظم هذه الأسباب.

