الدعاء للأبناء من أعظم العبادات التي يتقرب بها الآباء إلى الله، فهم نعمة عظيمة وهبة إلهية، كما وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم:
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا
[الكهف: 46]، ولذلك، فإن شكر هذه النعمة يقتضي اللجوء إلى الله بالدعاء لهم بالصلاح والهداية والتوفيق في الدنيا والآخرة، فصلاح الأبناء غاية يسعى إليها كل والد ووالدة، ويرجوان رؤيتها متجسدة في مستقبل أبنائهم.
أدعية مأثورة من القرآن والسنة لحفظ الأبناء وصلاحهم
الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي أدعية جامعة ومباركة، ومن أعظم ما يُدعى به للأبناء:
- دعاء التحصين من السنة النبوية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعوّذ الحسن والحسين فيقول:
 أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ (رواه البخاري، حديث صحيح)، ويمكن للوالدين أن يدعوا به لأبنائهم بصيغة الجمع “أعيذكم بكلمات الله…”. 
- دعاء نبي الله زكريا عليه السلام لطلب الذرية الصالحة: وهو دعاء جامع للخير والبركة في الأبناء.
 رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ [آل عمران: 38]. 
- دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام لصلاح الذرية: وهو دعاء بالثبات على أعظم أركان الدين وهي الصلاة.
 رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ [إبراهيم: 40]. 
- من أدعية عباد الرحمن في صلاح الأهل والذرية:
 وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان: 74]. 
أدعية عامة لهداية الأبناء وتوفيقهم
إلى جانب الأدعية المأثورة من القرآن والسنة، يمكن للوالدين الدعاء لأبنائهم بما يفتح الله عليهم من صيغ طيبة لا تخالف الشرع، والتي تجمع خيري الدنيا والآخرة، ومن هذه الصيغ العامة:
- اللَّهُمَّ اهْدِ أَبْنَائِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِمْ، وَوَفِّقْهُمْ لِطَاعَتِكَ، وَارْزُقْنِي بِرَّهُمْ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُمْ هُدَاةً مُهْتَدِينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ.
- اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْهِمُ الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِهِمْ، وَكَرِّهْ إِلَيْهِمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْهُمْ مِنَ الرَّاشِدِينَ.
- رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
- اللَّهُمَّ فَقِّهْهُمْ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُمُ التَّأْوِيلَ، وَاهْدِهِمْ إِلَىٰ سَوَاءِ السَّبِيلِ.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُكَ وَخَاصَّتُكَ، وَارْزُقْهُمْ تِلَاوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ، وَالْعَمَلَ بِهِ.
- اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ.
دعاء يُرجى به صلاح الأبناء
الدعاء للأبناء بالهداية والصلاح هو من أعظم صور التربية، وهو سلاح المؤمن الذي لا ينبغي أن يغفل عنه، فمهما بدت التحديات كبيرة، فإن قدرة الله ورحمته أوسع، لذا، ينبغي على الوالدين الإلحاح في الدعاء بيقين وإخلاص، فهذا من أسباب القبول والتوفيق بإذن الله.
- اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي فِي أَبْنَائِي وَلَا تَضُرَّهُمْ، وَارْزُقْنِي بِرَّهُمْ، وَاجْعَلْهُمْ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
- اللَّهُمَّ ارْزُقْهُمُ الْعِلْمَ النَّافِعَ، وَالرِّزْقَ الْوَاسِعَ، وَالْخُلُقَ الْحَسَنَ، وَاجْعَلْهُمْ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الْمُصْلِحِينَ.
- اللَّهُمَّ جَنِّبْ أَوْلَادِي الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَاحْفَظْهُمْ مِنْ أَصْدِقَاءِ السُّوءِ، وَقَرِّبْ إِلَيْهِمْ كُلَّ صُحْبَةٍ صَالِحَةٍ تُعِينُهُمْ عَلَى الْخَيْرِ.
- اللَّهُمَّ امْلَأْ قُلُوبَهُمْ بِنُورِكَ، وَأَلْبِسْهُمْ ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَارْزُقْهُمْ رَاحَةَ الْبَالِ وَطُمَأْنِينَةَ النَّفْسِ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ أَبْنَائِي، دِينَهُمْ وَأَمَانَتَهُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِهِمْ، فَاحْفَظْهُمْ بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.
تنبيه هام حول الأدعية المنتشرة
قد تنتشر بين الناس بعض الصيغ المخصصة أو الأدعية التي يُنسب إليها فضل معين دون دليل شرعي صحيح، والأصل في العبادة التوقيف، أي الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وهي كافية وشاملة لكل خير، والدعاء بأي صيغة عامة تحمل معنى طيبًا هو أمر جائز، لكن لا يجوز تخصيص فضل معين أو كيفية معينة لدعاء لم يرد به دليل.
المصادر والمراجع
- سورة الكهف، الآية 46.
- صحيح البخاري، حديث رقم 3371، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سورة آل عمران، الآية 38.
- سورة إبراهيم، الآية 40.
- سورة الفرقان، الآية 74.
الأسئلة الشائعة
ما هو أفضل دعاء للأبناء؟
أفضل الدعاء ما كان مأثوراً في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، مثل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لتحصين الحسن والحسين، وأدعية الأنبياء لذرياتهم كدعاء إبراهيم وزكريا عليهما السلام، فهي جامعة للخير والبركة.
هل يجوز الدعاء للأبناء بالصيغ العامية أو بغير اللغة العربية؟
نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة بلغته التي يتقنها، ما لم يكن في دعائه إثم أو قطيعة رحم، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما في القلوب ويسمع كل اللغات واللهجات.
ما هي الأوقات التي يُرجى فيها استجابة الدعاء للأبناء؟
يُستحب تحري أوقات إجابة الدعاء، ومنها: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود أثناء الصلاة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وعند نزول المطر، ودعاء الوالد لولده من الدعوات المستجابة كما ورد في الحديث الصحيح.
 
		
