دعاء العشر الاواخر من رمضان مكتوب PDF ادعية ليلة 28 رمضان

تمثل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ذروة العبادة والتقرب إلى الله تعالى، حيث يتحرى المسلمون ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، في هذه الليالي الفضيلة، يزداد الإقبال على الطاعات من صلاة وذكر وتلاوة للقرآن، ويبقى الدعاء هو مخ العبادة وأعظم ما يلهج به اللسان، لذا، نقدم دليلاً شاملاً لأهم الأدعية الثابتة والمأثورة التي يُستحب الإكثار منها في هذه الأيام المباركة، مع التأكيد على أهمية الالتزام بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أدعية العشر الأواخر الثابتة في القرآن والسنة النبوية

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي أدعية جامعة مباركة، كافية وشافية، ومن أعظم ما يُدعى به في هذه الليالي:

  • دعاء ليلة القدر الأعظم:عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي):

    اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.

    (المصدر: سنن الترمذي، حديث صحيح).

  • دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة:من أكثر الأدعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دعاء قرآني عظيم:

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.

    (المصدر: سورة البقرة، الآية 201).

  • دعاء القنوت في الوتر:وهو دعاء عظيم يُقال في صلاة الوتر، وقد علّمه النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما:

    اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ.

    (المصدر: سنن أبي داود والترمذي، حديث صحيح).

  • دعاء للاستعاذة من الشرور:من الأدعية النبوية الجامعة التي تحصّن المسلم:

    اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ.

    (المصدر: سنن الترمذي، حديث صحيح).

  • دعاء الطهارة من الذنوب:وهو من أدعية الاستفتاح في الصلاة، ويناسب التوبة في هذه الليالي:

    اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ.

    (المصدر: صحيح البخاري وصحيح مسلم).

دعاء اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني مكتوب في تصميم رمضاني

أدعية جامعة من عموم الدعاء الصالح

إلى جانب الأدعية الثابتة، يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يفتح عليه من الأدعية الطيبة التي لا تخالف الشرع، يسأل فيها ربه من خيري الدنيا والآخرة، وهذه أمثلة على أدعية عامة يمكن الاستئناس بها:

  • اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي هَذِهِ اللَّيَالِي الْمُبَارَكَةِ مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ الْمَقْبُولِينَ الْفَائِزِينَ.
  • اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي هَذِهِ الْعَشْرِ نَصِيبًا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُهُ، وَوَفِّقْنِي فِيهَا لِطَاعَتِكَ وَمَرْضَاتِكَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ.
  • يَا رَبِّ، إِنْ كَانَتْ هَذِهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، فَاقْسِمْ لِي فِيهَا خَيْرَ مَا قَسَمْتَ، وَاخْتِمْ لِي فِي قَضَائِكَ خَيْرَ مَا خَتَمْتَ، وَاخْتِمْ بِالسَّعَادَةِ آجَالَنَا.
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُسْنَ الصِّيَامِ وَحُسْنَ الْقِيَامِ وَحُسْنَ الْخِتَامِ، وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْخَاسِرِينَ فِي رَمَضَانَ.
  • اللَّهُمَّ اشْفِ مَرْضَانَا، وَارْحَمْ مَوْتَانَا، وَعَافِ مُبْتَلَانَا، وَفُكَّ أَسْرَانَا، وَاجْبُرْ كَسْرَنَا، وَتَوَلَّ أَمْرَنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

أدعية منتشرة وصيغ شائعة

تنتشر بين الناس بعض الأدعية والصيغ، خاصة في رمضان، بألفاظ مسجوعة ومحددة، نورد هنا بعض الأمثلة منها للعلم بها:

  • “اللّهُم وَفِّرْ حَظِّي فِيهِ مِنَ النَّوافل، وَأَكْرِمْنِي فِيهِ بِإِحضَارِ المَسَائِل، وَقَرِّبْ فِيهِ وَسِيلَتِي إِلَيْكَ مِنْ بَيْنِ الوَسَائل، يَا مَنْ لاَ يَشْغلُهُ إلحَاحُ المُلحِينَ.”.
  • “اللهم اجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء، وروحي مع الشهداء، وإحساني في عليين، وإساءتي مغفورة.”.

تنبيه هام وإخلاء مسؤولية: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، والدعاء بأدعية عامة بمعانٍ صحيحة جائز، ولكن تخصيصها بفضل معين أو نسبتها للدين دون دليل هو أمر لا يجوز.

ما حكم الأدعية غير المأثورة في العشر الأواخر؟

يجوز للمسلم أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ما لم يكن في دعائه إثم أو قطيعة رحم، الدعاء بأسلوب شخصي وبما في القلب أمر مشروع، لكن، لا يجوز اعتقاد أن لصيغة معينة غير مأثورة فضلاً خاصاً أو أنها سنة، فالأفضل دائماً هو لزوم الأدعية القرآنية والنبوية الصحيحة لأنها أجمع للخير وأعظم في البركة.

لتحميل ملف يضم أدعية العشر الأواخر من رمضان PDF عبر هذا الرابط “من هنا“.

أسباب استجابة الدعاء في العشر الأواخر من رمضان

لتحري إجابة الدعاء في هذه الليالي المباركة، ينبغي للمسلم أن يجمع بين شرف الزمان وشروط قبول الدعاء، ومن أهمها:

  • الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدعاء خالصاً لوجه الله، لا رياء فيه ولا سمعة.
  • اليقين بالإجابة: أن يدعو المسلم وهو موقن بأن الله سيستجيب له، كما جاء في الحديث “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”.
  • حضور القلب والخشوع: الانكسار والتذلل بين يدي الله، واستشعار عظمته وقدرته.
  • الإلحاح في الدعاء: تكرار الدعاء وعدم استعجال الإجابة، فالله يحب العبد اللحوح في دعائه.
  • التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا: كما قال تعالى:

    “وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُsنَى فَادْعُوهُ بِهَا”

    [الأعراف: 180]، فيدعو قائلاً: “يا رحمن ارحمني”، “يا غفور اغفر لي”.

  • تحري أوقات الإجابة: مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند السجود، وعند الإفطار، وكلها تجتمع في العشر الأواخر.

أدعية مخصصة للأهل والأحباب

من جميل العبادة أن يذكر المسلم أهله وأحبابه في دعائه، يمكن الدعاء لهم بصيغ عامة نابعة من القلب، وهذه بعض الأمثلة:

دعاء للأب والأم:

  • اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِوَالِدَيَّ وَارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا، اللَّهُمَّ أَلْبِسْهُمَا ثَوْبَ الْعَافِيَةِ، وَأَطِلْ فِي أَعْمَارِهِمَا عَلَى طَاعَتِكَ، وَاخْتِمْ لَهُمَا بِخَيْرٍ.
  • يَا رَبِّ، ارْزُقْ أَبِي وَأُمِّي صِحَّةً فِي الْبَدَنِ، وَرَاحَةً فِي الْقَلْبِ، وَطُمَأْنِينَةً فِي النَّفْسِ، وَاجْعَلْهُمَا مِنْ أَهْلِ الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى.

دعاء للزوج أو الخطيب:

  • اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي فِي زَوْجِي (أَوْ خَطِيبِي)، وَاحْفَظْهُ بِحِفْظِكَ، وَاجْعَلْهُ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي، وَاجْمَعْ بَيْنَنَا عَلَى خَيْرٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
  • اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي شَأْنَهُ، وَيَسِّرْ أَمْرَهُ، وَارْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ، وَاجْعَلْهُ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.

دعاء للميت:

  • اللَّهُمَّ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي الْمُبَارَكَةِ، اغْفِرْ لِـ(اسم المتوفى) وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاجْعَلْ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.
  • اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَى قَبْرِهِ الضِّيَاءَ وَالنُّورَ وَالْفُسْحَةَ وَالسُّرُورَ، وَاجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.

مجموعة أدعية قصيرة ومكتوبة للعشر الأواخر من رمضان

أدعية العتق من النار

طلب العتق من النار هو من أعظم المقاصد في رمضان، وهذه أدعية مناسبة لذلك:

  • اللَّهُمَّ أَعْتِقْ رِقَابَنَا وَرِقَابَ آبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا مِنَ النَّارِ.
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
  • يَا رَبِّ، اكْتُبْنَا فِي هَذِهِ الْعَشْرِ مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِمْ فَرَحِمْتَهُمْ، وَسَمِعْتَ دُعَاءَهُمْ فَأَجَبْتَهُمْ.

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء في ليلة القدر؟
أفضل دعاء هو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها: “اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”، وهو دعاء جامع يطلب فيه العبد من ربه العفو، وهو أعلى من المغفرة، فالعفو محو للذنب وآثاره.
هل يجوز الدعاء بالعامية أو بأي لغة أخرى؟
نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بلغته التي يفهمها وبما يجول في خاطره، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما في الصدور ويسمع كل اللغات، الأهم هو صدق التوجه وحضور القلب.
ما هو البديل الصحيح للأدعية المنتشرة غير الثابتة؟
البديل الصحيح والأفضل دائمًا هو الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي مباركة، وجوامع للكلم، وقد دعا بها من هو أعلم بالله وهو النبي صلى الله عليه وسلم، كما يمكن الدعاء بأدعية عامة بمعانٍ صحيحة دون تخصيصها بفضل لم يرد به دليل.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

2.3 3 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات