تُعد تكبيرات وأذكار عيد الفطر من السنن الشرعية التي يُستحب للمسلم الإكثار منها، إظهارًا للفرح باكتمال نعمة صيام شهر رمضان وقيامه، ويأتي عيد الفطر في أول يوم من شهر شوال، ليكون يوم شكر لله تعالى على توفيقه للطاعة، وفرصة لصلة الأرحام وتبادل التهاني بين المسلمين.
تكبيرات عيد الفطر: الصيغة والوقت
يُعد التكبير من أعظم السنن في يوم عيد الفطر، ويبدأ وقته من غروب شمس ليلة العيد وينتهي بخروج الإمام لأداء صلاة العيد، وهو من الذكر المُطلق الذي يُشرع في البيوت والأسواق والطرقات والمساجد، إعلانًا لتعظيم الله وشكره.
صيغة التكبير الثابتة عن السلف
الصيغة الثابتة عن الصحابة رضوان الله عليهم، مثل عبد الله بن مسعود، هي:
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
وهذه الصيغة هي الأصل المأثور، ويُستحب الاقتصار عليها أو تكرارها.
صيغة التكبير الموسعة الشائعة
انتشرت بين المسلمين صيغة موسعة للتكبير، وهي حسنة ولا بأس بها لأنها تشتمل على الحمد والتهليل والثناء على الله، ومن أشهر صيغها:
- اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا الله، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، وللهِ الحمد، اللهُ أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، وسبحانَ الله بُكرة وأصيلًا، لا إلهَ إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إلهَ إلا الله، ولا نعبدُ إلا إياه، مخلصين لهُ الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدِنا محمدٍ، وعلى آلِ سيدِنا محمدٍ، وعلى أصحابِ سيدِنا محمدٍ، وعلى أنصارِ سيدِنا محمدٍ، وعلى أزواجِ سيدِنا محمدٍ، وعلى ذريةِ سيدِنا محمدٍ، وسلّم تسليمًا كثيرًا..
تنبيه: هذه الصيغة المطولة لم ترد بهذا السياق الكامل في حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هي صيغة جمعها العلماء من أذكار وأدعية مختلفة، وهي جائزة من باب الذكر المطلق.
أدعية عامة يمكن الدعاء بها في عيد الفطر
باب الدعاء واسع، ويمكن للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من خيري الدنيا والآخرة، وهذه بعض الصيغ العامة التي يمكن الاستئناس بها للدعاء في هذا اليوم المبارك:
- اللهم إنا نسألك في هذا اليوم المبارك أن تتقبل منا صيامنا وقيامنا، وأن تجعلنا من عتقائك من النار، اللهم أعده علينا أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية وأمن وإيمان.
- اللهم لك الحمد على أن بلغتنا رمضان، ووفقتنا فيه للصيام والقيام وتلاوة القرآن، نسألك يا ربنا أن تجعلنا من المقبولين، وأن تختم لنا بالصالحات أعمالنا.
- يا رب، اجعل عيدنا هذا فرحة بأعمال قُبلت، وذنوب غُفرت، ودرجات رُفعت، اللهم اجعلنا ممن نظرت إليهم فرحمتهم، وسمعت دعاءهم فأجبتهم.
- اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، اللهم زيّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين.
- ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
تنبيه هام: هذه الصيغ هي أدعية عامة ومما يتداوله الناس، ولم يثبت دعاء محدد خاص بصلاة العيد أو يومه بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، الدعاء عبادة، والأصل فيه الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، أو الدعاء بما يفتح الله به على عبده من الخير، فكل ذلك كافٍ ومبارك.
السنن والآداب الشرعية المتعلقة بعيد الفطر
تتعدد السنن والآداب التي يُستحب للمسلم الحرص عليها في يوم العيد؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن أهمها:
- إخراج زكاة الفطر: وهي واجبة على كل مسلم، ووقتها الأفضل هو قبل الخروج إلى صلاة العيد، وتُعطى للفقراء والمساكين طُهرة للصائم وطُعمة للمساكين.
- الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب: يُسن للمسلم أن يغتسل ويتنظف ويلبس أفضل ما عنده من ثياب، إظهارًا لنعمة الله وفرحًا بهذا اليوم.
- الأكل قبل الخروج للصلاة: من السنة أن يأكل المسلم تمرات وترًا (ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر) قبل الخروج إلى مصلى العيد؛ تحقيقًا لمخالفة يوم الصيام.
- الذهاب إلى مصلى العيد من طريق والعودة من آخر: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، لتكثر الخطى إلى الطاعة، وليشهد له الطريقان، وليُسلّم على أهل الطريقين.
- التهنئة بالعيد: يُشرع للمسلمين تهنئة بعضهم البعض بصيغ حسنة، مثل قول: “تقبل الله منا ومنكم”، كما ورد عن بعض الصحابة.
عادات اجتماعية حسنة في عيد الفطر
إلى جانب السنن الشرعية، هناك عادات اجتماعية حسنة تُمارس في عيد الفطر، وهي تتماشى مع مقاصد الشريعة في نشر المودة والألفة، ومنها:
- صلة الأرحام: تُعد زيارة الأقارب والأهل من أعظم مظاهر العيد، وهي فرصة لتقوية الروابط الأسرية وإزالة أي شحناء.
- إعداد الطعام والحلويات: تُعتبر مشاركة الطعام والحلويات رمزًا للفرح والكرم، وتُدخل السرور على القلوب.
- إدخال الفرح على الأطفال: من خلال تقديم الهدايا أو “العيدية”، وهو ما يزرع البهجة في نفوسهم ويربطهم بهذه المناسبة السعيدة.
تاريخ عيد الفطر وأبرز مظاهره
شُرع عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة، وهو أول عيد احتفل به المسلمون بعد فريضة الصيام، وسُمي بـ”الفطر” لأنه يوم إفطار المسلمين بعد شهر كامل من الصيام، ويحرم صيام يوم العيد لأنه يوم فرح وشكر لله، وتتجلى مظاهر الفرح في هذا اليوم بارتداء الملابس الجديدة، وتزيين البيوت، وتبادل الزيارات، في أجواء من المحبة والتآلف التي تعكس روح الإسلام السمحة.
المصادر والمراجع
- أثر عبد الله بن مسعود في صيغة التكبير، رواه ابن أبي شيبة في “المصنف” بإسناد صحيح، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- أحكام وآداب العيد مستنبطة من كتب السنة المعتبرة مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن الترمذي.
- سورة البقرة، الآية 201، (دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة).
الأسئلة الشائعة (FAQs)
ما هي صيغة التكبير الصحيحة في عيد الفطر؟
الصيغة الثابتة عن الصحابة هي: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”، وما زاد على ذلك من الصيغ المنتشرة فهو حسن من باب الذكر المطلق، لكن هذه الصيغة هي أصل السنة.
متى يبدأ وقت التكبير في عيد الفطر ومتى ينتهي؟
يبدأ وقت التكبير من غروب شمس آخر يوم من رمضان (ليلة العيد)، ويستمر حتى خروج الإمام لأداء صلاة العيد.
هل هناك دعاء محدد لصلاة العيد؟
لم يثبت في السنة النبوية الصحيحة دعاء محدد يُقال في صلاة العيد أو بعدها مباشرة، والأمر فيه سعة، فيمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء من الأدعية الجامعة من القرآن والسنة، أو بما يفتح الله به عليه من خير.

