دعاء الصفا والمروة من السنة النبوية مكتوب كامل

الحج ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر، ينال به العبد الأجر العظيم في الدنيا والآخرة، ويُعد السعي بين الصفا والمروة من أركان الحج والعمرة الأساسية التي لا يصح النسك إلا بها، وهو شعيرة عظيمة شرعها الله تعالى اقتداءً بالسيدة هاجر عليها السلام، ويتساءل الكثير من المسلمين عن الأدعية الصحيحة والمستحبة أثناء السعي بين الصفا والمروة.

الدعاء الثابت عن النبي ﷺ عند الصفا والمروة

إن أَوْلى ما يحرص عليه المسلم في عباداته هو اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في السنة النبوية الصحيحة الذكر الذي كان يردده النبي ﷺ عند وقوفه على جبلي الصفا والمروة.

ففي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه الطويل في صفة حجة النبي ﷺ، قال:

“…ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ، فَبَدَأَ بِالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى رَأَى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا…” (رواه مسلم، حديث صحيح).

وبناءً على هذا الحديث الشريف، يُستحب للحاج أو المعتمر عند الوقوف على الصفا في بداية السعي، وكذلك على المروة في نهاية كل شوط، أن:

  1. يستقبل القبلة.
  2. يوحّد الله ويكبّره.
  3. يردد الذكر النبوي السابق ثلاث مرات.
  4. يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة بين التكرارات.

نص الدعاء المأثور عن النبي عند الوقوف على الصفا والمروة

ماذا يقال أثناء المشي بين الصفا والمروة؟

لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء محدد يُقال أثناء المشي بين الصفا والمروة، ولذلك فالباب واسع في الدعاء والذكر، يجوز للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من الأدعية، أو يقرأ القرآن، أو يذكر الله تعالى بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.

ومن أفضل الأدعية التي يُنصح بالإكثار منها في هذا الموطن وغيره من مواطن العبادة، الدعاء الجامع لخيري الدنيا والآخرة الوارد في القرآن الكريم:

“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201]

كما ورد عن بعض السلف الصالح، كعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنهم كانوا يدعون بهذا الدعاء أثناء السعي:

  • “رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ”، (وهو أثر مأثور عن بعض الصحابة، وليس حديثاً مرفوعاً إلى النبي ﷺ).

أدعية قرآنية جامعة يُستحب الدعاء بها في السعي

أمثلة على أدعية قرآنية جامعة يمكن الدعاء بها عند الصفا والمروة

السعي من المواطن التي يُرجى فيها إجابة الدعاء، ويمكن للمسلم أن يستلهم من الأدعية القرآنية المباركة، ومنها:

حكم تخصيص دعاء لكل شوط من أشواط السعي

تنبيه هام: لم يثبت في السنة النبوية الصحيحة تخصيص دعاء معين لكل شوط من أشواط السعي السبعة، وما يتداوله بعض الناس من أدعية مخصصة للشوط الأول والثاني وهكذا، هو أمر لا أصل له في الشرع، الأصل هو الالتزام بالهدي النبوي الثابت عند الصفا والمروة، والدعاء بما تيسر أثناء المشي بينهما، فهذا هو الموافق للسنة وهو الكافي والمبارك.

كيفية السعي بين الصفا والمروة

السعي هو أحد الأركان الأساسية في شعائر الحج والعمرة، ويقع جبلا الصفا والمروة في الجهة الشرقية من المسجد الحرام، يؤدي الحاج أو المعتمر سبعة أشواط بين الجبلين.

  • يبدأ الشوط الأول من جبل الصفا وينتهي عند المروة.
  • يُحتسب الذهاب من الصفا إلى المروة شوطًا واحدًا.
  • يُحتسب الرجوع من المروة إلى الصفا شوطًا ثانيًا.
  • يستمر السعي على هذا النحو حتى يكتمل سبعة أشواط، وينتهي الشوط السابع عند جبل المروة.

ويُسن للرجال الهرولة (الإسراع في المشي) في المنطقة الواقعة في بطن الوادي بين الميلين الأخضرين، بينما تمشي النساء مشيًا معتادًا في كامل مسافة السعي.

 

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

هل هناك دعاء مخصص لكل شوط من أشواط السعي؟

لا، لم يرد في السنة النبوية الصحيحة ما يدل على وجود دعاء مخصص لكل شوط، السنة هي ترديد الذكر المأثور عند الوقوف على الصفا والمروة، والدعاء بما يشاء المسلم أثناء المشي بينهما.

ما هو أفضل دعاء يقال بين الصفا والمروة؟

باب الدعاء واسع، ويمكن للمسلم أن يدعو بما يحتاجه من أمور الدنيا والآخرة، وقد استحب كثير من العلماء الإكثار من الدعاء القرآني الجامع: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.

هل يجوز قراءة القرآن أثناء السعي؟

نعم، يجوز قراءة ما تيسر من القرآن الكريم أثناء السعي، فهو من أفضل أنواع الذكر، ويُثاب عليه المسلم.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات