دعاء الزوجة بألا يتزوج عليها زوجها مكتوب مجرب

تُعد السكينة والمودة من أعظم النعم التي يمنّ الله بها على الزوجين في الحياة الدنيا، ومع تحديات الحياة ومتطلباتها، يصبح اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء سبيلاً أساسياً لطلب البركة والحفاظ على الألفة والمحبة، إن الدعاء هو العبادة التي تصل العبد بربه، وفيه يجد الإنسان الطمأنينة ويستمد العون لتقوية أواصر العلاقة الزوجية وتجاوز أي فتور قد يطرأ عليها.

إن التوجه إلى الله بقلب صادق، وسؤاله أن يبارك في العلاقة الزوجية، وأن يرزق الزوجين المودة والرحمة، هو من أقوى أسباب ديمومة السعادة الأسرية، وفيما يلي نستعرض أهم الأدعية المأثورة من القرآن والسنة، مع بيان حكم بعض الصيغ المنتشرة، ليكون المسلم على بصيرة في عبادته.

أدعية جامعة من القرآن والسنة لطلب صلاح الأسرة والمودة بين الزوجين

إن خير ما يدعو به المسلم هو ما ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهذه الأدعية جامعة للخير، مباركة، وتشتمل على معانٍ عظيمة لصلاح الفرد والأسرة، ومن أعظم هذه الأدعية:

  1. دعاء من القرآن الكريم لطلب الذرية الصالحة والسكينة في الأسرة:
    هذا الدعاء من سورة الفرقان، وهو دعاء شامل يطلب فيه العبد من ربه صلاح الزوج والذرية، وأن يكونوا قرة عين له في الدنيا والآخرة.

    “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” [الفرقان: 74].

    .

  2. دعاء نبوي لطلب المحبة والألفة وإصلاح ذات البين:
    هذا الدعاء من الأدعية النبوية العظيمة التي تُقال في التشهد وبعد الصلاة، ويسأل فيه العبد ربه أن يؤلف بين قلوب المؤمنين، ومن باب أولى أن يُستحضر هذا المعنى للدعاء بين الزوجين.

    “اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ…”

    (المصدر: سنن أبي داود، حديث صحيح).

دعاء لزيادة المودة والألفة بين الزوجين

أمثلة على صيغ الأدعية المنتشرة لطلب الألفة الزوجية

يتداول الناس بعض الصيغ للدعاء بنية زيادة المحبة وحفظ العلاقة الزوجية، يمكن الدعاء بها ما دامت معانيها لا تخالف الشرع، مع اليقين بأن الأصل هو الالتزام بالمأثور، ومن هذه الصيغ:

  • اللَّهُمَّ يَا مُسَخِّرَ القُلُوبِ، سَخِّرْ لِي قَلْبَ زَوْجِي، وَاجْعَلْنِي قُرَّةَ عَيْنٍ لَهُ، وَاجْعَلْهُ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي.
  • اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قَلْبِي وَقَلْبِهِ كَمَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، وَازْرَعْ مَحَبَّتِي فِي قَلْبِهِ وَمَحَبَّتَهُ فِي قَلْبِي.
  • يَا رَبِّ، اجْعَلْنِي أَجْمَلَ النِّسَاءِ فِي عَيْنِ زَوْجِي، وَأَحَبَّهُنَّ إِلَى قَلْبِهِ، وَاصْرِفْ عَنْهُ قَلْبَ وَبَصَرَ كُلِّ امْرَأَةٍ سِوَايَ.
  • اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي عَلاقَتِنَا، وَاجْعَلِ المَوَدَّةَ وَالرَّحْمَةَ أَسَاسَ حَيَاتِنَا، وَأَبْعِدْ عَنَّا أَسْبَابَ الشِّقَاقِ وَالفُرَاقِ.
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ قَلْبَ زَوْجِي وَسَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ، فَاحْفَظْهُ بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.

تنبيه هام وإخلاء مسؤولية

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية في أصلها، والأفضل والأكمل هو الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة، ويجوز الدعاء بما يفتح الله به على العبد من صيغ لا تخالف الشرع، دون نسبتها إلى الدين أو اعتقاد فضل خاص لها.

من أسباب استقرار الحياة الزوجية

إلى جانب الدعاء، يتطلب الحفاظ على المودة في العلاقة الزوجية جهداً واعياً وسعياً حثيثاً من كلا الشريكين، وهذه بعض النصائح العملية المستوحاة من قيم ديننا الحنيف:

  1. الحوار البنّاء: الحرص على فتح قنوات حوار هادئة وصادقة مع الزوج، ومشاركته همومه اليومية بطريقة تبعث على الراحة وتخفف عنه الضغوط.
  2. الاهتمام والدعم: مساندة الزوج في حقوقه واحتياجاته وتجنب التقصير، فالاهتمام المتبادل هو وقود العلاقة الزوجية الذي يمنع حدوث أي فجوة بينكما.
  3. فن الإصغاء: إبداء اهتمام حقيقي عند حديثه، وتخصيص وقت للاستماع إليه والتفاعل مع أفكاره، الشعور بالتقدير والاحترام هو مفتاح لاستمرار المحبة.
  4. الحكمة في التعامل مع الخلافات: التعامل بوعي مع أي تحديات تواجه العلاقة، والسعي لحلها بحكمة دون تجاهل، مما يعزز دورك كشريكة حياة فعّالة.
  5. تجديد المشاعر: القيام بمبادرات بسيطة ولحظات خاصة تجدد الحب بينكما، مثل عشاء هادئ أو كلمة طيبة، هذه المبادرات تعزز القرب العاطفي وتعمّق الارتباط.

نصائح للحفاظ على السعادة الزوجية والمودة بين الزوجين

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة

ما هو أفضل دعاء لزيادة المحبة بين الزوجين؟

أفضل الأدعية هي الأدعية الجامعة من القرآن والسنة، مثل دعاء:

“رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ…”

، لأنه يطلب صلاح الزوج والذرية معاً، وهو من جوامع الكلم، كذلك الدعاء بطلب الألفة وإصلاح ذات البين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

هل يجوز الدعاء بصيغ من عندي لحفظ زوجي؟

نعم، يجوز للمرأة أن تدعو الله بما تشاء من خير الدنيا والآخرة لزوجها ونفسها، كأن تقول: “اللهم احفظ لي زوجي وبارك لي فيه”، ما دامت هذه الصيغ لا تحتوي على اعتداء في الدعاء أو مخالفة شرعية، ومع ذلك، يبقى الالتزام بالأدعية المأثورة هو الأفضل والأكمل.

ما حكم تخصيص أدعية لمنع الزوج من الزواج بأخرى؟

الأصل في الدعاء أن يكون لطلب الخير والبركة والصلاح، والأفضل للمرأة أن تركز دعاءها على طلب المودة والرحمة وأن يجعلها الله قرة عين لزوجها، وأن يرزقهما السعادة والاستقرار، أما الدعاء لمنع أمر أحله الله، فقد يكون فيه نوع من الاعتداء في الدعاء، لذا، يُنصح بالدعاء بما هو خير وأبقى، وهو صلاح الحال والألفة الدائمة، وترك تدبير الأمر لله تعالى.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات