دعاء للوظيفة والحصول على وظيفة وزيادة الرزق

إن السعي لطلب الرزق وتحقيق الأهداف المهنية من الأمور الفطرية التي حث عليها الإسلام، وجعل الدعاء والتضرع إلى الله تعالى من أعظم الأسباب التي يُستعان بها على تيسير الأمور وفتح أبواب الخير، فالدعاء هو العبادة، وهو صلة العبد بربه، يظهر فيه افتقاره إلى خالقه ويقينه بقدرته، وفيما يلي نستعرض مجموعة من الأدعية الصحيحة والمأثورة، مع بيان لمصادرها، لتكون عونًا للمسلم في طلبه للتوفيق والقبول في العمل والرزق الحلال المبارك.

أدعية ثابتة من القرآن والسنة لطلب الرزق وتيسير الأمور

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي تحمل أكمل المعاني وأعظم البركات، ومن هذه الأدعية:

  • دعاء نبي الله موسى عليه السلام لطلب الخير:
    هذا الدعاء من الأدعية القرآنية العظيمة التي دعا بها نبي الله موسى عليه السلام عندما كان في حاجة وافتقار إلى ربه، وهو مناسب لكل من يسعى لرزق أو خير.

    “رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ”

    (سورة القصص، الآية 24).

  • دعاء تيسير الأمور الصعبة:
    من الأدعية النبوية المأثورة التي يُستعان بها على تسهيل كل أمر عسير، سواء في البحث عن عمل أو في مواجهة صعوبات الحياة.

    “اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إِلَّا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلًا”

    (رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني).

  • دعاء قضاء الدين وطلب الغنى من الحلال:
    دعاء نبوي عظيم يُرجى لمن لزمه أن يكفيه الله بحلاله عن حرامه ويغنيه بفضله عمن سواه.

    “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ”

    (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

  • دعاء الاستخارة:
    عند الإقبال على وظيفة جديدة أو الحيرة بين عدة خيارات، فإن صلاة الاستخارة ودعاءها هو أفضل ما يلجأ إليه المسلم، حيث يطلب من الله الخبير العليم أن يختار له ما فيه الخير، وهو دعاء طويل ومعروف يُستفتح به بعد ركعتين، ومطلعه:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ…”

    (رواه البخاري).

أدعية مأثورة من السنة النبوية لطلب الرزق وتيسير الأمور

أمثلة على أدعية عامة شائعة للقبول في الوظيفة

يتداول الناس بعض الصيغ للدعاء بنية الحصول على وظيفة أو التوفيق فيها، هذه الصيغ، وإن كانت جائزة في معناها العام، إلا أنه من المهم معرفة أنها لم ترد بنصها عن النبي صلى الله عليه وسلم.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة، ويجوز الدعاء بأي صيغة تحمل معنى طيباً ولا تخالف الشرع، مع اليقين بأن الأدعية المأثورة هي الأفضل والأكمل.

  • “اللَّهُمَّ يَا مُيَسِّرَ كُلِّ عَسِيرٍ، وَيَا جَابِرَ كُلِّ كَسِيرٍ، وَيَا مُغْنِيَ كُلِّ فَقِيرٍ، يَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَارْزُقْنِي التَّوْفِيقَ وَالْقَبُولَ فِي هَذِهِ الْوَظِيفَةِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.”.
  • “اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَمَلًا صَالِحًا يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ، وَيَكُونُ خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَاجْعَلْهُ سَبَبًا فِي رِضَاكَ عَنِّي.”.
  • “يَا رَبِّ، إِنْ كَانَ رِزْقِي فِي السَّمَاءِ فَأَنْزِلْهُ، وَإِنْ كَانَ فِي الْأَرْضِ فَأَخْرِجْهُ، وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا فَقَرِّبْهُ، وَإِنْ كَانَ قَرِيبًا فَيَسِّرْهُ، وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا فَكَثِّرْهُ، وَبَارِكْ لِي فِيهِ.”.
  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لَا يَمْلِكُهُمَا إِلَّا أَنْتَ، افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رِزْقِكَ الْحَلَالِ، وَاخْتَرْ لِي مَا فِيهِ الْخَيْرُ يَا عَلِيمُ يَا حَكِيمُ.”.

مرة أخرى، يُنصح بشدة بالتركيز على الأدعية الثابتة في القرآن والسنة، فهي الأساس المتين الذي يُبنى عليه رجاء العبد.

نص دعاء للحصول على وظيفة وتيسير الأمور في العمل

الحكم الشرعي في تخصيص أدعية معينة للوظيفة

لا يوجد في الشريعة الإسلامية دعاء مخصص بلفظه للحصول على وظيفة معينة، الأصل هو أن يدعو المسلم بالأدعية العامة لطلب الرزق وتيسير الأمور، مثل الأدعية المذكورة من القرآن والسنة، الدعاء بـ “اللهم ارزقني هذه الوظيفة” جائز من حيث الأصل لأنه طلب لأمر مباح، ولكن الاعتقاد بأن هناك صيغاً معينة “مستجابة” لهذا الغرض تحديداً دون دليل شرعي هو أمر لا يصح، الأهم هو صدق التوكل على الله، وحسن الظن به، والأخذ بالأسباب المشروعة مع الإلحاح في الدعاء.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول أدعية طلب الرزق والوظيفة

هل يجوز الدعاء بصيغ من عندي لطلب الوظيفة؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يفتح عليه من كلام طيب لا إثم فيه ولا مخالفة للشرع، كأن يقول: “اللهم يسر لي عملاً حلالاً طيباً”، ولكن يبقى الدعاء بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم هو الأفضل والأكمل والأكثر بركة.

ما هو أفضل وقت للدعاء؟

هناك أوقات وأحوال يُرجى فيها إجابة الدعاء، منها: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود أثناء الصلاة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، الإلحاح في الدعاء في كل وقت هو من أسباب الإجابة.

هل يكفي الدعاء وحده للحصول على وظيفة؟

الدين الإسلامي يوازن بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب، فالدعاء سبب شرعي عظيم، ولكن لا بد من اقترانه بالأسباب المادية، مثل البحث الجاد عن عمل، وتطوير المهارات، وتقديم السيرة الذاتية، وحضور المقابلات، فالمسلم يجمع بين دعاء القلب وسعي الجوارح.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

1 1 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات