تلجأ المرأة الحامل إلى الدعاء طلبًا للطمأنينة والسكينة خلال أشهر الحمل، فالدعاء من أعظم العبادات التي تصل العبد بربه، وتجلب له الراحة الروحية والأجر العظيم، وفي هذا المقال، نستعرض مجموعة من الأدعية المأثورة من القرآن الكريم، ونماذج من الأدعية العامة التي يمكن للمرأة الحامل أن تدعو بها، مع بيان الأحكام الشرعية المتعلقة بذلك.

أدعية ثابتة من القرآن الكريم لصلاح الذرية

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي دعا بها الأنبياء والصالحون، ومن هذه الأدعية القرآنية:

• دعاء نبي الله زكريا عليه السلام: وهو دعاء بطلب الذرية الطيبة الصالحة.
  

  “رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ” [آل عمران: 38].

  .

• دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام: وهو سؤال الله أن يرزقه ولدًا من عباده الصالحين.
  

  “رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ” [الصافات: 100].

  .

• دعاء عباد الرحمن: وهو دعاء شامل يطلب صلاح الأهل والذرية وأن يكونوا قرة عين.
  

  “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” [الفرقان: 74].

  .

نماذج لأدعية عامة للمرأة الحامل

يمكن للمرأة الحامل أن تدعو الله بما في نفسها من حاجات، مستخدمة صيغًا تجمع خيري الدنيا والآخرة، وهذه بعض النماذج التي يمكن الاستئناس بها:

دعاء لحفظ صحة الجنين

“اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ جَنِينِي الَّذِي فِي رَحِمِي، فَاحْفَظْهُ بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَاكْلَأْهُ بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مُعَافىً كَامِلَ الْخَلْقِ وَالْخُلُقِ، بِلَا زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَانٍ، وَاجْعَلْهُ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي وَلِوَالِدِهِ”.

دعاء لتيسير الحمل والولادة

“اللَّهُمَّ يَا مُسَهِّلَ الشَّدِيدِ، وَيَا مُلَيِّنَ الْحَدِيدِ، وَيَا مُنْجِزَ الْوَعِيدِ، أَخْرِجْنِي مِنْ حَلَقِ الضِّيقِ إِلَى أَوْسَعِ الطَّرِيقِ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيَّ حَمْلِي وَوِلَادَتِي، وَارْزُقْنِي لَذَّةَ احْتِضَانِ طِفْلِي سَالِمًا مُعَافىً”.

دعاء لصحة الأم وقوتها

“يَا رَبِّ، أَسْأَلُكَ الْقُوَّةَ وَالصَّبْرَ عَلَى مَا أَمُرُّ بِهِ، وَاجْعَلْنِي قَادِرَةً عَلَى تَحَمُّلِ مَشَقَّةِ الْحَمْلِ وَآلَامِ الْوِلَادَةِ، اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِيَ الصِّحَّةَ وَالْعَافِيَةَ الدَّائِمَةَ، فَإِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، ويجوز الدعاء بهذه الصيغ العامة ما لم تتضمن محظورًا شرعيًا، لأن باب الدعاء واسع.

ما حكم الدعاء بإنجاب طفل جميل الخلقة؟

يجوز للمسلم والمسلمة أن يدعو الله تعالى بكل ما يحتاجه ويرغب فيه من خيري الدنيا والآخرة، ما لم يكن في دعائه إثم أو قطيعة رحم، فالدعاء عبادة عظيمة أمر الله بها ووعد بالإجابة، كما في قوله تعالى:

“وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” [غافر: 60].

وعليه، فدعاء المرأة بأن يرزقها الله طفلًا جميل الخلقة هو أمر جائز ومشروع ولا حرج فيه، لأنه من الطيبات التي يرغب فيها الإنسان، والله سبحانه كريم يحب أن يسأله عباده من فضله.

ومع ذلك، فإن الأولى والأكمل هو التركيز على الدعاء بما هو أنفع للعبد في دينه ودنياه وآخرته، وهو طلب “الذرية الصالحة” و”الخلقة التامة” و”الصحة والعافية”، فصلاح الأبناء هو الغاية الأسمى التي تحقق السعادة الحقيقية في الدارين، وهو ما دأب عليه الأنبياء والصالحون في أدعيتهم.

فالأفضل الجمع بين الأمرين، كأن تقول: “اللهم ارزقني ذرية صالحة، تامة الخلقة، حسنة الخلق والخُلق”، وبذلك تكون قد سألت الله الجمال الظاهر والجمال الباطن المتمثل في الصلاح والتقوى.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول أدعية الحمل

ما هو أفضل دعاء للمرأة الحامل؟

أفضل الأدعية هي الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، لأنها جامعة للمعاني ومباركة، ومن أفضلها أدعية الأنبياء بطلب الذرية الصالحة، مثل دعاء زكريا عليه السلام: “رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً”.

هل الأدعية العامة المذكورة في المقال صحيحة؟

الأدعية العامة المذكورة هي صيغ منشأة، وليست من السنة النبوية، ولكن يجوز الدعاء بها لأن معانيها صحيحة ولا تخالف الشرع، والأفضل دائمًا هو الالتزام بالمأثور، مع جواز الدعاء بما يحتاجه الإنسان بصيغ من عنده.

هل يجوز الدعاء بتحديد جنس المولود (ذكر أو أنثى)؟

نعم، يجوز الدعاء بتحديد جنس المولود، فقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن ذلك فأجاب بالجواز، لأن هذا من سؤال الله من فضله، ولكن التسليم بقضاء الله وقدره واختياره للعبد هو الأعلى والأكمل إيمانًا.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

جميع مقالات احمد نصر