صيغة دعاء اللهم اعنا على صيامه وقيامه كاملة مكتوبة

يُعَدُّ دعاء “اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ” من الأدعية الطيبة التي يلهج بها لسان كثير من المسلمين في شهر رمضان المبارك، ورغم أن هذه الصيغة تحديداً لم ترد في نص من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة، إلا أن معناها صحيح وجليل، فهي تعبر عن افتقار العبد إلى عون الله وتوفيقه لأداء أعظم العبادات في هذا الشهر الكريم، وهو ما يتوافق مع جوهر التوحيد والعبادة.

في هذا المقال، نستعرض حكم هذا الدعاء، ونقدم أمثلة على صيغه المتداولة، مع بيان البديل الأكمل من الأدعية المأثورة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

صورة مكتوب عليها دعاء اللهم أعنا على صيامه وقيامه في رمضان

حكم دعاء “اللهم أعنّا على صيامه وقيامه”

الدعاء بصيغة “اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ” جائز شرعاً ولا حرج فيه، وذلك لأن معناه صحيح ولا يخالف الشريعة، فطلب العون من الله على الطاعة هو من صميم العبادة، ومع ذلك، من المهم التنبيه على أمرين:

  1. عدم نسبته للسنة: لا يجوز اعتقاد أن هذه الصيغة بحد ذاتها سنة نبوية مأثورة، أو أن لها فضلاً خاصاً لكونها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها لم تثبت عنه.
  2. الأفضلية للمأثور: الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة هي الأفضل والأكمل والأكثر بركة، لأنها من كلام الله أو كلام رسوله الذي أوتي جوامع الكلم.

أمثلة على الصيغ المنتشرة لهذا الدعاء

فيما يلي بعض الصيغ الشائعة التي يتداولها الناس، وهي أدعية عامة بمعانٍ حسنة:

  • اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى صِيَامِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بِقَبُولٍ حَسَنٍ.
  • اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ إِخْلَاصًا وَإِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَلَا تَجْعَلْنَا نَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا وَقَدْ غَفَرْتَ لَنَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِنَا.
  • اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ، وَجَنِّبْنَا فِيهِ وَسَاوِسَ الشَّيْطَانِ، وَارْزُقْنَا فَهْمَ كِتَابِكَ وَتَدَبُّرَ آيَاتِكَ.
  • اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ عَامًا بَعْدَ عَامٍ، وَارْزُقْنَا الْخَيْرَاتِ وَالْبَرَكَاتِ وَلَا تَحْرِمْنَا فَضْلَهُ.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة.

أدعية مأثورة من السنة النبوية لشهر رمضان

الأدعية الثابتة من السنة لطلب العون وحسن العبادة

الأولى بالمسلم أن يحرص على الأدعية التي علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم، فهي جامعة للخير، عظيمة الأثر، ومن أهم هذه الأدعية التي تحمل معنى طلب العون على الطاعة:

1، دعاء “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”

هذا الدعاء من كنوز السنة النبوية، حيث أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن يقوله دبر كل صلاة.

  • عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ أخذ بيده وقال:

    “يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ”، فَقَالَ: “أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ”.

    (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

2، دعاء “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”

هذا هو الدعاء الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة -رضي الله عنها- إن هي وافقت ليلة القدر، وهو من أجمع الأدعية لخيري الدنيا والآخرة.

  • عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال:

    “قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”.

    (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

أدعية قرآنية ونبوية جامعة لشهر رمضان

شهر رمضان هو شهر الدعاء، وقد جاء الأمر به في سياق آيات الصيام، مما يدل على عظيم منزلته في هذا الشهر، قال تعالى:

“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” [البقرة: 186].

فيما يلي مجموعة من الأدعية الصحيحة والمأثورة التي يُستحب الإكثار منها في رمضان وغيره:

  • من القرآن الكريم:

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201].

    .

  • من السنة النبوية:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”.

    (رواه مسلم).

  • من السنة النبوية:

    “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي”.

    (رواه مسلم).

  • من السنة النبوية:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.

    (متفق عليه).

  • من السنة النبوية:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ”.

    (رواه مسلم).

أهمية الدعاء في شهر رمضان وفضله

فضل الدعاء في رمضان

الدعاء هو العبادة، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وشهر رمضان هو موسم عظيم لإجابة الدعوات، حيث تجتمع فيه أسباب القبول، من صيام وقيام وقراءة قرآن، وقد ورد في الحديث الشريف ما يبين عظيم فضل الدعاء:

“مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا”، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: “اللهُ أَكْثَرُ”.

(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

فليحرص المسلم على اغتنام أوقات الإجابة في هذا الشهر الفضيل، كالثلث الأخير من الليل، وعند الإفطار، وفي ليلة القدر، وأن يُلحَّ في دعائه بما ورد في الكتاب والسنة، وبما فيه خير دينه ودنياه.

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

س1: هل دعاء “اللهم أعنا على صيامه وقيامه” صحيح؟

ج: معنى الدعاء صحيح وجائز، لكن هذه الصيغة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك، لا يجوز اعتقاد أنها سنة مأثورة، والأفضل هو الالتزام بالأدعية الثابتة في القرآن والسنة الصحيحة.

س2: ما هو البديل الصحيح لهذا الدعاء من السنة النبوية؟

ج: أفضل بديل يحمل معنى طلب العون على العبادة هو الدعاء الذي أوصى به النبي ﷺ: “اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ”، وهو دعاء عظيم يُقال دبر كل صلاة ويُستحب الإكثار منه.

س3: ما هي أفضل أوقات الدعاء في رمضان؟

ج: يُستحب الدعاء في كل وقت، ويتأكد في أوقات الإجابة مثل: عند الإفطار، وفي الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وفي العشر الأواخر من رمضان تحرياً لليلة القدر.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات