دعاء الهيبة والقبول والمحبة بين الناس مستجاب

إن من أسباب توفيق العبد في حياته قربه من الله عز وجل، فهذا القرب يورثه نورًا وقبولًا بين الناس، وفي المقابل، قد يجد الإنسان نفورًا من الآخرين دون سبب ظاهر، وقد يكون ذلك أثرًا لذنب ارتكبه في خلوته، لذا، يُستحب للمسلم أن يكثر من التضرع إلى الله سائلاً إياه القبول في الأرض والسماء، وأن يغفر له زلاته، وفيما يلي مجموعة من الأدعية الصحيحة والمأثورة التي يمكن الاستعانة بها في هذا الباب.

أدعية صحيحة ومأثورة للقبول والمحبة

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي جامعة لخيري الدنيا والآخرة وفيها الكفاية والبركة.

1، دعاء من السنة النبوية

من أعظم الأدعية التي يُرجى بها صلاح الأحوال كلها، ما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها: “مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ، أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ”:

يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ.

المصدر: سنن النسائي، وحسّنه الألباني، وهو من أذكار الصباح والمساء، وفيه تفويض كامل لله في إصلاح جميع شؤون العبد.

2، أدعية عامة جامعة

يمكن للمسلم أن يدعو بصيغ عامة تحمل معاني طيبة، وإن لم ترد بلفظها في حديث معين، ما دامت لا تخالف الشرع، ومن هذه الأدعية:

  • اللَّهُمَّ اجعَلنِي فِي عُيُونِ النَّاسِ كَبِيرًا، وَفِي قَلبِي صَغِيرًا، اللَّهُمَّ اجعَلنِي مَقبُولًا عِندَكَ وَعِندَ خَلقِكَ، وَأَبْعِدْ عَنِّي ذُنُوبِي، وَكَفِّرْ عَنِّي سَيِّئَاتِي.
  • رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْزُقْنِي مَغْفِرَتَكَ وَرَحْمَتَكَ، وَاهْدِنِي إِلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ.

دعاء اللهم اجعلني مقبولا بين خلقك

أدعية عامة للهيبة ونيل القبول

هذه صيغ دعاء حسنة المعنى يمكن للمسلم أن يناجي بها ربه، وهي من الأدعية العامة التي لم ترد في نص شرعي محدد، ولكن معناها صحيح ومقبول:

  • اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الهَيْبَةَ وَالرِّفْعَةَ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا، اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَقَلْبِي، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ.
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ القَبُولَ بَيْنَ الخَلْقِ، وَأَنْ تُسَخِّرَ لِيَ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رِزْقِكَ، وَدَبِّرْ لِي أَمْرِي فَإِنِّي لَا أُحْسِنُ التَّدْبِيرَ.
  • يَا رَبِّ، اجْعَلْنِي مَحْبُوبًا فِي قُلُوبِ عِبَادِكَ، وَسَخِّرْ لِي مِنْ حَظُوظِ الدُّنْيَا أَجْمَلَهَا، وَاكْرِمْنِي بِمَنْزِلَةٍ رَفِيعَةٍ بَيْنَ النَّاسِ، وَاغْمُرْنِي بِرَحْمَتِكَ وَعَفْوِكَ.

أدعية مكتوبة للقبول والهيبة بين الناس

صيغ منتشرة في القبول وحكمها الشرعي

يتداول بعض الناس صيغًا وأدعية معينة ينسبون إليها فضائل خاصة في جلب المحبة والقبول، ومن المهم التمييز بين ما هو ثابت وما هو غير ذلك.

أمثلة على أدعية منتشرة

من الصيغ الشائعة التي لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من صحابته، ما يلي:

  • “اللهم يا من أبدعت في خلق الأشياء وذكرت القبول في كتابك العزيز فاجعلني محبوباً في أعين عبادك..، اللهم ألبسني من المهابة والمحبة ما تريد وكيفما تشاء…”.
  • “اللهم إني أسألك بعظمة عرشك وبسعة كرسيك..، وبجوهر جبريل ووحيه وأمانة ميكائيل ونفخة إسرافيل وقبضة عزرائيل..، وبشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم..، فاجعلني محبوباً مقبولاً بين خلقك…”.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة.

الحكم الشرعي في مثل هذه الأدعية

الدعاء بما لم يرد في السنة جائز إذا كان معناه صحيحاً ولا يتضمن محظوراً شرعياً، لكن بعض الأدعية المنتشرة قد تحتوي على توسل غير مشروع، كالتوسل بذوات المخلوقين أو جاههم (“بجوهر جبريل”، “بشفاعة نبينا محمد” بصيغة القسم)، والأولى والأسلم للمسلم هو التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أو بالأعمال الصالحة، كما هو ثابت في الأدلة الصحيحة.

بيان حكم الأدعية الشائعة للقبول والمحبة

وسائل عملية لتعزيز محبة الناس

إلى جانب الدعاء، وهو أعظم الأسباب، هناك وسائل عملية تساهم في كسب محبة الناس واحترامهم، وهي من صميم الأخلاق الإسلامية:

1، التحلي بالأخلاق الحسنة

الشخص الذي يعامل الآخرين بلطف واحترام، ويختار كلماته بعناية، يكون أقرب إلى قلوبهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا”، (رواه الترمذي، حديث صحيح).

2، الإيجابية والتواضع

نشر التفاؤل والتشجيع، والابتعاد عن نقد الآخرين بشكل جارح، يجعل الشخص مصدر طاقة إيجابية، كما أن التواضع وخفض الجناح للناس من أعظم أسباب المحبة، فالكبر منفر للقلوب.

3، الذكاء الاجتماعي وحس الفكاهة

القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتعامل معهم بحكمة، وامتلاك روح مرحة غير متكلفة، يضفي جواً من الألفة ويجعل الآخرين يرتاحون في صحبتك.

4، المحافظة على بشاشة الوجه

الابتسامة الصادقة هي أسرع طريق إلى القلوب، “تبسمك في وجه أخيك لك صدقة” كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، الوجه البشوش يعطي انطباعًا بالراحة والأمان ويشجع على التواصل.

نصائح عملية لتعزيز محبة الناس والقبول الاجتماعي

المصادر والمراجع

  • حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في فضل دعاء “يا حي يا قيوم”، (سنن النسائي الكبرى، ويمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية للحكم على صحته).
  • حديث “أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً”، (سنن الترمذي، وصححه الألباني).

أسئلة شائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء للقبول والهيبة؟

أفضل الأدعية هي ما ثبت في القرآن والسنة، مثل دعاء “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث…”، لأنه جامع لطلب صلاح الشأن كله، كما يمكن الدعاء بالأدعية العامة ذات المعنى الصحيح.

هل دعاء “اللهم إني أسألك بعظمة عرشك…” صحيح؟

هذا الدعاء غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتوي على صيغ توسل غير مشروعة عند جمهور أهل العلم، الأفضل تجنبه والالتزام بالأدعية المأثورة الصحيحة.

إلى جانب الدعاء، كيف أكون محبوبًا بين الناس؟

المحبة رزق من الله، وأسبابها العملية تكمن في التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، مثل: الصدق، الأمانة، التواضع، بشاشة الوجه، حسن الكلام، ومساعدة الآخرين.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
1 تعليق
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
Rustum

اريد دعاء للمحبة وتسخير الخلق ليحبوك