دعاء العقيقة المستجاب و7 أدعيه حماية المولود من الشر

تُعَدُّ العقيقةُ من السنن المؤكدة وشعائر الإسلام التي يُعبر بها عن الشكر لله -عز وجل- على نعمة المولود الجديد، وهي الذبيحة التي تُذبح عن المولود في اليوم السابع من ولادته، وفيما يلي بيانٌ للأدعية والأحكام المتعلقة بها وفقًا لما ورد في المصادر الشرعية الموثوقة.

الأدعية المشروعة في العقيقة

الأصل في الذبح هو التسمية والتكبير، ويُضاف إلى ذلك ما يُستحب قوله من أدعية لتهنئة الوالدين وتحصين المولود، وهي كالتالي:

1، الدعاء عند ذبح العقيقة

الثابت في السنة النبوية عند الذبح هو قول: “بِسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ”، ويُستحب أن يُضيف الذابح ما يدل على النية، فيقول:

“بِسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ لَكَ وَإِلَيْكَ، هَذِهِ عَقِيقَةُ فُلَانٍ” (ويُذكر اسم المولود).

وهذه الصيغة تجمع بين التسمية والتكبير، وإظهار الإخلاص لله تعالى، وتعيين أن هذه الذبيحة هي عقيقة عن المولود المسمى.

2، دعاء تهنئة الوالدين بالمولود

من الأدعية المأثورة عن السلف الصالح عند التهنئة بالمولود ما ورد عن الحسن البصري -رحمه الله- أنه يُقال لوالد المولود:

“بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي المَوْهُوبِ لَكَ، وَشَكَرْتَ الوَاهِبَ، وَبَلَغَ أَشُدَّهُ، وَرُزِقْتَ بِرَّهُ”.

ويُستحب للوالد أن يرد على المهنئ بقوله: “بَارَكَ اللهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، وَرَزَقَكَ اللهُ مِثْلَهُ، وَأَجْزَلَ ثَوَابَكَ”.

3، الدعاء النبوي لحفظ المولود

من أعظم ما يُحصَّن به المولود هو الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يُعوِّذ به الحسن والحسين رضي الله عنهما:

“أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ”.

المصدر: (صحيح البخاري، حديث رقم 3371)، وهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأكثرها بركة لحفظ الأبناء من كل شر.

أدعية وآداب العقيقة للمولود الجديد من السنة النبوية

صيغ وأدعية شائعة تتعلق بالعقيقة

تنتشر بين الناس بعض الصيغ والأدعية التي تُقال عند ذبح العقيقة، ومن المهم توضيح حكمها الشرعي ومدى ثبوتها.

  • صيغة شائعة: “بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، اللَّهُمَّ عَقِيقَةٌ عَنْ فُلَانٍ، لَحْمُهَا بِلَحْمِهِ، وَدَمُهَا بِدَمِهِ، وَعَظْمُهَا بِعَظْمِهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا وِقَاءً لآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلَامُ”.

تنبيه هام: هذه الصيغة المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، وفيها الخير والبركة.

الأحكام الشرعية المتعلقة بالعقيقة

للعقيقة أحكام وضوابط شرعية يجب مراعاتها لضمان صحتها وقبولها، وهي كالتالي:

حكم العقيقة في الإسلام

القول الراجح عند جمهور العلماء أن العقيقة سُنَّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويُكره تركها للقادر عليها، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:

“كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ، تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَيُحْلَقُ، وَيُسَمَّى”.

المصدر: (سنن أبي داود، حديث صحيح).

وقت ذبح العقيقة المشروع

  • الوقت الأفضل: السنة أن تُذبح العقيقة في اليوم السابع من ولادة المولود.
  • إن فات اليوم السابع: إن لم يتيسر ذبحها في اليوم السابع، ففي اليوم الرابع عشر، فإن لم يتيسر ففي اليوم الحادي والعشرين.
  • التأخير عن ذلك: إذا تأخرت عن هذه الأوقات، جاز ذبحها في أي وقت بعد ذلك، ولا تسقط العقيقة بالتأخير على القول الراجح.

شروط العقيقة وضوابطها

يُشترط في ذبيحة العقيقة ما يُشترط في الأضحية من حيث السلامة من العيوب والبلوغ للسن المعتبر شرعًا.

  • العدد: يُذبح عن الغلام (الذكر) شاتان، وعن الجارية (الأنثى) شاة واحدة، وهذا هو الأفضل والأكمل.
  • النوع: تكون من بهيمة الأنعام (الضأن، الماعز، الإبل، البقر).
  • السلامة من العيوب: يجب أن تكون سليمة من العيوب التي تمنع الإجزاء في الأضحية، مثل العور البيّن، أو المرض البيّن، أو العرج البيّن، أو الهزال الشديد.
  • عدم الاشتراك: لا يصح الاشتراك في عقيقة واحدة (كشاة أو ماعز) لأكثر من مولود، لأنها فداء عن نفسٍ واحدة.

الضوابط الشرعية للعقيقة وكيفية توزيعها الصحيح

كيفية توزيع لحم العقيقة

لأهل المولود التصرّف في لحم العقيقة كيفما شاؤوا، والسنة أن يتم توزيعها على ثلاثة أقسام:

  1. ثلث للأكل: يأكل منه أهل البيت.
  2. ثلث للإهداء: يُهدى للأقارب والأصدقاء والجيران.
  3. ثلث للصدقة: يُتصدق به على الفقراء والمحتاجين.

ويجوز طبخها ودعوة الناس إليها، أو توزيعها لحمًا نيئًا، فالأمر في ذلك واسع.

المصادر والمراجع

  • حديث تعويذ الحسن والحسين: صحيح البخاري، حديث رقم 3371، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
  • حديث “كل غلام رهينة بعقيقته”: سنن أبي داود، حديث رقم 2838، وصححه الألباني، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
  • أقوال السلف في التهنئة: مصنف ابن أبي شيبة، وكتاب الأذكار للإمام النووي.

أسئلة شائعة حول العقيقة

ما هو الوقت الأفضل لذبح العقيقة؟

الوقت الأفضل والمستحب هو اليوم السابع من ولادة المولود، فإن فات ففي اليوم الرابع عشر، ثم الحادي والعشرين، ويجوز بعد ذلك عند القدرة.

هل الدعاء “لحمها بلحمه ودمها بدمه” صحيح؟

لا، هذا الدعاء لم يثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأولى الالتزام بالدعاء المأثور وهو التسمية والتكبير وذكر اسم المولود.

هل يجوز أن يعق الشخص عن نفسه إذا كبر ولم يُعَق عنه؟

نعم، اختلف العلماء في ذلك، ولكن ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يُستحب لمن لم يُعَق عنه في صغره أن يعق عن نفسه إذا كبر وكان قادرًا على ذلك.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات