يُعَدُّ استقبال الصباح بذكر الله تعالى من أعظم أسباب البركة والتوفيق في اليوم كله، فالبداية التي تُعطَّر بالدعاء والتسبيح هي بدايةٌ تملؤها السكينة والطمأنينة، وتستجلب عون الله ورعايته، إن الحرص على أذكار الصباح الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهي كافية وشافية لمن لزمها، وفيها الخير كله لمن يرجو يوماً مباركاً مليئاً بالتيسير والرزق الطيب.
أذكار الصباح الصحيحة من القرآن والسنة
إن أفضل ما يبدأ به المسلم يومه هو الأدعية والأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي جامعة لخيري الدنيا والآخرة، وهذه باقة من أصح ما ورد في هذا الباب:
- سيد الاستغفار: وهو أعظم صيغ الاستغفار، ومن قاله في الصباح موقناً به فمات من يومه كان من أهل الجنة.
“اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ”.
المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 6306..
- دعاء “أصبحنا وأصبح الملك لله”:
“أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما في هذِا اليوم وَخَيْرَ ما بَعْدَهَ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما في هذِا اليوم وَشَرِّ ما بَعْدَهَ، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِن عَذَابٍ في النَّارِ وَعَذَابٍ في القَبْرِ”.
المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 2723..
- دعاء طلب العلم النافع والرزق الطيب:
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”.
المصدر: سنن ابن ماجه، حديث حسن..
- دعاء الإشهاد على التوحيد: من قاله أربع مرات حين يصبح أو يمسي أعتقه الله من النار.
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَلائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ”.
المصدر: سنن أبي داود، حديث حسن..
- التسبيح والتحميد بأعداد عظيمة:
“سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ”، (يُقال ثلاث مرات)
المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 2726..
صيغ دعاء صباحية عامة ومأثورة
إلى جانب الأدعية النبوية الثابتة، يتداول الناس صيغاً حسنة للدعاء في الصباح، يرجون بها الخير لأنفسهم ولمن يحبون، يمكن الدعاء بهذه الصيغ العامة التي تجمع خيري الدنيا والآخرة، ما دامت معانيها صحيحة ولا تخالف الشرع.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الصَّبَاحَ حَامِلاً لَنَا مِنَ الخَيْرِ فَوْقَ مَا نَرْجُو، وَاشْرَحْ صُدُورَنَا، وَيَسِّرْ أُمُورَنَا، وَارْزُقْنَا رَاحَةَ البَالِ وَطُمَأْنِينَةَ القَلْبِ.
- يَا رَبِّ، مَعَ إِشْرَاقَةِ هَذَا اليَوْمِ، نَسْأَلُكَ أَنْ تُنِيرَ دُرُوبَنَا، وَتَغْفِرَ ذُنُوبَنَا، وَتَجْعَلَ لَنَا مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا.
- اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ وَنُفَوِّضُ أُمُورَنَا كُلَّهَا إِلَيْكَ، فَبَارِكْ لَنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا، وَاحْفَظْ أَحِبَّتَنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ.
- أَسْأَلُ اللهَ العَظِيمَ أَنْ يَفِيضَ عَلَى قُلُوبِكُمْ بِالسَّلامِ، وَأَنْ يَشْرَحَ صُدُورَكُمْ، وَيُهَيِّئَ لَكُمْ أَبْوَابَ الرِّزْقِ وَالخَيْرِ فِي كُلِّ وَقْتٍ.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَبَاحَنَا مُشْرِقًا بِرِضَاكَ، وَأَظِلَّنَا بِرَحْمَتِكَ الوَاسِعَةِ، وَلْيَكُنْ هَذَا اليَوْمُ مِفْتَاحًا لَنَا إِلَى الأَمَلِ وَالفَرَحِ.
تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، وفيها من الخير والبركة ما يغني عن غيرها.
دعاء الصباح لجلب البركة والرزق
الدعاء في بداية اليوم وسيلة عظيمة لطلب البركة والرزق من الله سبحانه وتعالى، فهو يقرب العبد من ربه ويملأ يومه بالخير والتوفيق، والله عز وجل يحب أن يسأله عبده، وقد وعد بالإجابة فقال:
“وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” [غافر: 60]
والأرزاق كلها بيد الله وحده، يمنحها لعباده بحكمته، لذلك فإن المداومة على الدعاء والتقرب إلى الله هو السبيل لنيل الخير، ومن الأدعية النبوية الجامعة التي تتضمن طلب الرزق الطيب ما يلي:
- “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”: وهو من أذكار الصباح النبوية التي تجمع بين خيري الدنيا والآخرة.
- “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ”: دعاء عظيم لسداد الدين وطلب الغنى من الله، (سنن الترمذي، حديث حسن).
إن التوكل على الله هو أساس كل شيء، فهو سبحانه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، كما قال في كتابه الكريم:
“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” [البقرة: 186]
صور أدعية صباحية معبرة
يُعَدُّ الصباح وقتاً يبعث على التفاؤل والطاقة الإيجابية، ومشاركة صور تحمل أدعية صباحية مباركة للأهل والأصدقاء وسيلة طيبة لنشر الخير والتذكير بفضل الله، لتكون البداية أكثر إشراقاً.
بدء اليوم بذكر الله والتوجه إليه بالدعاء يمنح النفس سكينة واطمئناناً، وصورة تحمل دعاءً جميلاً قادرة على منح القلب إحساساً بالهدوء والرضا.
الابتهال إلى الله في الصباح يبعث في الروح الراحة ويمدها بالتفاؤل والتوكل عليه في كل أمور الحياة.
الصور التي تجمع بين عبارات الصباح والخلفيات الطبيعية تهيئ الأجواء لبداية يوم هادئ ومشرق، وتكون خياراً رائعاً لتبادلها مع الأهل والأصدقاء.
إرسال صورة تحتوي على دعاء يعكس مدى الاهتمام بالطرف الآخر ويقوي جسور المحبة بين الناس، خاصةً عند استقبالها من شخص مقرب إلى القلب.
المصادر والمراجع
- سورة غافر، الآية 60.
- سورة البقرة، الآية 186.
- صحيح البخاري، حديث رقم 6306، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- صحيح مسلم، حديث رقم 2723 وحديث رقم 2726، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن أبي داود وسنن ابن ماجه وسنن الترمذي، (يمكن مراجعتها على موسوعة الدرر السنية للتحقق من درجة صحة الأحاديث).
أسئلة شائعة حول أدعية الصباح
ما هو الوقت الأفضل لأذكار الصباح؟
يبدأ وقت أذكار الصباح من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، ومن فاته قولها في هذا الوقت، يمكنه أن يأتي بها حتى نهاية وقت الضحى (قبل صلاة الظهر بقليل)، والأفضل هو التبكير بها في أول وقتها.
هل يجوز الدعاء بالصيغ المنتشرة على الإنترنت؟
يجوز الدعاء بأي صيغة تحمل معنى طيباً ولا تخالف الشرع، لأن باب الدعاء واسع، ولكن، الأفضل والأكمل والأعظم أجراً هو الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها جامعة للمعاني، مباركة، وثابتة بالدليل الصحيح.
ما هو أفضل دعاء لجلب الرزق في الصباح؟
من أفضل الأدعية النبوية التي تقال في الصباح لطلب الرزق هو:
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”.
وهو دعاء يجمع بين طلب العلم الذي هو أساس العمل الصالح، والرزق الحلال، وقبول العمل، وهي أركان التوفيق في الدنيا والآخرة.





