دعاء الاستغفار قبل النوم اللهم أني أتوب إليك توبة صادقة

الاستغفار من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، وهو مفتاح لطلب مغفرة الله تعالى ورحمته، ووسيلة لتطهير النفس من الذنوب والخطايا، إن المداومة على الاستغفار تجلب الطمأنينة للقلب، وتفتح أبواب الخير والبركة في حياة العبد، وتفرج الكروب، كما قال تعالى في كتابه الكريم:

“فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”

[نوح: 10-12].

سيد الاستغفار: أفضل صيغ طلب المغفرة

إن أفضل ما يستغفر به العبد هو ما ورد في السنة النبوية الصحيحة، ويُعد “سيد الاستغفار” من أجمع الأدعية وأفضلها لطلب المغفرة، وقد حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم وبيّن فضله العظيم.

عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ”.

المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 6306، (حديث صحيح).

أدعية الاستغفار من القرآن الكريم

علمنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم العديد من صيغ الدعاء والاستغفار على لسان أنبيائه ورسله والصالحين، وهذه الأدعية القرآنية هي من أبلغ وأفضل ما يُدعى به، لأنها وحي من الله.

  • “رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”

    [الأعراف: 23].

  • “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”

    [آل عمران: 147].

  • “رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا”

    [نوح: 28].

  • “رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ”

    [المؤمنون: 109].

  • “رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي”

    [القصص: 16].

  • “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ”

    [الحشر: 10].

  • “الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

    [آل عمران: 16].

أدعية الاستغفار المأثورة مكتوبة بخط واضح

صيغ وأدعية عامة لطلب المغفرة

إلى جانب الأدعية الواردة في القرآن والسنة، يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى ويستغفره بأي صيغة تحمل معنى صحيحًا وتُظهر الانكسار والافتقار إلى الله، وهذه بعض الأمثلة على الأدعية العامة التي يمكن الدعاء بها في كل وقت، وخاصة في أوقات إجابة الدعاء كالثلث الأخير من الليل.

  • اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، (دعاء نبوي وارد في صحيح البخاري ومسلم).
  • أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، (دعاء نبوي وارد في سنن أبي داود والترمذي، وصححه الألباني).
  • اللَّهُمَّ يَا مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ.
  • يَا رَبِّ، إِنِّي عَبْدُكَ الضَّعِيفُ، أَقِفُ بِبَابِكَ مُعْتَرِفًا بِتَقْصِيرِي وَذُنُوبِي، فَلَيْسَ لِي مَلْجَأٌ سِوَاكَ، فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
  • اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ.

فضل الاستغفار في جلب الرزق وتفريج الكروب

مكانة وفضل الاستغفار في حياة المسلم

للاستغفار فضائل عظيمة وثمرات يجنيها المسلم في الدنيا والآخرة، وقد دلت على ذلك نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.

  • سبب لمغفرة الذنوب: الاستغفار هو الطريق المباشر لنيل عفو الله ومغفرته، فالله تعالى هو الغفور الرحيم الذي يحب من عباده أن يتوبوا إليه ويستغفروه.
  • جلب الرزق والبركة: كما ورد في آيات سورة نوح، فإن الاستغفار من أسباب نزول المطر، وزيادة المال والبنين، والحصول على الجنات والأنهار، وهي كناية عن سعة الرزق والبركة في الحياة.
  • تفريج الهموم والكربات: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ”

    ، (رواه أبو داود وابن ماجه، وفي سنده مقال، ولكن معناه صحيح تدل عليه نصوص أخرى).

  • طمأنينة القلب وراحته: ذكر الله والاستغفار يورثان القلب سكينة وراحة، ويبعدان عنه القلق والضيق، قال تعالى:

    “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”

    [الرعد: 28].

  • دفع البلاء والعذاب: الاستغفار أمان من عذاب الله، قال تعالى:

    “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”

    [الأنفال: 33].

إن التزام المسلم بالاستغفار في كل أحواله هو اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، وهو سبيل لتحقيق القرب من الله ونيل رضاه وجنته.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول الاستغفار

ما هو أفضل وقت للاستغفار؟

الاستغفار مشروع في كل وقت، ولكن أفضل الأوقات هو وقت السحر (الثلث الأخير من الليل)، لقوله تعالى في وصف المتقين:

“وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”

[الذاريات: 18]، وكذلك بعد الصلوات، وفي الصباح والمساء.

ما الفرق بين التوبة والاستغفار؟

الاستغفار هو طلب المغفرة باللسان، بينما التوبة أعم وتشمل: الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه، فكل تائب مستغفر، وليس كل مستغفر تائبًا، والأفضل أن يجمع المسلم بينهما، فيستغفر بلسانه ويتوب بقلبه وجوارحه.

هل يجب استخدام صيغ معينة للاستغفار؟

الأفضل والأكمل هو استخدام الصيغ الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، مثل “سيد الاستغفار” أو “أستغفر الله وأتوب إليه”، ومع ذلك، يجوز للمسلم أن يستغفر بأي صيغة تدل على طلب المغفرة، مثل “اللهم اغفر لي” أو “رب اغفر لي”، فباب الدعاء واسع.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات