مسجات ادعية مستجابة (رسائل أدعية دينية جميلة)

الدعاء والتوجه إلى الله تعالى من أعظم العبادات التي تُقوّي الصلة بين العبد وربه، وهو العبادة ذاتها كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم.

“الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ”.

(رواه الترمذي، وصححه الألباني)

في هذا المقال، نستعرض مجموعة من الأدعية المأثورة من القرآن والسنة، مع بيان لآداب الدعاء وأوقات إجابته، وتوضيح حول بعض الصيغ الشائعة.

أدعية جامعة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي أجمع الأدعية لخيري الدنيا والآخرة وأكثرها بركة.

1، أدعية من القرآن الكريم

  • دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة:

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.

    (سورة البقرة، الآية 201).

  • دعاء لطلب المغفرة والرحمة:

    “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”.

    (سورة البقرة، الآية 286).

  • دعاء لطلب الثبات على الحق:

    “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”.

    (سورة آل عمران، الآية 8).

2، أدعية من السنة النبوية الصحيحة

  • دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”.

    (رواه مسلم).

  • دعاء لتفريج الكروب والهموم:

    “لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”.

    وهو دعاء ذي النون عليه السلام، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”، (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

  • دعاء لحفظ الأهل والمال:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي”.

    وهو من أذكار الصباح والمساء، (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

أدعية دينية مكتوبة لطلب التوفيق والنجاح من الله

أمثلة على صيغ دعاء شائعة ومنتشرة

تنتشر بين الناس بعض صيغ الأدعية التي تتميز بأسلوبها البليغ، وهي وإن كانت تحمل معاني طيبة، إلا أنه من المهم معرفة حكمها الشرعي، نذكر هنا بعض الأمثلة منها:

  • اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَهُ القَبُولَ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ، وَارْزُقْهُ مَنْزِلَةً عَالِيَةً فِي جَنَّاتِكَ مَعَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَافْتَحْ لَهُ أَبْوَابَ السَّعَادَةِ الَّتِي لا تَنْقَضِي أَبَدًا، وَاجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِ الفَوْزِ بِرِضْوَانِكَ.
  • أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْكَ نَظْرَةَ رِضَا، وَيُبَاهِيَ بِكَ مَلائِكَتَهُ وَيَقُولَ: “إِنِّي أَحْبَبْتُ عَبْدِي فَأَحِبُّوهُ”، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ لَهُ نُورًا يَمْلَأُ قَلْبَهُ، وَبَرَكَةً فِي أَيَّامِهِ، وَرَاحَةً فِي نَفْسِهِ.
  • يَا رَبِّ، كَمَا أَنَرْتَ صَبَاحَ هَذَا اليَوْمِ بِنُورِ شَمْسِكَ، أَنِرْ قَلْبَهُ بِنُورِ هُدَاكَ، وَاجْعَلْهُ سَاطِعًا بِحُبِّكَ، وَامْلَأْ أَيَّامَهُ بِالرِّزْقِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ، وَصِحَّةٍ يَسْلُكُ بِهَا طَرِيقَ طَاعَتِكَ.
  • اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَبْدَكَ فَوْقَ الأَرْضِ، وَتَحْتَ الأَرْضِ، وَيَوْمَ يُلْقَاكَ، وَاغْفِرْ لَهُ ذُنُوبَهُ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ، وَاصْرِفْ عَنْهُ كُلَّ مَا يُؤْذِيهِ.

تنبيه هام: هذه الصيغ وغيرها مما يتداوله بعض الناس، لم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، وفيها غُنية عن غيرها.

الحكم الشرعي في الالتزام بصيغ دعاء غير مأثورة

يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يفتح عليه من الأدعية التي تحمل معاني صحيحة ولا تخالف الشرع، خاصة في أمور دنياه، لكن الأفضل والأكمل هو الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة، أما تخصيص صيغ معينة غير ثابتة، وربط فضل معين بها، أو المداومة عليها كما لو كانت سُنّة، فهو أمر محدَث ينبغي تجنبه، لأن في الأدعية النبوية والقرآنية الكفاية والبركة.

رسائل أدعية دينية مؤثرة للأحبة والأصدقاء

أوقات وأحوال يُرجى فيها إجابة الدعاء

هناك أوقات وأحوال تكون أقرب لإجابة الدعاء، ويستحب للمسلم تحريها، ومنها ما ثبت بالدليل الصحيح:

  • الثلث الأخير من الليل: لقول النبي ﷺ:

    “يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ”.

    (متفق عليه).

  • بين الأذان والإقامة: لقوله ﷺ:

    “الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ”.

    (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

  • في السجود: لقوله ﷺ:

    “أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ”.

    (رواه مسلم).

  • يوم الجمعة: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه، (متفق عليه).
  • دعوة الصائم عند فطره: لقوله ﷺ:

    “ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ”.

    (رواه الترمذي، وحسنه).

تصميم إسلامي يحمل دعاء اللهم صل على سيدنا محمد

من آداب الدعاء وشروط قبوله

للدعاء آداب وشروط ينبغي للمسلم مراعاتها ليكون دعاؤه أقرب للقبول بإذن الله، ومن أهمها:

  1. الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله، لا رياء فيه ولا سمعة.
  2. الثقة واليقين بالإجابة: أن يدعو العبد وهو موقن بأن الله سيستجيب له، وألا يستعجل الإجابة.
  3. حضور القلب والخشوع: أن يكون الداعي متضرعًا خاشعًا، مستحضرًا عظمة من يدعوه.
  4. البدء بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي ﷺ: من السنة أن يبدأ الدعاء بذلك ويختمه به.
  5. تحري الحلال في المأكل والمشرب: فإن أكل الحرام من موانع إجابة الدعاء.
  6. عدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم: لا يستجيب الله دعاءً فيه معصية.

دعاء مكتوب للمقربين والأحبة بأسلوب بليغ

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

س1: هل يجوز الدعاء بصيغ من عندي غير موجودة في القرآن والسنة؟

ج: نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يحتاجه من أمور الدنيا والآخرة بأسلوبه الخاص، بشرط ألا يكون في دعائه إثم أو قطيعة رحم أو اعتداء، ومع ذلك، يبقى الدعاء بالمأثور من القرآن والسنة هو الأفضل والأكمل والأكثر بركة.

س2: ما هو أفضل دعاء يمكن أن ألتزم به؟

ج: من أجمع الأدعية وأفضلها دعاء النبي ﷺ: “اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” (متفق عليه)، لأنه يجمع خير الدنيا والآخرة.

س3: هل كل الأدعية المنتشرة على الإنترنت صحيحة؟

ج: لا، الكثير من الأدعية المنتشرة لم تثبت عن النبي ﷺ، وبعضها قد يحتوي على مبالغات أو معانٍ غير دقيقة، لذلك، من الضروري التحقق من مصدر الدعاء والحرص على الالتزام بما هو ثابت في المصادر الموثوقة كالقرآن الكريم وكتب الحديث الصحيحة (صحيح البخاري، صحيح مسلم، وغيرها).

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات