ادعية نهاية شهر رمضان المبارك مكتوب 1447 اللهم لا تجعله آخر العهد

يُعَدُّ شهر رمضان المبارك منحةً إلهية وفرصة عظيمة للمسلمين لاغتنام الأجور ومضاعفة الحسنات، وتزداد أهمية أيامه الأخيرة، ففي العشر الأواخر ليلة القدر، التي وصفها الله تعالى بأنها خير من ألف شهر، تتميز هذه الليالي بأجواء روحانية فريدة، حيث تتضاعف الأجور وتتفتح أبواب الرحمة، مما يدفع المؤمنين إلى الاجتهاد في العبادة والإخلاص في الدعاء، سعيًا لرضا الله والفوز بجنانه.

أدعية ثابتة من القرآن والسنة لختام رمضان

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي تشمل خيري الدنيا والآخرة، ومن هذه الأدعية:

  • الدعاء بجوامع الخير: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا”.

    (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

  • دعاء ليلة القدر: وهو من أهم الأدعية في العشر الأواخر، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ:

    “قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”.

    (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

  • دعاء صلاح النفس: من الأدعية النبوية الجامعة التي تصلح لجميع الأوقات، ومنها ختام رمضان:

    “اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا”.

    (رواه مسلم).

  • دعاء من القرآن الكريم: الدعاء بآيات القرآن هو من أفضل القربات، ومن ذلك:

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.

    [البقرة: 201].

أدعية مأثورة من السنة النبوية لختام شهر رمضان

أدعية عامة جامعة يُرجى بها القبول في ختام رمضان

إلى جانب الأدعية الثابتة، يمكن للمسلم أن يدعو الله بما يفتح عليه من الأدعية الطيبة التي لا تخالف الشرع، خاصة في أوقات الإجابة، وهذه أمثلة على صيغ عامة جامعة يمكن الدعاء بها:

  • اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَتْلُونَ كِتَابَكَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ، وَيَنْتَفِعُونَ بِهِدَايَتِهِ، نَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا، وَنُورَ صُدُورِنَا، وَجَلَاءَ أَحْزَانِنَا، وَذَهَابَ هُمُومِنَا وَغُمُومِنَا.
  • اللَّهُمَّ اخْتِمْ لَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ بِرِضْوَانِكَ، وَالْعِتْقِ مِنْ نِيرَانِكَ، وَاجْعَلْنَا فِيهِ مِنَ الْمَقْبُولِينَ الْفَائِزِينَ، اللَّهُمَّ أَعِدْهُ عَلَيْنَا أَعْوَامًا عَدِيدَةً، وَأَزْمِنَةً مَدِيدَةً، وَنَحْنُ فِي صِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ وَأَمْنٍ وَإِيمَانٍ.
  • اللَّهُمَّ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، نَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَتَمْحُوَ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا، وَتُيَسِّرَ لَنَا أُمُورَنَا، وَتَخْتِمَ بِالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا، يَا مُفَرِّجَ الْكَرْبِ، فَرِّجْ عَنَّا كُرُوبَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاسْتُرْ عُيُوبَنَا، وَأَدْخِلْنَا بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
  • اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ وَالْمُعَافَاةَ الدَّائِمَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَارِنَا أَوَاخِرَهَا، وَخَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمَهَا، وَخَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي من الأدعية العامة التي يتداولها الناس، ولم تثبت بنصها الكامل وبسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية وشاملة ومباركة، ولا حرج في الدعاء بهذه الصيغ العامة ما دامت معانيها صحيحة ولا تخالف الشرع.

صيغ دعاء عامة لختام شهر رمضان يمكن الدعاء بها

أهم العبادات والأعمال المستحبة في رمضان

شهر رمضان هو ميدان للتنافس في الطاعات التي تقرب العبد من ربه، ومن أعظم هذه الأعمال التي ينبغي الحرص عليها:

  • الصيام: وهو ركن الإسلام، وقد وعد الله الصائمين بالأجر العظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.

    (متفق عليه)، وصيام الجوارح عن المعاصي جزء لا يتجزأ من صيام البطن.

  • القيام: صلاة التراويح والتهجد في ليالي رمضان من أعظم القربات، خاصة في العشر الأواخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.

    (متفق عليه).

  • الصدقة: يضاعف أجر الصدقة في رمضان، كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، قال ﷺ:

    “الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ”.

    (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

فضل الصدقة والقيام والصيام في شهر رمضان المبارك

أعمال لا تغفل عنها في شهر الصيام

  • تلاوة القرآن الكريم: رمضان هو شهر القرآن، ففيه أنزل، لذا، يُستحب الإكثار من تلاوته وتدبر معانيه، كان السلف الصالح يخصون رمضان بمزيد من العناية بالقرآن.
  • الاعتكاف: وهو لزوم المسجد للتفرغ لعبادة الله، وهو سنة مؤكدة فعلها النبي ﷺ، خاصة في العشر الأواخر من رمضان، تحريًا لليلة القدر وطلبًا لصفاء القلب.
  • الإكثار من الذكر والدعاء: شهر رمضان، وخاصة أواخره، هو وقت إجابة، فينبغي للمسلم أن يلهج لسانه بذكر الله، وأن يكثر من الدعاء لنفسه وأهله والمسلمين، متحرّيًا أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وعند الإفطار.

أعمال مستحبة في رمضان مثل تلاوة القرآن والاعتكاف والذكر

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول أدعية ختام رمضان

هل يوجد دعاء مخصص لختام شهر رمضان؟

لم يثبت في السنة النبوية دعاء محدد بصيغة معينة يجب قوله عند انتهاء شهر رمضان، والأولى هو أن يدعو المسلم بالأدعية الجامعة من القرآن والسنة، ويسأل الله القبول والعتق من النار، وأن يبلغه رمضان القادم على خير.

ما هو أفضل ما يقال في وداع رمضان؟

أفضل ما يقال هو ما يجمع بين شكر الله على نعمة إتمام الصيام والقيام، والاستغفار عن التقصير الذي قد يكون حصل في العبادة، وسؤال الله القبول والثبات على الطاعة بعد رمضان.

هل تجوز الأدعية التي لم ترد في السنة؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو بأي دعاء طيب لم يرد في السنة، بشرط ألا يحتوي على اعتداء في الدعاء أو مخالفة شرعية، ومع ذلك، يبقى الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة هو الأفضل والأكمل والأكثر بركة.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات