اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا بالتشكيل مزخرفة

يُعد حمد الله تعالى والثناء عليه من أعظم القربات وأجلّ العبادات التي تعكس امتنان العبد لنعم خالقه، ورضاه بقضائه وقدره، وصيغة “اللهم لك الحمد حتى ترضى” هي من أشهر صيغ الحمد التي يتداولها المسلمون، لما تحمله من معانٍ إيمانية عميقة، في هذا المقال، نستعرض هذه الصيغة المباركة، ونوضح حكمها الشرعي، ونقدم مجموعة من أدعية الحمد الثابتة في الكتاب والسنة، مع التركيز على الدقة والموثوقية.

دعاء “اللهم لك الحمد حتى ترضى”: نصه وحكمه الشرعي

إن صيغة الدعاء المشهورة “اللهم لك الحمد حتى ترضى” هي من الأدعية الطيبة التي تحمل معاني عظيمة في الثناء على الله والرضا بقضائه.

نص الدعاء الكامل المشهور:

“اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى، وَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ، وَلَكَ الْحَمْدُ بَعْدَ الرِّضَا.”

الحكم الشرعي للدعاء بهذه الصيغة

هذه الصيغة، بمعناها الشامل، لم ترد بتمامها في حديث نبوي صحيح ومحدد بهذا اللفظ الكامل، ومع ذلك، فإن معناها صحيح تماماً ويتوافق مع أصول الشريعة الإسلامية في تعظيم الله وحمده، فالدعاء بها جائز ولا حرج فيه، وذلك للأسباب التالية:

  • المعنى الصحيح: فكرة حمد الله في كل حال، وسؤال رضاه، والحمد بعد تحققه، هي من صميم عقيدة المسلم.
  • أصل الحمد ثابت: لقد ورد الحمد لله في القرآن والسنة بصيغ متعددة، وهذه الصيغة تندرج تحت العموم.
  • الدعاء باب واسع: الأصل في الدعاء الإباحة ما لم يتضمن محذوراً شرعياً أو اعتداءً في الدعاء، وهذه الصيغة خالية من ذلك.

لذلك، يُعتبر هذا الدعاء من الأدعية الحسنة التي يجوز للمسلم أن يدعو بها، وهو يندرج تحت “الدعاء العام” وليس “الدعاء المأثور” بلفظه المحدد.

نص دعاء اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا مكتوب بخط عربي جميل

أدعية الحمد الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية

الأفضل للمسلم دائمًا أن يلتزم بالأدعية المأثورة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي جامعة للخير والبركة، ومن هذه الأدعية:

أدعية الحمد من القرآن الكريم:

  • فاتحة الكتاب: وهي أعظم سورة في القرآن، تبدأ بالحمد.

    “الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [الفاتحة: 2].

    .

  • دعاء أهل الجنة:

    “وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [يونس: 10].

    .

أدعية الحمد من السنة النبوية الصحيحة:

  • عند الاستيقاظ من النوم:

    “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ.”

    (المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 6312 – حديث صحيح).

  • بعد الأكل والشرب:

    “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ.”

    (المصدر: سنن الترمذي، حديث رقم 3458 – حديث حسن).

  • دعاء جامع للحمد:

    “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ، وَبِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ، وَإِلَيْكَ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ..، .”

    (جزء من حديث طويل، وهو دعاء مأثور ذكره العلماء وحسنوا معناه).

صيغ وأدعية عامة في الحمد والشكر

إلى جانب الأدعية المأثورة، يتداول الناس صيغًا حسنة في الحمد، تعبر عن مشاعر الشكر والامتنان لله تعالى، يمكن الدعاء بهذه الصيغ العامة التي تجمع خيري الدنيا والآخرة، ومن أمثلتها:

  • الحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ.
  • الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى.
  • يَا رَبِّ، لَكَ الحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلالِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ.
  • اللهم لك الحمدُ على كل نعمة أنعمت بها علينا، في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أو خاصة أو عامة.
  • الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ومعانيها صحيحة وجائزة، ومع ذلك، لم تثبت بتمامها بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة وجامعة لكل خير.

أهمية وفضل الحمد والثناء على الله في الإسلام

أهمية شكر الله وحمده والثناء عليه

شكر الله وحمده من أعظم العبادات التي تعكس رضا العبد بقضاء الله، وتُظهر اعترافه بفضله ورحمته، وتكمن أهمية الحمد في عدة نقاط أساسية:

  • سبب لزيادة النعم: الحرص على حمد الله هو مفتاح زيادة النعم واستمرارها، مصداقًا لقوله تعالى:

    “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” [إبراهيم: 7].

    .

  • جلب رضا الله: الحمد والثناء على الله من أحب الكلام إليه، وهو سبب لنيل رضوانه ومحبته.
  • تحقيق الطمأنينة النفسية: يبعث الحمد في قلب المسلم الرضا والسكينة، ويُبعد عنه مشاعر السخط والجزع، فتستقر نفسه بالإيمان.
  • سبب لدخول الجنة: الشكر والحمد من أبرز صفات أهل الإيمان الذين وعدهم الله بالجزاء الأوفى في الآخرة.
  • الحفظ من زوال النعم: دوام النعم مرتبط بشكرها، فالعبد الذي يحمد الله على نعمه يحفظها من الزوال ويُبارك له فيها.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول دعاء الحمد

ما هو الوقت الأفضل لقول دعاء “اللهم لك الحمد حتى ترضى”؟

يمكن الدعاء به في كل وقت وحين، فهو من الذكر المطلق، ويُستحب الإكثار منه عند تجدد النعم، أو عند الشعور بالرضا والسكينة، وفي أوقات إجابة الدعاء كالثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة.

هل دعاء “اللهم لك الحمد حتى ترضى” حديث نبوي صحيح؟

كما ذكرنا، لم يرد هذا الدعاء بلفظه الكامل في حديث صحيح واحد، ولكنه دعاء حسن بمعناه، وجائز شرعًا لأنه لا يتعارض مع أصول الدين، بل يتوافق معها، الأفضل دائمًا هو الالتزام بالأدعية المأثورة الثابتة.

ما هو الفرق بين الحمد والشكر؟

الحمد أعم من الشكر، الحمد يكون باللسان ثناءً على المحمود بصفاته الكاملة سواء كان ذلك في مقابل نعمة أم لا، أما الشكر فيكون على نعمة، ويكون بالقلب (اعترافًا) وباللسان (ثناءً) وبالجوارح (طاعةً وعملاً).

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات