إنَّ الله سبحانه وتعالى هو الرزَّاق ذو القوة المتين، بيده خزائن السماوات والأرض، يرزق من يشاء بغير حساب لحكمةٍ يعلمها، والمؤمن الحق هو من يجمع بين التوكل على الله وحُسن الظن به، وبين الأخذ بالأسباب المشروعة للسعي في طلب الرزق، الدعاء هو أحد أعظم هذه الأسباب، فهو صلة مباشرة بين العبد وربه، يطلب فيه العبد من خزائن مولاه التي لا تنفد، موقناً بالإجابة.
أدعية قرآنية ونبوية صحيحة لطلب الرزق
الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي أدعية جامعة مباركة، فيها كمال الأدب مع الله وعظيم المعنى، ومن هذه الأدعية:
1، أدعية من القرآن الكريم
- دعاء نبي الله موسى عليه السلام، وهو دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة:
 “رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ” [القصص: 24]. . 
- دعاء جامع لخير الدنيا والآخرة، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
 “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201]. . 
2، أدعية من السنة النبوية الشريفة
- دعاء قضاء الدَّين وطلب الغنى من فضل الله:
 “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ” (المصدر: سنن الترمذي، حديث حسن).. 
- دعاء الاستعاذة من العجز والفقر وغلبة الدَّين:
 “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ” (المصدر: صحيح البخاري).. 
- دعاء طلب العلم النافع والرزق الطيب والعمل المتقبل:
 “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا” (المصدر: سنن ابن ماجه، حديث صحيح، يُقال بعد السلام من صلاة الفجر).. 
صيغ منتشرة في طلب الرزق باسم “يا رزاق يا ذا القوة المتين”
يتداول بعض الناس صيغاً وأدعية متنوعة لطلب الرزق، وإن كانت معانيها حسنة في مجملها، إلا أنه من المهم معرفة حكمها ومصدرها، إليك بعض الأمثلة على هذه الصيغ:
- “اللهم يا رازق يا ذا القوة المتين ارزقني من خيراتك الواسعة، واجعل رزقي مليئًا بالبركة والخير، وألقِ السكينة في قلبي، وافتح لي أبواب الأمل، واملأ حياتي بالتوفيق القائم على رضاك يا كريم.”.
- “اللهم إني أبرأ إليك من حولي وقوتي، يا رب أعني وامددني بجودك ورحمتك، وأكرمني بالقوة التي تفتح لي أبواب الخير، ويسر لي أمري يا الله، واجعلني من أهل البركة وارزقني رزقًا طيبًا حلالًا.”.
- “اللهم يا رزاق يا ذا القُوَّة المتين، أنر حياتي برزقك ونعمتك التي لا تنتهي، وارزقني حظًا طيبًا من الخير والفضل، وعوضني عما فقدته بأفضل مما تمنيت.”.
تنبيه هام وحكم الدعاء بهذه الصيغ
تنبيه: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته الكرام، الدعاء عبادة، والأصل فيها هو الاتباع والالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة.
الحكم الشرعي: يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يفتح عليه من الأدعية وبما يحتاجه من أمور الدنيا والآخرة بأسلوبه الخاص، بشرط ألا يحتوي الدعاء على اعتداء أو مخالفة شرعية، ومع ذلك، فإن الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي ﷺ هو الأفضل والأكمل والأعظم بركة، لأنها من جوامع الكلم التي أوتيها عليه الصلاة والسلام.
أسباب شرعية لتيسير الرزق وزيادته
إلى جانب الدعاء، أرشدنا الشرع الحنيف إلى أسباب عملية تجلب الرزق وتزيده بركة، وهي جزء من الأخذ بالأسباب الذي أمرنا به، ومن أهمها:
1، تقوى الله عز وجل
التقوى هي أساس كل خير، وقد وعد الله المتقين بالفرج والرزق من حيث لا يحتسبون، قال تعالى:
“وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” [الطلاق: 2-3].
2، الاستغفار والتوبة
كثرة الاستغفار من أعظم أسباب نزول الخيرات وزيادة الرزق والقوة، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:
“فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا” [نوح: 10-12].
3، السعي والعمل
حث الإسلام على العمل والكسب الحلال، وعدم التواكل والقعود، على المسلم أن يبذل جهده ويسعى في مناكب الأرض، متوكلاً على الله في تحصيل رزقه.
4، الصدقة وصلة الرحم
الصدقة لا تنقص المال بل تزيده بركة ونماءً، كما أن صلة الرحم من أسباب بسط الرزق وطول العمر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ”
(المصدر: صحيح البخاري).
المصادر والمراجع
- سورة القصص، الآية 24.
- سورة البقرة، الآية 201.
- سورة الطلاق، الآيتان 2-3.
- سورة نوح، الآيات 10-12.
- صحيح البخاري، وسنن الترمذي، وسنن ابن ماجه، (يمكن مراجعة الأحاديث على موسوعة الدرر السنية الحديثية).
أسئلة شائعة (FAQs)
ما هو أفضل دعاء لطلب الرزق؟
الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والواردة في القرآن هي الأفضل والأكثر بركة، مثل دعاء: “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ”، ودعاء: “رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ”.
هل يجوز الدعاء بصيغ من عندي لطلب الرزق؟
نعم، يجوز الدعاء بأي صيغة ليس فيها محذور شرعي، فباب الدعاء واسع، لكن يبقى الالتزام بالأدعية النبوية والقرآنية هو الأكمل والأفضل والأعظم أجراً.
هل الدعاء وحده كافٍ للحصول على الرزق؟
الدعاء سبب عظيم من أسباب الرزق، ولكن يجب أن يقترن بالأخذ بالأسباب المادية المشروعة كالسعي والعمل والاجتهاد، مع التوكل التام على الله سبحانه وتعالى.
 
		
