أدعية مستجابة في كل أمور الحياة (أفضل الدعاء المستجاب)

الدعاء هو جوهر العبادة، والصلة المباشرة التي تربط العبد بخالقه، يفتح الله به أبواب الرحمة، ويفرّج به الكروب، ويُغيّر به الأقدار، ولأن الدعاء عبادة عظيمة، فإن الأساس فيها هو الاتباع والالتزام بما ورد في مصادر التشريع الإسلامي الموثوقة، نقدم لكم هنا دليلاً شاملاً للأدعية الصحيحة والثابتة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مع بيان آداب الدعاء وضوابطه ليكون أقرب للقبول بإذن الله.

أدعية إسلامية صحيحة من القرآن والسنة مكتوبة بخط جميل

أدعية جامعة من القرآن الكريم

إن خير الدعاء ما دعا به الأنبياء والصالحون، وقد قصّ الله علينا في كتابه الكريم أدعيتهم لتكون لنا نورًا وهداية، ومن هذه الأدعية القرآنية المباركة:

  • دعاء نبي الله يونس (ذو النون) في بطن الحوت، وهو من أعظم أدعية تفريج الكروب:

    “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”

    (سورة الأنبياء، الآية: 87).

  • دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة، كان النبي ﷺ يكثر منه:

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

    (سورة البقرة، الآية: 201).

  • دعاء موسى عليه السلام لطلب تيسير الأمور وشرح الصدر:

    “رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ﴿25﴾ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ﴿26﴾ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ﴿27﴾ يَفْقَهُوا قَوْلِي”

    (سورة طه، الآيات: 25-28).

  • دعاء لطلب الثبات على الحق والرحمة:

    “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”

    (سورة آل عمران، الآية: 8).

  • دعاء لطلب الذرية الصالحة:

    “رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ”

    (سورة آل عمران، الآية: 38).

أدعية ثابتة من السنة النبوية الصحيحة

أوتي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، وقد علمنا أدعية مباركة تشمل كل ما يحتاجه المسلم في دينه ودنياه، ومن هذه الأدعية الصحيحة:

1، سيد الاستغفار (من أذكار الصباح والمساء)

وهو أفضل صيغ الاستغفار كما أخبر النبي ﷺ:

“اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ”.

(المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 6306)

2، دعاء تيسير الأمور الصعبة

دعاء عظيم يُقال عند استصعاب الأمور:

“اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إِلَّا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلًا”.

(المصدر: صحيح ابن حبان، حديث رقم 974 – حديث صحيح)

3، دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة

من أجمع الأدعية النبوية التي علمتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

“اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ..، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا”.

(المصدر: سنن ابن ماجه، حديث رقم 3846 – حديث صحيح)

4، دعاء للمريض

من الأدعية التي يُرقى بها المريض طلبًا للشفاء:

“أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا”.

(المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 5743)

5، دعاء للميت في صلاة الجنازة

وهو من أصح الأدعية الواردة في الصلاة على الميت:

“اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ…”.

(المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 963)

6، دعاء قبل النوم

من السنة أن يقول المسلم قبل نومه:

“بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ”.

(المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 6320)

دعاء صحيح مأثور لجلب الرزق وتفريج الكروب من السنة النبوية

صيغ دعاء شائعة والحكم الشرعي فيها

تنتشر بين الناس بعض صيغ الأدعية التي لم ترد في القرآن أو السنة الصحيحة، ورغم أن معانيها قد تكون حسنة في مجملها، إلا أن الأصل هو الالتزام بالمأثور، ومن أمثلة هذه الصيغ الشائعة:

  • “اللهم إني أستودعك ما قرأت وما حفظت وما تعلمت، فرده إليّ عند حاجتي إليه…”، (يشيع بين الطلاب).
  • “اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين…”، (يشيع بين الطلاب).
  • “اللهم اجبر قلبي جبراً يتعجب منه أهل الأرض والسماء…”.
  • “يا رب أنت الذي فرجت عن أيوب كربه وكشفت عن يعقوب حزنه..، حقق لي ما أتمنى…”.

تنبيه هام وحكم الدعاء بهذه الصيغ:

الأدعية المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، والدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة، أما الدعاء بصيغ لم ترد، فله حالتان:

  1. إن كان الدعاء يتضمن معنى صحيحًا ولا يخالف الشرع، ولم يُنسب إلى النبي ﷺ، ولم يُعتقد أن له فضلاً خاصًا أو أنه سنة، فيجوز الدعاء به كدعاء عام.
  2. أما إن تضمن الدعاء مخالفة شرعية، أو اعتُقد أن له فضلًا خاصًا أو أنه سنة وهو ليس كذلك، فهذا يدخل في حيز الابتداع المنهي عنه.

والأفضل والأكمل للمسلم دائمًا هو الحرص على الأدعية المأثورة والثابتة.

دعاء صحيح لطلب النجاح والتوفيق في الدراسة والاختبارات من السنة

آداب الدعاء وشروط استجابته

لكي يكون الدعاء أقرب إلى القبول، يُستحب للمسلم مراعاة الآداب التالية المستنبطة من الكتاب والسنة:

  • الإخلاص لله تعالى: أن يكون القصد من الدعاء وجه الله وحده.
  • اليقين بالإجابة: أن يدعو المسلم وهو موقن بأن الله سيستجيب له.
  • البدء بحمد الله والثناء عليه: ثم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • حضور القلب والخشوع: فالله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ.
  • الإلحاح في الدعاء: تكرار الدعاء وعدم استعجال الإجابة.
  • تحري أوقات الإجابة: مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة.
  • الطهارة واستقبال القبلة: وهي من كمال الأدب مع الله، وإن لم تكن شرطًا.
  • أكل الحلال: فإن أكل الحرام من أعظم موانع إجابة الدعاء.
  • خفض الصوت: الدعاء بخشوع وتضرع بين الجهر والسر.

فضل الدعاء يوم الجمعة وأدعية مأثورة صحيحة من السنة النبوية

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول الأدعية

هل يجوز الدعاء بغير اللغة العربية؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بلغته التي يفهمها، فالله سبحانه يعلم ما في القلوب ويسمع كل اللغات، ولكن، الأفضل والأكمل هو الدعاء باللغة العربية، خاصة بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة، لما فيها من بركة وكمال في المعنى.

ما هو البديل الصحيح للأدعية المنتشرة غير الثابتة؟

البديل الصحيح هو الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية وشاملة لكل ما يحتاجه الإنسان، فمثلاً، بدلًا من الأدعية المخترعة للنجاح، يمكن الدعاء بـ “رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري” و “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً”، ففي المأثور غنية وكفاية.

دعوت كثيرًا ولم يستجب لي، ماذا أفعل؟

على المسلم ألا ييأس من رحمة الله وأن يستمر في الدعاء بحسن ظن ويقين، فاستجابة الدعاء لها صور متعددة كما أخبر النبي ﷺ: فإما أن يُعطى العبد ما سأل، أو أن يُصرف عنه من السوء مثله، أو أن يُدخر له أجره في الآخرة، فعلى المسلم أن يراجع نفسه في آداب الدعاء وموانعه (كأكل الحرام)، وأن يثق في حكمة الله وتدبيره.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات