افضل ادعية لرد الغائب مستجابة مجربة

 

يُعدُّ الدُّعاء من أسمى العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى خالقه، وهو وسيلةٌ لمناجاته وطلب العون منه في كل شأن، وقد أمر اللهُ سبحانه وتعالى عباده بالدعاء ووعدهم بالإجابة، فقال عزَّ وجلّ:

﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]

وعندما يمرّ المسلم بموقفٍ يتعلّق بغياب شخص عزيز أو فقدان شيء ثمين، فإن اللجوء إلى الله بالدعاء الصادق هو أعظم ما يمكن فعله، فهو سبحانه القادر على كل شيء.

أدعية من القرآن والسنة عند الكرب والشوق للغائب

الأصل في الدعاء هو التوجّه إلى الله بقلبٍ خاشعٍ وبأي صيغةٍ مشروعةٍ تُعبّر عن حاجة العبد، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أدعية جامعة يمكن للمسلم أن يدعو بها في كل كربٍ، ومنها ما يناسب حال الشوق للغائب أو البحث عن المفقود، ومن ذلك:

  • دعاء نبي الله يونس عليه السلام: وهو من أعظم الأدعية لتفريج الكروب، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:

    “دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلا استجاب اللهُ له.”

    (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

  • دعاء نبي الله يعقوب عليه السلام: عند فقدان الأبناء وشدة الحزن، يمكن الاستئناس بحال نبي الله يعقوب الذي توجّه إلى الله بشكواه، كما ورد في القرآن الكريم:.

﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 86]

  • دعاء الكرب: وهو دعاءٌ ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوله عند الشدائد:

    “لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ.”

    (متفق عليه).

  • الدعاء بأسماء الله الحسنى: يمكن للمسلم أن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا، كأن يقول: “يا جامعَ الناسِ ليومٍ لا ريبَ فيه، اجمع بيني وبين غائبي (أو ضالتي)”، تأسّيًا بالمعنى العام للآية الكريمة:.

﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران: 9]

صيغ شائعة للدعاء بنية عودة الغائب

صيغ دعاء لعودة الحبيب الغائب والمفقود

يتداول بعض الناس صيغًا وأدعية معينة لعودة الغائب، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:

  • “اللَّهُمَّ يَا مُبْدِعَ الْعَجَائِبِ، وَيَا رَادَّ كُلِّ غَائِبٍ، يَا جَامِعَ الشَّتَاتِ، رُدَّ إِلَيَّ غَائِبِي (أو ضالتي) سَالِمًا غَانِمًا بِقُدْرَتِكَ يَا قَدِيرُ.”.
  • “اللَّهُمَّ يَا مَنْ رَدَدْتَ يُوسُفَ إِلَى يَعْقُوبَ، وَكَشَفْتَ الضُّرَّ عَنْ أَيُّوبَ، أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ مَنْ فَقَدْتُهُ، وَأَنْ تُقِرَّ عَيْنِي بِرُؤْيَتِهِ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ.”.
  • “يَا عَالِمَ السَّرَائِرِ وَالْقُلُوبِ، يَا مَنْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّ إِلَيَّ مَنْ غَابَ عَنِّي، وَأَنْ تَحْفَظَهُ بِحِفْظِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ.”.

تنبيه هام وحكم هذه الأدعية

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة وشاملة لكل خير.

الحكم الشرعي: يجوز الدعاء بهذه الصيغ وأمثالها ما دامت معانيها صحيحة ولا تحتوي على محظور شرعي، وذلك على أنها دعاء عام ومطلق لا يُعتقد أن لها فضلًا خاصًا أو أنها سنة متبعة، أما تخصيصها واعتقاد أن ترديدها بعدد معين أو في وقت معين له أثر خاص لم يرد به دليل، فهو أمر محدث ينبغي تجنبه.

فضل الدعاء وآدابه في الإسلام

فضل الدعاء والتضرع إلى الله في أوقات الشدة

الدعاء ليس مجرد كلمات، بل هو جوهر العبادة وروحها، وله فضل عظيم وأثر عميق في حياة المسلم، ومن أهم فضائله:

  • امتثال لأمر الله: الداعي يطيع أمر ربه الذي قال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
  • أعظم العبادات: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “الدُّعاءُ هو العبادةُ.”

    (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

  • سبب لدفع البلاء: الدعاء من أقوى الأسباب في دفع البلاء قبل نزوله ورفعه بعد نزوله.
  • دليل على التوكل: حين يرفع العبد يديه إلى الله، فإنه يُظهر افتقاره إلى ربه وتوكله عليه وحده في قضاء حوائجه.
  • يجلب السكينة والطمأنينة: مناجاة الله والتضرع إليه تملأ القلب راحةً ويقينًا بأن الأمر كله بيد الله.

ولكي يكون الدعاء أرجى للقبول، يُستحب للمسلم مراعاة بعض الآداب، منها:

  1. الإخلاص لله تعالى وحضور القلب.
  2. البدء بحمد الله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
  3. الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.
  4. اليقين بالإجابة وحسن الظن بالله.
  5. تحري أوقات الإجابة (مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، ويوم الجمعة).

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

هل يوجد دعاء مخصص صحيح لعودة الغائب؟

لم يثبت في السنة النبوية الشريفة دعاء بلفظ محدد مخصص لعودة الغائب، ولكن يمكن للمسلم أن يدعو بالأدعية العامة الواردة في القرآن والسنة لتفريج الكروب وقضاء الحوائج، وأن يسأل الله حاجته بأسلوبه الخاص وبما يفتح الله عليه من الدعاء.

ما هو أفضل ما يمكن فعله عند غياب شخص عزيز؟

أفضل ما يمكن فعله هو الجمع بين الأسباب المادية والدعاء، فيجب البحث والسعي، وفي نفس الوقت الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله، والصدقة بنية تفريج الكرب، وحسن الظن بالله أنه سيستجيب.

هل الدعاء بالصيغ المنتشرة على الإنترنت يعتبر بدعة؟

الدعاء بها على أنها دعاء عام لا بأس به إن كانت معانيه صحيحة، أما اعتقاد أن لهذه الصيغ فضلًا خاصًا، أو تخصيصها بوقت أو عدد معين دون دليل شرعي، فهذا يدخل في باب الإحداث في الدين (البدعة الإضافية)، والأولى والأسلم هو الالتزام بالأدعية المأثورة الصحيحة.

 

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات