دعاء اللهم بلغنا رمضان وارفع عنا البلاء

مع اقتراب نفحات شهر رمضان المبارك، يزداد شوق المسلمين ولهفتهم لبلوغ هذا الشهر الفضيل، شهر الرحمة والمغفرة، وفي أوقات الشدائد والأزمات، يصبح الدعاء سلاح المؤمن وملجأه، حيث يتوجه إلى الله بقلب خاشع راجيًا العون والسلامة والعافية، إن سؤال الله تعالى أن يبلغنا رمضان ونحن في خير حال هو من أعظم صور الاستعداد الإيماني لاستقبال هذا الضيف الكريم.

في هذا المقال، نستعرض أهم الأدعية المأثورة والصحيحة لطلب العافية ودفع البلاء، ونوضح حكم وأصل دعاء “اللهم بلغنا رمضان”، مع تقديم صيغ عامة يمكن للمسلم أن يدعو بها.

دعاء اللهم بلغنا رمضان مكتوب بخط جميل على خلفية رمضانية

أدعية مأثورة من الكتاب والسنة لطلب العافية ودفع البلاء

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي تشمل خيري الدنيا والآخرة، ومن هذه الأدعية:

  • دعاء رؤية الهلال: وهو من الأدعية الثابتة التي تُقال عند رؤية هلال أي شهر جديد، بما في ذلك هلال شعبان ورؤية هلال رمضان.

    “اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّهُ”

    (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن)..

  • دعاء جامع لطلب العافية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على هذا الدعاء صباحًا ومساءً، وهو من أجمع الأدعية لطلب السلامة في الدين والدنيا والأهل والمال.

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي”

    (رواه أبو داود وصححه الألباني)..

  • دعاء للحماية من الأمراض الخطيرة: دعاء نبوي شريف للتحصن من الأسقام والأوبئة.

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ”

    (رواه أبو داود وصححه الألباني)..

  • دعاء قرآني لخيري الدنيا والآخرة: وهو من أكثر الأدعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم.

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

    [سورة البقرة: 201]..

دعاء “اللهم بلغنا رمضان”: حكمه وأصله

صيغة “اللَّهُمَّ بَلِّغْنَا رَمَضَانَ” هي صيغة مشهورة ومنتشرة بين المسلمين، من المهم توضيح الآتي:

  • الأصل الشرعي: لم يثبت هذا الدعاء بلفظه في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • مأثور عن السلف: نُقل عن بعض السلف الصالح أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم، وهذا يدل على شدة حرصهم على إدراك هذا الشهر الفضيل.
  • الحكم الشرعي: الدعاء بهذه الصيغة جائز ولا حرج فيه، لأن معناه صحيح ومطلوب شرعًا، فالمسلم يسأل الله تعالى أن يمد في عمره في طاعته ليتمكن من عبادته في هذا الشهر المبارك، وهو يندرج تحت عموم الدعاء بخيري الدنيا والآخرة.

صيغ وأدعية عامة لطلب بلوغ رمضان ودفع البلاء

تنبيه هام: هذه الصيغ التالية هي مما يتداوله بعض الناس، وهي أدعية عامة بمعانٍ صحيحة، ولكنها لم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، ويمكن للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من الأدعية الطيبة التي لا تخالف الشرع.

يمكن للمسلم أن يدعو بهذه الصيغ العامة التي تجمع بين رجاء بلوغ الشهر الكريم وطلب السلامة من الأوبئة والكروب:

  • اللَّهُمَّ بَلِّغْنَا رَمَضَانَ وَنَحْنُ فِي أَفْضَلِ حَالٍ، سَالِمِينَ مُعَافِينَ فِي أَبْدَانِنَا وَأَدْيَانِنَا، لَا فَاقِدِينَ وَلَا مَفْقُودِينَ.
  • اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا البَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالْغَلَاءَ وَسَيِّئَ الْأَسْقَامِ، وَسَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلًا يَا كَرِيمُ.
  • رَبَّنَا اجْبُرْ كَسْرَ قُلُوبِنَا، وَارْفَعْ عَنَّا كُلَّ بَلَاءٍ قَبْلَ دُخُولِ رَمَضَانَ، حَتَّى نُقْبِلَ عَلَيْكَ بِقُلُوبٍ سَلِيمَةٍ وَنُفُوسٍ مُطْمَئِنَّةٍ.
  • اللَّهُمَّ اجْعَلْ رَمَضَانَ شَهْرَ فَرَجٍ وَنَصْرٍ وَعِزٍّ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَعِدْ لِبُيُوتِكَ عَامِرِيهَا، وَلِمَسَاجِدِكَ رُكَّعَهَا وَسُجَّدَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

تصميم جرافيك لدعاء اللهم ارفع عنا البلاء وبلغنا رمضان

أدعية لرفع الكرب واستقبال مواسم الخير

في أوقات المحن، يزداد اليقين بأن لا كاشف للضر إلا الله، ومن الأدعية العامة التي تناسب هذا المقام:

  • اللَّهُمَّ يَا سَامِعَ الدَّعَاءِ، وَيَا كَاشِفَ الْكُرَبِ، نَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَصِفَاتِكَ الْعُلَا أَنْ تَرْفَعَ عَنَّا هَذَا الْبَلَاءَ، وَأَنْ تُبَلِّغَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا.
  • يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ فِي صِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ وَأَمْنٍ وَإِيمَانٍ.
  • اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا تَبَقَّى مِنْ شَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ، وَأَعِنَّا فِيهِ عَلَى الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَغَضِّ الْبَصَرِ وَحِفْظِ اللِّسَانِ، وَاجْعَلْنَا فِيهِ مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

ما هو الدعاء الصحيح عند دخول شهر رمضان؟

أصح ما ورد هو دعاء رؤية الهلال: “اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّهُ”، ويُقال عند رؤية هلال رمضان كما يُقال عند رؤية هلال أي شهر هجري جديد.

هل دعاء “اللهم بلغنا رمضان” بدعة؟

لا يعتبر بدعة، لأنه دعاء بمعنى صحيح ومقصد حسن، وهو طلب إدراك زمن الطاعة، وإنما الذي يُنهى عنه هو اعتقاد أن هذا اللفظ بحد ذاته سُنّة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل خاص، والصواب أنه دعاء عام جائز.

ما هو أفضل بديل لدعاء “اللهم بلغنا رمضان”؟

الأفضل هو الجمع بين الأدعية المأثورة الصحيحة والدعاء بالصيغ العامة، يمكن للمسلم أن يدعو بالأدعية النبوية الجامعة لطلب العافية والسلامة في الدين والدنيا، مثل دعاء “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة…”، ثم يسأل الله بأسلوبه الخاص أن يبلغه رمضان ويعينه على طاعته.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات