دعاء آخر ركعة في صلاة التراويح كتابة

عندما يقف المسلم في صلاة التراويح، فإنه يناجي ربه بقلب خاشع، راجيًا فضله ومغفرته، ويُعد الدعاء في الركعة الأخيرة من الوتر، الذي يتبع صلاة التراويح، من المواطن التي يُستحب فيها الإلحاح على الله بالمسألة، وفي هذه اللحظات المباركة، يبحث الكثيرون عن أدعية جامعة وثابتة تجمع خيري الدنيا والآخرة، والأصل في ذلك هو اتباع ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.

أدعية ثابتة في السنة النبوية والقرآن الكريم

يُستحب للمصلي أن يدعو في وتره بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي أجمع للخير وأعظم في البركة، ومن هذه الأدعية الصحيحة التي يمكن الدعاء بها في الركعة الأخيرة من صلاة التراويح (في الوتر):

  • دعاء القنوت المشهور: وهو من أشهر الأدعية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما ليقوله في قنوت الوتر.

    اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ.

    المصدر: رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وهو حديث صحيح.

  • دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة: وهو دعاء عظيم علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

    اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا.

    المصدر: رواه ابن ماجه وأحمد، وهو حديث صحيح.

  • دعاء الثناء على الله: وهو جزء من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل، وفيه ثناء عظيم على الله تعالى.

    اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ..، أَنْتَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.

    المصدر: رواه البخاري ومسلم.

  • دعاء من القرآن الكريم: وهو دعاء عباد الرحمن الذي أثنى الله عليهم به في كتابه.

    “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”

    المصدر: سورة الفرقان، الآية 74.

أدعية مأثورة في الركعة الأخيرة من صلاة التراويح

صيغ وأدعية جامعة منقولة عن السلف والعلماء

بالإضافة إلى الأدعية الثابتة، يجوز للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من الأدعية الطيبة التي تجمع خيري الدنيا والآخرة، ما لم تشتمل على اعتداء في الدعاء، وهذه بعض الصيغ العامة التي يكثر الدعاء بها، وهي ذات معانٍ صحيحة:

  • اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا.
  • اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ وَالْمُعَافَاةَ الدَّائِمَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا، وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا.
  • اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
  • رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ.
  • اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ، وَيَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ.
  • اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا وَسَائِرَ أَعْمَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ.
  • اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِمَوْتَانَا وَمَوْتَى الْمُسْلِمِينَ، وَارْحَمْهُمْ بِرَحْمَتِكَ الْوَاسِعَةِ، وَاجْعَلْ قُبُورَهُمْ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.
  • اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

الدعاء في ختام صلاة التراويح

بيان عدد ركعات صلاة التراويح

صلاة التراويح سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت عنه عدد محدد للركعات، فقد صلى إحدى عشرة ركعة وثلاث عشرة ركعة، إلا أن الصحابة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أجمعوا على صلاتها عشرين ركعة في المسجد النبوي، وهذا ما استقر عليه عمل المذاهب الفقهية الأربعة (الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة) حيث يصلون 20 ركعة، تليها صلاة الوتر (ثلاث ركعات)، فيكون المجموع 23 ركعة.

والأمر في عدد الركعات واسع، فيجوز للمسلم أن يصلي ثماني ركعات مع الوتر، أو عشرين ركعة مع الوتر، أو ما تيسر له، والأهم هو إحياء هذه السنة المباركة بخشوع وإخلاص.

شروط وضوابط صلاة المرأة للتراويح في المسجد

يجوز للمرأة المسلمة أداء صلاة التراويح في المسجد، بل هو أمر مستحب إذا أمنت الفتنة، وذلك استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:

“لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ”

المصدر: رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما.

ولكن يجب على المرأة عند خروجها للمسجد الالتزام بالضوابط الشرعية التالية:

  • أن تخرج وهي ساترة لجميع بدنها بلباس لا يصف ولا يشف.
  • أن تخرج غير متطيبة أو متزينة.
  • أن يكون خروجها بإذن وليها (زوجها أو أبيها).
  • أن تأمن الفتنة في الطريق وفي المسجد.
  • تجنب الخضوع بالقول أو رفع الصوت بغير حاجة.

أهمية وفضل صلاة التراويح

صلاة التراويح من أعظم شعائر شهر رمضان، ولها فضل عظيم وثواب جزيل، فهي من قيام الليل الذي رغّب فيه الشرع، ومن أبرز فضائلها:

  • مغفرة الذنوب: فقيام رمضان سبب لتكفير الخطايا السابقة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”

    المصدر: رواه البخاري ومسلم.

  • زيادة القرب من الله: فهي تعزز صلة العبد بربه، وتزيد من تعلقه بالعبادة والطاعة.
  • نيل أجر قيام ليلة كاملة: من صلى التراويح مع الإمام حتى ينصرف، كُتب له أجر قيام ليلة كاملة.
  • الطمأنينة والسكينة: تمنح النفس شعورًا بالراحة والسكينة، وتبعد عنها الهموم والقلق.
  • إجابة الدعاء: تُعد أوقات السجود ونهاية الصلاة من مواطن إجابة الدعاء، حيث يكون العبد أقرب ما يكون من ربه.

فضل صلاة التراويح وأهميتها في شهر رمضان

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء يقال في وتر صلاة التراويح؟

أفضل ما يقال هو دعاء القنوت الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم اهدنا فيمن هديت…”، لأنه دعاء مأثور وجامع، مع جواز إضافة ما يفتح الله به على العبد من خيري الدنيا والآخرة.

هل يجب الالتزام بهذه الأدعية فقط؟

لا يجب ذلك، فالأدعية المذكورة هي من باب الأفضلية لورودها في السنة، ويجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من حاجاته وأمور دينه ودنياه، ما لم يكن في دعائه إثم أو قطيعة رحم.

ما حكم الدعاء بعد ختم صلاة التراويح مباشرة؟

الدعاء بعد الصلاة مشروع بشكل عام، ولكن تخصيص دعاء جماعي بعد صلاة التراويح بشكل دائم لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، والأفضل أن يكون الدعاء ضمن الصلاة (في السجود أو قبل السلام) أو في قنوت الوتر.

هل صلاة التراويح للمرأة أفضل في بيتها أم في المسجد؟

صلاة المرأة في بيتها أفضل بشكل عام، ولكن إذا كان ذهابها للمسجد أنشط لها في العبادة، ويحقق لها الخشوع، مع التزامها بالضوابط الشرعية، فإن صلاتها في المسجد جائزة ولها فيها أجر عظيم بإذن الله.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات