الحمد لله على نعمة الصحة والعافية

يَنبغي على المسلم أن يُكثر من حمد الله وشكره على نِعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، وتُعدّ نعمة الصحة والعافية من أجلّ هذه النعم وأثمنها، وقد حثّ الشرع على شكر النعم لضمان دوامها وزيادتها، كما قال تعالى في كتابه الكريم:

“وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” [إبراهيم: 7]

والعناية بالصحة واجب شرعي، وتكون باتباع نمط حياة صحي، واجتناب ما يضر بالبدن، والتداوي عند المرض، مع اليقين بأن الشافي هو الله وحده.

أهمية نعمة الصحة في السنة النبوية

أكد النبي صلى الله عليه وسلم على عِظم نعمة الصحة، وأن الكثير من الناس يغفلون عن قيمتها، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ” (رواه البخاري).

وهذا الحديث يؤكد أن الصحة وقت الفراغ هما رأس مال العبد، وينبغي استثمارهما في طاعة الله قبل فوات الأوان.

صيغ عامة لشكر الله على نعمة العافية

يتداول الناس بعض الصيغ للدعاء وشكر الله على نعمة الصحة، والدعاء بهذه الصيغ وغيرها جائز ما دام معناها صحيحًا ولا يخالف الشرع، فهي من قبيل الثناء العام على الله، ومن الأمثلة على ذلك:

  • الحَمْدُ للهِ على نِعْمَةِ الصِّحَةِ والعَافِيَةِ، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك أن تُديم عليَّ نعمك، وتهديني إلى صراطك المستقيم، اللهم احفظني بعينك التي لا تنام، واكفني بركنك الذي لا يضام، وكُن لي ناصرًا ومُعينًا يا أرحم الراحمين.
  • الحَمْدُ للهِ الذي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، اللهم ارزقني صبرًا جميلًا، وبدّل حالي إلى أفضل حال، وعوّضني بالخير، واجعل رحمتك تشملني، ويسّر لي دروبي، واغفر زلاتي، وأكرمني بالهداية الدائمة يا مالك الملك.
  • اللهم لك الحَمْدُ والشُّكْرُ على نِعَمِكَ التي لا تُحصى، اللهم لا تحرمني من الصحة والعافية ورضاك، واسترني برحمتك، وارضَ عني، لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين.
  • الحَمْدُ للهِ الذي شَفَاني وعَافَاني، وردّ إليّ قوتي بعد الضعف، الحمد لله الذي نجّاني وأكرمني بنعمة السلامة، الحمد لله على ما مضى وما هو آتٍ، اللهم اجعلني من الشاكرين لنعمك، ومن عبادك المخلصين.

تنبيه هام وإخلاء مسؤولية

تنبيه: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس للتعبير عن الشكر، وهي أدعية عامة لم تثبت بنص محدد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية ومباركة وجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وهي الأولى بالاتباع والحرص عليها.

أدعية مأثورة في الشكر وطلب العافية من القرآن والسنة

الأفضل للمسلم أن يدعو بالأدعية الثابتة في الكتاب والسنة، فهي الأكثر بركة والأعظم أجرًا، ومن هذه الأدعية:

تصميم إسلامي لعبارة الحمد لله على نعمة الصحة والعافية

  • دعاء قرآني لطلب العون على الشكر: وهو دعاء نبي الله سليمان عليه السلام، وهو من أجمع الأدعية في شكر النعمة.

    “رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ” [النمل: 19].

    .

  • دعاء لطلب العافية في البدن والسمع والبصر: وهو من أذكار الصباح والمساء التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

    “اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ” (تُقال ثلاث مرات في الصباح وثلاث في المساء)، [رواه أبو داود، حديث حسن].

    .

  • سيد الاستغفار: وهو يجمع بين الإقرار بنعمة الله والاستغفار من التقصير في شكرها.

    “اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ”، [رواه البخاري].

    .

من سبل الشكر العملي على النعم

لا يقتصر شكر النعمة على اللسان فقط، بل يجب أن يتبعه عمل يصدّق هذا الشكر، ومن السبل المثلى لشكر نعم الله، وخصوصًا نعمة الصحة:

عبارة الحمد لله على نعمة العطاء ودوام العافية

1، استعمال النعم في طاعة الله

كل ما وهبه الله للإنسان من صحة وقوة وعلم يجب أن يُسخّر فيما يرضي الله، فشكر نعمة البصر يكون بغضّه عن الحرام، وشكر نعمة اليدين يكون باستعمالهما في الخير، وشكر نعمة القدمين يكون بالمشي بهما إلى المساجد وصلة الأرحام.

2، المحافظة على النعم

المؤمن يقدّر نعم الله عليه، فلا يهملها أو يعرضها للضرر، فالحفاظ على الصحة باتباع العادات السليمة وتجنب المهلكات هو جزء لا يتجزأ من شكر الله عليها.

3، التحدث بنعمة الله

من الشكر أن يتحدث المسلم بنعم الله عليه دون مفاخرة أو رياء، بل اعترافًا بفضل الله وإحسانه، لقوله تعالى: “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ” [الضحى: 11].

4، مساعدة الآخرين وخدمتهم

من أعظم صور الشكر العملي أن يستخدم الإنسان صحته وقوته في عون المحتاجين وخدمة الناس، كإعانة كبير السن، أو مساعدة المريض، أو قضاء حوائج المسلمين.

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء لشكر الله على نعمة الصحة؟
أفضل الأدعية هي المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل دعاء: “اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ”، بالإضافة إلى الإكثار من قول “الحمد لله”.
هل يجوز لي أن أدعو بصيغ من عندي لشكر الله؟
نعم، يجوز الدعاء بأي صيغة تحمل معنى صحيحًا ولا تخالف الشريعة، ولكن الالتزام بالأدعية الواردة في القرآن والسنة هو الأكمل والأفضل والأعظم أجرًا.
كيف أشكر الله على شفائي من المرض؟
يكون الشكر باللسان عبر حمد الله والثناء عليه، وبالجوارح من خلال سجدة الشكر، واستعمال الصحة المستعادة في طاعة الله، والتصدق بنية شكر الله على نعمة الشفاء.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات