7 أدعية وقت الفجر مكتوبة للرزق والشفاء وتفريج الهموم

 

يُعَدُّ وقت الفجر من أخصب الأوقات للدعاء والتضرع إلى الله تعالى، فهو وقت مبارك تتنزل فيه الرحمات وتشهد الملائكة صلاته، قال تعالى:

“وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا” [الإسراء: 78]

، لذا، يحرص المسلم على اغتنام هذه اللحظات الثمينة، خاصة في شهر رمضان، للدعاء بما ورد في الكتاب والسنة، وسؤال الله من خيري الدنيا والآخرة بيقين وإخلاص.

أدعية الفجر الصحيحة من القرآن الكريم والسنة النبوية

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو جوامع الكلم والخير والبركة، فيما يلي مجموعة من الأدعية والأذكار الصحيحة التي يُستحب للمسلم أن يحافظ عليها في وقت الفجر وبعد الصلاة.

1، سيد الاستغفار (من أذكار الصباح)

يُعد هذا الدعاء أفضل صيغ الاستغفار، ويُستحب قوله في الصباح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ”.

“اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ”.

المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 6306.

2، من أذكار الصباح المأثورة

كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدأ يومه بذكر الله، وهذه من الصيغ الثابتة عنه:

“أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ”.

المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 2723.

3، دعاء القنوت الثابت في صلاة الوتر (ويجوز في الفجر عند النوازل)

الصيغة الثابتة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لسبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما:

“اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ”.

المصدر: سنن الترمذي، حديث رقم 464 (حديث حسن).

4، من الأذكار المستحبة بعد السلام من صلاة الفجر

  • “لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ”، (المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 844).
  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”، (المصدر: سنن ابن ماجه، حديث رقم 925، حديث حسن).

أدعية الفجر مكتوبة بخط جميل وموثقة من السنة النبوية

أدعية عامة جامعة لخيري الدنيا والآخرة

باب الدعاء واسع، ويجوز للمسلم أن يدعو الله بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة ما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم، وهذه أمثلة لصيغ عامة يمكن الدعاء بها في كل وقت، ومنه وقت الفجر:

  • لطلب الهداية وصلاح الحال: “اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ”، (المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 2720).
  • لطلب الشفاء للمريض: “اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا”، (المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 5743).
  • لصلاح الأبناء: “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”.

    [الفرقان: 74]

    ، ويمكن إضافة: “اللهم احفظهم بحفظك، وأصلحهم، واجعلهم هداة مهتدين”.

  • لتفريج الكروب وتيسير الأمور: “اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ”، (المصدر: سنن أبي داود، حديث رقم 5090، حديث حسن).

صيغ منتشرة وتنبيهات هامة

تنتشر بين الناس بعض الصيغ والأدعية التي لم ترد في مصادر التشريع المعتبرة، ومن الأمثلة على ذلك الصيغة التالية التي يذكرها البعض ضمن أذكار ما بعد صلاة الفجر:

  • اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، الْأَوْصِيَاءِ الرَّاضِينَ الْمَرْضِيِّينَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ…

تنبيه هام: هذه الصيغة هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، وفيها الخير كله، أما الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهو من أعظم القربات، ولكن بالصيغ الثابتة عنه كالصلاة الإبراهيمية.

الحكم الشرعي في الالتزام بصيغ دعاء غير ثابتة

أكد أهل العلم على أن الأفضل للمسلم هو الدعاء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة، أما الأدعية التي لم ترد بنص، فيجوز الدعاء بها بشرطين: أن يكون معناها صحيحًا ولا يخالف الشرع، وألا تُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو يُعتقد أن لها فضلاً خاصاً أو تُتخذ كوردٍ راتب لم يأت به الدليل، الالتزام بالأدعية الصحيحة أسلم للعبد وأعظم للأجر.

فضل الدعاء في وقت الفجر وأهميته في حياة المسلم

فضل الدعاء وأهميته في حياة المسلم

الدعاء هو العبادة، وهو صلة مباشرة بين العبد وربه، تظهر فيه حاجة المخلوق وافتقاره إلى قدرة الخالق وعونه، وتتجلى أهميته في جوانب عدة:

  • تحقيق العبودية: إقبال العبد على الدعاء هو اعترافٌ بربوبية الله وقدرته، وتجسيد لمعنى العبودية الحقة.
  • سبب للنصر والتمكين: كان الدعاء سلاح الأنبياء والمؤمنين، كما في قصة أهل بدر حين استغاثوا ربهم فاستجاب لهم، قال تعالى:.

“إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ” [الأنفال: 9]

  • مغفرة الذنوب: الدعاء والاستغفار من أعظم أسباب تكفير الخطايا ومحو السيئات، وفتح أبواب الرحمة والمغفرة.
  • نيل الطمأنينة والسكينة: مناجاة الله وبث الشكوى إليه تمنح القلب راحة وسكينة، وتُرسخ اليقين بأن الله هو الملجأ الوحيد في كل كرب.
  • نصرة المظلوم: وعد الله بإجابة دعوة المظلوم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه:

    “وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ”.

    (المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 1496).

دعاء ليلة القدر

إذا وافقت ليلة القدر، وهي أرجى ما تكون في العشر الأواخر من رمضان، فخير ما يدعو به المسلم هو الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها:

“اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”.

المصدر: سنن الترمذي، حديث رقم 3513 (حديث صحيح).

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول أدعية الفجر

ما هو أفضل وقت للدعاء عند الفجر؟
أفضل أوقات الدعاء هي في الثلث الأخير من الليل قبل أذان الفجر، وفي السجود أثناء صلاة الفجر، وبعد الفراغ من الصلاة وقبل شروق الشمس، فكلها أوقات مباركة يُرجى فيها إجابة الدعاء.

هل دعاء القنوت في صلاة الفجر سنة دائمة؟
مسألة المداومة على القنوت في صلاة الفجر فيها خلاف بين الفقهاء، الراجح أنه يُشرع عند النوازل (المصائب العامة التي تحل بالمسلمين)، أما المداومة عليه دائمًا فليست من السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

هل يجوز الدعاء بغير اللغة العربية؟
نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بلغته التي يفهمها، خاصة خارج الصلاة، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما في القلوب ويسمع كل اللغات، أما داخل الصلاة، فالأصل هو الالتزام بالأدعية والأذكار الواردة باللغة العربية.

ما هو البديل الصحيح للأدعية المنتشرة غير الثابتة؟
البديل الصحيح والأسلم هو الالتزام بالأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي جامعة للخير، ومباركة، وموافقة لما يحبه الله ويرضاه، ويمكن للمسلم أيضًا أن يدعو بما يفتح الله عليه من كلام طيب يناسب حاجته.

 

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات