(أدعية إزالة الأرق) دعاء الأرق للمساعدة علي النوم بشكل هادئ

يواجه الكثير من الناس صعوبة في النوم أو ما يُعرف بـ “الأرق”، وقد ينجم ذلك عن ضغوط نفسية أو كثرة التفكير في شؤون الحياة، وفي هذه الأوقات، يجد القلب سكينته وطمأنينته في اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والذكر، فهي من أعظم أسباب راحة النفس وهدوء البال، نستعرض هنا الأدعية الصحيحة الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، مع بيان مصادرها ودرجتها، ل تكون عونًا على نوم هادئ ومريح.

  • الدعاء بما صحّ عن النبي ﷺ: الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الأصل، ففيها الخير والبركة والكفاية.
  • اليقين بالله: استحضار القلب واليقين بأن الله وحده القادر على إزالة الهم وتفريج الكرب وبث السكينة في النفس.
  • الأخذ بالأسباب: إلى جانب الدعاء، يُنصح بالأخذ بالأسباب التي تساعد على النوم، مثل تهيئة مكان هادئ ومريح.

أدعية نبوية صحيحة للتغلب على الأرق وصعوبة النوم

أدعية صحيحة من السنة النبوية للأرق والقلق عند النوم

ورد في السنة النبوية الشريفة أدعية مباركة تُقال عند الأرق أو الفزع في المنام، وهي حصن للمسلم وعون له على نيل السكينة، من أبرز هذه الأدعية الصحيحة:

1، دعاء الفزع والأرق في النوم

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات:

أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ.

المصدر: سنن الترمذي، وهو حديث “حسن”، يُعد هذا الدعاء استعاذة بالله الكاملة من كل ما قد يؤذي الإنسان ويقلق نومه، سواء كان من غضب الله أو من شرور خلقه أو من وساوس الشياطين.

2، دعاء الكرب والهم

هذا الدعاء من الأدعية العظيمة التي تُقال لتفريج الهموم والغموم، وهو مناسب لمن يعاني من الأرق بسبب كثرة التفكير والضيق، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا.

المصدر: مسند الإمام أحمد، وصححه الشيخ الألباني، فيه إظهار للعبودية الكاملة لله، وتوسل بأسمائه وصفاته، ورجاء بأن يكون القرآن شفاءً للقلب وذهابًا للهم.

3، الذكر عند الإيواء إلى الفراش

هذا الذكر من أهم أذكار النوم التي تحفظ المسلم وتجلب له الطمأنينة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.

المصدر: صحيح البخاري وصحيح مسلم، وهو دعاء يجمع بين التوكل على الله وتفويض الأمر كله إليه في الحياة والممات.

صيغ شائعة تُنسب للأرق (تنبيه هام)

تنتشر بين الناس بعض الصيغ والأدعية التي تُقال عند الأرق، ورغم أن معانيها قد تكون حسنة، إلا أنه من المهم التنبيه على أنها لم ترد في السنة النبوية الصحيحة بهذا التخصيص، من أمثلة ذلك:

“سبحان الله ذي الشأن، دائم السلطان، عظيم البرهان، كل يوم هو في شأن، يا مشبع البطون الجائعة، ويا كاسي الجسوم العارية، ويا منوم العيون الساهرة، سكن عروقي الضاربة، وأذن لعيني نوماً عاجلاً.”
“اللَّهُمَّ يَا رَبَّ السَّمٰوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّت، وَيَا رَبَّ الْأَرْضِينَ وَمَا أَقَلَّت، وَيَا رَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّت، أَسْأَلُكَ أَنْ تَكُونَ لِي جَارًا…”

الحكم الشرعي لهذه الأدعية

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة وشاملة لكل خير، ويجوز للمسلم أن يدعو الله بما يفتح عليه من الأدعية الطيبة التي لا تحتوي على محظور شرعي، ولكن دون أن ينسبها للسنة أو يعتقد لها فضلاً خاصاً لم يرد به دليل.

ما هو الأرق؟ أسبابه وأنواعه

الأرق هو اضطراب في النوم يجد فيه الشخص صعوبة في الخلود إلى النوم، أو الاستمرار فيه، أو الشعور بعدم الاكتفاء منه، مما يؤثر سلباً على صحته الجسدية والنفسية وأدائه اليومي.

أنواع الأرق:

  • الأرق المؤقت: يستمر لفترة قصيرة (أيام أو أسابيع)، وغالباً ما يكون سببه ضغوطاً نفسية أو تغييرات في نمط الحياة.
  • الأرق الحاد: قد يستمر من ثلاثة أسابيع إلى ستة أشهر.
  • الأرق المزمن: يُعد النوع الأكثر تأثيراً، حيث يستمر لسنوات وقد يتطلب تدخلاً طبياً متخصصاً.

خطوات فعالة للتغلب على الأرق

إلى جانب الدعاء والذكر، هناك إرشادات عملية مستوحاة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ونصائح طبية حديثة تساعد في تحسين جودة النوم:

  • الالتزام بأذكار النوم: الحرص على قراءة أذكار النوم الصحيحة، وقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، فقد كان النبي ﷺ يداوم على ذلك.
  • تحديد مواعيد نوم ثابتة: تنظيم الساعة البيولوجية للجسم يساعد على تهيئته للنوم في وقت محدد.
  • تهيئة بيئة نوم مناسبة: اجعل غرفة نومك مكاناً للراحة فقط، بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية والضوضاء.
  • تجنب المنبهات قبل النوم: الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والوجبات الدسمة قبل النوم بفترة كافية.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني خلال النهار يساعد على تحسين جودة النوم ليلاً، مع تجنب التمارين الشاقة قبيل موعد النوم مباشرة.
  • تجنب التفكير المفرط: حاول تصفية ذهنك من المشاكل والهموم قبل النوم، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال قراءة القرآن أو الاستماع إليه.

نصائح من السنة النبوية للتغلب على صعوبة النوم والأرق

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا استمر الأرق لفترة طويلة وأثر بشكل كبير على حياتك اليومية، فمن الضروري مراجعة طبيب مختص، قد يكون الأرق عرضاً لمشكلة صحية أخرى تتطلب علاجاً، إهمال الأرق المزمن قد يؤدي إلى مضاعفات مثل:

  • ضعف الأداء والتركيز في العمل أو الدراسة.
  • زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
  • التأثير السلبي على الصحة الجسدية، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء للأرق؟

أفضل الأدعية هي ما صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها دعاء الفزع: “أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ…”، بالإضافة إلى أذكار النوم الثابتة مثل: “بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي…”.

هل يجوز الدعاء بأدعية غير مأثورة؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، بشرط ألا يكون في الدعاء إثم أو قطيعة رحم، ولكن، الأفضل والأكمل هو الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ماذا أفعل إذا لم يذهب الأرق بعد الدعاء؟

استمر في الدعاء واللجوء إلى الله بيقين، وفي نفس الوقت خذ بالأسباب العملية المذكورة، مثل تحسين بيئة النوم واتباع روتين صحي، إذا استمرت المشكلة، فلا تتردد في استشارة طبيب مختص، فالأخذ بالأسباب الطبية لا ينافي التوكل على الله.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

5 1 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات