عندما يمر الزوج بوعكة صحية، يمتلئ قلب الزوجة بالرجاء والتضرع إلى الله تعالى، سائلةً له الشفاء العاجل والعافية الدائمة، إن لجوءها إلى الله بالدعاء الخالص يعكس عمق المودة والرحمة التي هي أساس العلاقة الزوجية المباركة، والتي وصفها الله عز وجل في كتابه الكريم بأنها سكن ومودة.

“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” [الروم: 21].

وفي هذا المقال، نستعرض مجموعة من الأدعية الموثوقة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مع بيان حكم الأدعية العامة التي يمكن للزوجة أن تدعو بها لزوجها المريض.

أدعية الشفاء المأثورة من القرآن والسنة النبوية

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد عن الله تعالى في كتابه، وعن نبيه صلى الله عليه وسلم، فهذه الأدعية هي الأكثر بركة والأرجى للقبول، ومن الأدعية الصحيحة الثابتة لشفاء المريض ما يلي:

• دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للشفاء: عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول:
  

  “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا”.

  (المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 5743).

• الرقية باسم الله: يُستحب للزوجة أن ترقي زوجها بهذا الدعاء الذي رقى به جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم:
  

  “بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ”.

  (المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 2186).

• الدعاء سبع مرات: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ:
  

  “أَسْأَلُ اللهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ”، إِلَّا عَافَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ المَرَضِ”.

  (المصدر: سنن أبي داود، حديث رقم 3106، وصححه الألباني).

صيغ وأدعية عامة يمكن الدعاء بها لشفاء الزوج

إلى جانب الأدعية المأثورة، يمكن للزوجة أن تدعو لزوجها بما يفتح الله به عليها من صيغ طيبة تحمل معاني التوسل والرجاء، ما دامت لا تحتوي على مخالفة شرعية، وهذه بعض الأمثلة:

• “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ زَوْجِي وَحَبِيبِي، فَاشْفِهِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا، وَأَلْبِسْهُ ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.”.
• “يَا رَبِّ، أَنْتَ مُجِيبُ الدُّعَاءِ وَكَاشِفُ البَلَاءِ، خَفِّفْ عَنْ زَوْجِي أَلَمَهُ، وَاشْفِ جَسَدَهُ، وَقَوِّ عَزِيمَتَهُ، وَاجْعَلْ مَرَضَهُ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ وَرِفْعَةً فِي دَرَجَاتِهِ.”.
• “اللَّهُمَّ اشْفِ زَوْجِي وَعَافِهِ، وَاحْفَظْهُ لِي وَلأَبْنَائِنَا، وَلَا تُرِنِي فِيهِ مَكْرُوهًا يُؤْذِينِي يَا كَرِيمُ.”.
• “أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِأَسْمَائِكَ الحُسْنَى وَصِفَاتِكَ العُلَا، أَنْ تَرُدَّ إِلَى زَوْجِي عَافِيَتَهُ، وَأَنْ تَمُدَّ فِي عُمْرِهِ عَلَى طَاعَتِكَ، وَأَنْ تُدِيمَ المَوَدَّةَ وَالرَّحْمَةَ بَيْنَنَا.”.
• “يَا شَافِي، يَا مُعَافِي، يَا مَنْ أَمْرُهُ بَيْنَ الكَافِ وَالنُّونِ، اشْفِ زَوْجِي وَقُرَّةَ عَيْنِي، وَأَعِدْ البَسْمَةَ إِلَى وَجْهِهِ، وَالطُّمَأْنِينَةَ إِلَى قَلْبِي.”.

تنبيه هام وحكم الدعاء بصيغ غير مأثورة

تنبيه هام: الصيغ المذكورة أعلاه هي أمثلة لأدعية عامة يتداولها الناس، ولم تثبت بهذه النصوص المحددة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة.

وقد أوضح أهل العلم أنه يجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، ما لم يكن في دعائه إثم أو قطيعة رحم، ومع ذلك، يبقى الدعاء بالمأثور هو الأفضل والأكمل والأعظم أجراً.

واجب الزوجة تجاه زوجها المريض

إن من أعظم حقوق الزوج على زوجته مساندته والوقوف بجانبه في أوقات الشدة، خاصة في مرضه، فإلى جانب الدعاء، يجب على الزوجة الصالحة أن تقدم له الرعاية، وتصبر على ما يصيبه، وتذكره برحمة الله وحكمته في الابتلاء، فإن الله يبتلي عباده ليرفع درجاتهم ويمحو سيئاتهم.

“وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ” [البقرة: 155-156].

كما ورد في الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن حق الزوج، مما يبين عظم مكانته وأهمية رعايته، (المصدر: مسند الإمام أحمد، وحسنه بعض أهل العلم).

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء لشفاء الزوج؟

أفضل الأدعية هي المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل: “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي…”، وقول: “أَسْأَلُ اللهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ” سبع مرات، هذه الأدعية جامعة للخير وثابتة بالسنة الصحيحة.

هل يجوز أن أدعو لزوجي بصيغة من عندي؟

نعم، يجوز الدعاء بصيغ عامة من عندك ما دامت لا تحتوي على محظور شرعي (مثل الدعاء بإثم أو قطيعة رحم)، ومع ذلك، يبقى الدعاء بالأدعية الواردة في القرآن والسنة هو الأكمل والأفضل.

ما هي الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء؟

يُرجى إجابة الدعاء في أوقات وأحوال معينة، منها: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود أثناء الصلاة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، الإلحاح في الدعاء مع اليقين بالإجابة من أعظم أسباب القبول.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

جميع مقالات احمد نصر