افضل 33 آيات الرزق والغنى كاملة مكتوبة

إنَّ مفهوم الرزق في الإسلام يتجاوز المنظور المادي البحت؛ فهو عطاءٌ إلهيٌّ شاملٌ ومقسومٌ بحكمةٍ من الله سبحانه وتعالى، الخالق الرازق، ويشمل الرزق كل ما ينعم به الله على عباده من مالٍ وصحةٍ وعلمٍ وأبناءٍ وأمنٍ وإيمانٍ، وتؤكد النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة أنَّ مفاتيح الرزق بيد الله وحده، وأنَّ على العبد الأخذ بالأسباب المشروعة من السعي والعمل، مع اليقين والتوكل على الله، فهو سبحانه القائل:

“وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا” [هود: 6]

.

يهدف هذا المقال إلى استعراض الآيات والأدعية الصحيحة المتعلقة بطلب الرزق، وتوضيح المفهوم الشرعي الصحيح لكيفية التماس البركة فيه، مع التنبيه على بعض الممارسات الشائعة التي لا تستند إلى دليل شرعي صحيح.

آيات قرآنية عن سعة الرزق والبركة فيه

القرآن الكريم مليء بالآيات التي تُرسّخ في نفس المؤمن عقيدة أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وتُبيّن أسباب البركة وسعة الرزق، قراءة هذه الآيات وتدبرها بنية التقرب إلى الله وفهم حكمته من أعظم العبادات، ومن هذه الآيات:

  • دعاء نبي الله عيسى عليه السلام:

    “قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” [المائدة: 114].

    .

  • الاستغفار من أعظم أسباب الرزق:

    “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا” [نوح: 10-12].

    .

  • الرزق بيد الله يبسطه ويقدره بحكمته:

    “قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” [سبأ: 39].

    .

  • الله وحده مصدر الرزق:

    “أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ۚ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ” [الملك: 21].

    .

  • الأمر بالسعي في الأرض والأكل من رزق الله:

    “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ” [الملك: 15].

    .

  • النهي عن قتل الأولاد خشية الفقر:

    “…وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ…” [الأنعام: 151].

    .

  • الإنفاق ابتغاء وجه الله:

    “وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” [البقرة: 265].

    .

آيات قرآنية عن الرزق مكتوبة بخط جميل ومزخرف

أحاديث نبوية صحيحة في شأن الرزق

بيّنت السنة النبوية المطهرة العديد من الحقائق الإيمانية المتعلقة بالرزق، ورسّخت في النفوس الطمأنينة واليقين بأن رزق العبد مكتوب ومقدّر، وأن السعي الحلال هو سبيل البركة.

  • كتابة الرزق والجنين في بطن أمه:عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق:

    “إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ…”

    (المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 3208).

  • الرزق مكفول والأمر بالطلب الجميل:عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    “أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ.”

    (المصدر: سنن ابن ماجه، حديث رقم 2144، وصححه الألباني).

  • الرزق يطلب العبد:ورد في حديث حسّنه بعض أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    “إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ أَكْثَرَ مِمَّا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ.”

    (المصدر: صححه الألباني في صحيح الجامع، حديث رقم 1630).

صيغ وممارسات شائعة متعلقة بآيات الرزق

ينتشر بين بعض الناس ممارسات مثل تخصيص “سبع آيات لجلب الرزق” أو وصف سور معينة بأنها “مجربة” لتحقيق غايات دنيوية محددة، ومن الآيات التي تُذكر غالبًا في هذا السياق:

  • “قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ” [التوبة: 51].

    .

  • “وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ…” [يونس: 107].

    .

  • “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا…” [هود: 6].

    .

  • “إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا…” [هود: 56].

    .

  • “وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ…” [العنكبوت: 60].

    .

  • “مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا…” [فاطر: 2].

    .

  • “وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ…” [الزمر: 38].

    .

تنبيه هام: هذه الآيات عظيمة وتحمل معاني جليلة في التوكل واليقين بالله، ولكن تخصيصها بعدد معين أو طريقة محددة لجلب الرزق هو مما يتداوله بعض الناس، ولم يثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء والعبادة أمران توقيفيان، والأصل فيهما الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة.

الحكم الشرعي في تخصيص آيات أو سور لطلب الرزق

قراءة القرآن الكريم بنية الهداية والرحمة والبركة أمر مشروع ومستحب، فهو شفاء لما في الصدور، أما تخصيص آيات أو سور معينة بأعداد أو أوقات أو كيفيات محددة لتحقيق غرض دنيوي كالرزق، دون وجود دليل شرعي صريح على هذا التخصيص، فيُعتبر من الأمور المحدثة (البِدَع الإضافية) التي حذّر منها الشرع، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ”

(صحيح البخاري، 2697)، فالخير كل الخير في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والشر كل الشر في الابتداع في الدين.

أدعية مأثورة لطلب الرزق من السنة النبوية

الدعاء هو مخ العبادة، وهو من أعظم الأسباب التي يفتح الله بها أبواب الخير والرزق، وقد وردت في السنة النبوية أدعية صحيحة يمكن للمسلم أن يدعو بها لطلب الرزق الحلال والبركة فيه.

  • دعاء قضاء الدين وسعة الرزق:عن علي رضي الله عنه، أن مكاتبًا جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صير دينًا أداه الله عنك؟ قال: قل:

    “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ.”

    (المصدر: سنن الترمذي، حديث رقم 3563، وقال: “حديث حسن غريب”).

  • من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم الجامعة:كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.”

    (المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 2893).

أدعية عامة يمكن الدعاء بها

يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بأي صيغة تجمع خيري الدنيا والآخرة، ما لم تتضمن اعتداءً في الدعاء، ومن الصيغ العامة والمناسبة:

  • “اللَّهُمَّ يَا رَزَّاقُ يَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينُ، ارْزُقْنِي رِزْقًا حَلَالًا طَيِّبًا وَاسِعًا مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلَا نَصَبٍ.”.
  • “اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ رِزْقِي فِي السَّمَاءِ فَأَنْزِلْهُ، وَإِنْ كَانَ فِي الْأَرْضِ فَأَخْرِجْهُ، وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا فَقَرِّبْهُ، وَإِنْ كَانَ قَرِيبًا فَيَسِّرْهُ، وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا فَكَثِّرْهُ، وَبَارِكْ لِي فِيهِ.”.
  • “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.” [البقرة: 201].

دعاء طلب الذرية الصالحة من القرآن الكريم

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هي أسباب سعة الرزق في الإسلام؟

من أهم أسباب سعة الرزق التي دلت عليها النصوص الشرعية: تقوى الله، كثرة الاستغفار، صلة الرحم، شكر النعم، الصدقة والإنفاق في سبيل الله، الدعاء، السعي في طلب الرزق والأخذ بالأسباب المشروعة.

هل يجوز تخصيص آيات معينة لجلب الرزق؟

لا يجوز تخصيص آيات أو سور معينة بكيفية أو عدد لم يرد به دليل شرعي بهدف جلب الرزق، لأن هذا يُعد من الابتداع في الدين، ولكن قراءة القرآن عمومًا بنية طلب البركة والهدى من الله أمر مشروع ومستحب.

ما هو أفضل دعاء لطلب الرزق؟

أفضل الدعاء ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ومن الأدعية العظيمة في هذا الباب دعاء: “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ”، ودعاء: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”، فهو دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

1 1 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات