الدعاء للأب المريض من أعظم صور البر به، وهو سلاح المؤمن الذي يلجأ به إلى الله تعالى طالباً الشفاء والرحمة، فالأب هو السند ونعمة عظيمة من الله، وعندما يصيبه المرض، فإن أقل ما يمكن تقديمه هو التوجه إلى الله بقلبٍ خاشع ويقينٍ تام بأن الشفاء بيده سبحانه، وقد حثّ الشرع على الدعاء للمريض، وجعل له فضلاً كبيراً، فالأصل في الدعاء هو الإخلاص واليقين بالإجابة، والالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي فيها الخير والبركة.

أدعية مأثورة من القرآن والسنة لشفاء الأب المريض

إن أفضل ما يُدعى به للمريض هو ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهذه الأدعية هي الأكثر بركة وأرجى للقبول، فيما يلي مجموعة من الأدعية الثابتة التي يمكن الدعاء بها للأب المريض:

• دعاء نبي الله أيوب عليه السلام: وهو من الأدعية القرآنية العظيمة التي تجمع بين الشكوى لله والإقرار برحمته.
  

  “أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ” [الأنبياء: 83].

  .

• الدعاء باسم الله الشافي: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضاً يدعو له بهذا الدعاء.
  

  “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ الْبَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا.” (رواه البخاري ومسلم)

  .

• الرقية بكلمات الله التامة: كان جبريل عليه السلام يرقي النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات.
  

  “بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ.” (رواه مسلم)

  .

• دعاء الشفاء سبع مرات: ورد في السنة أن من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات هذا الدعاء، عافاه الله من ذلك المرض.
  

  “أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ.” (رواه أبو داود والترمذي، حديث صحيح)

  .

• عند الشعور بالألم: يُسن للمريض أن يضع يده على موضع الألم من جسده ويقول:
  

  “بِاسْمِ اللهِ (ثلاث مرات)، ثم يقول سبع مرات: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ.” (رواه مسلم)

  .

صيغ دعاء عامة لشفاء الأب

إلى جانب الأدعية المأثورة، يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يفتح عليه من صيغ الدعاء الطيبة التي لا تحتوي على محظور شرعي، الدعاء بأسلوب شخصي نابع من القلب، مع إظهار الافتقار إلى الله، هو أمر حسن ومطلوب، وهذه بعض الأمثلة على الأدعية العامة التي يمكن الدعاء بها للأب:

• اللَّهُمَّ يَا مُفَرِّجَ الْكَرْبِ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، اشْفِ أَبِي وَعَافِهِ، وَأَلْبِسْهُ ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ.
• اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ لُطْفِكَ، وَكَرَمِكَ، وَسِتْرِكَ الْجَمِيلِ، أَنْ تَشْفِيَهُ وَتَمُدَّهُ بِالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ.
• يَا اللهُ، يَا مَنْ لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَكْفِيَ أَبِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَتَحْرُسَهُ بِعِزِّكَ الَّذِي لَا يُضَامُ، وَتَحْفَظَهُ بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ.
• اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَرَضَهُ كَفَّارَةً لِسَيِّئَاتِهِ، وَرِفْعَةً فِي دَرَجَاتِهِ، وَزِيَادَةً فِي حَسَنَاتِهِ.
• أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَصِفَاتِكَ الْعُلَا، أَنْ تَرْفَعَ عَنْهُ الْبَلَاءَ، وَتُنْزِلَ عَلَيْهِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا.
• اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ أَبِي، صِحَّتَهُ وَعَافِيَتَهُ، قَلْبَهُ وَرَاحَتَهُ، فَاحْفَظْهُ بِحِفْظِكَ يَا مَنْ لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ.
• يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لَهُ شَأْنَهُ كُلَّهُ، وَرُدَّ إِلَيْهِ عَافِيَتَهُ، وَبَارِكْ لَنَا فِي عُمْرِهِ.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي أدعية عامة، والأفضل دائمًا هو الجمع بينها وبين الأدعية الثابتة في القرآن والسنة، فهي أعظم بركة وأكثر شمولاً للخير.

فضل الصبر والدعاء عند مرض الأب

إن مرض الأب ابتلاء يتطلب من الأبناء الصبر والاحتساب، فهو فرصة عظيمة للبر به وخدمته وكسب الأجر من الله، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المرض يكفّر الذنوب ويرفع الدرجات، فقال:

“مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ.” (رواه البخاري)

لذا، ينبغي على الأبناء استغلال هذا الوقت في الإكثار من الدعاء، والصدقة بنية شفائه، والعناية به، فهذا من أعظم القربات إلى الله تعالى.

أسئلة شائعة

ما هو أفضل دعاء لشفاء الأب المريض؟

أفضل الأدعية هي تلك المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، مثل دعاء: “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ الْبَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي…”، ودعاء: “أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ” سبع مرات، لأنها أدعية نبوية مباركة.

هل يجوز أن أدعو لأبي بالشفاء بأسلوبي الخاص؟

نعم، يجوز الدعاء بأي صيغة طيبة نابعة من القلب ما دامت لا تحتوي على اعتداء في الدعاء أو مخالفة شرعية، فالله تعالى قريب مجيب، يسمع دعاء عبده ويستجيب له بأي لغة أو صيغة كانت، ما دام الداعي مخلصاً وموقناً بالإجابة.

ما هي الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء للمريض؟

يُستجاب الدعاء في كل وقت، ولكن هناك أوقات وأحوال تكون فيها الإجابة أرجى، منها: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود أثناء الصلاة، ويوم الجمعة، وعند نزول المطر، اغتنام هذه الأوقات للدعاء للأب المريض أمر مستحب ومُبارك.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

جميع مقالات احمد نصر