دعاء اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت

الحمدُ لله في كل وقتٍ وحين، فهو سبحانه أهلُ الثناء والمجد، إن حمدَ الله تعالى وشكرَه على نِعمه من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو مفتاح المزيد من الخير والبركة، ودليل على امتنان العبد واعترافه بفضل الله الذي لا يُحصى.

وإن الشكر سببٌ مباشر لزيادة النعم وحفظها، كما وعد الله تعالى في كتابه الكريم، وهذا وعدٌ إلهيٌ لا يتخلف:

“وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ…” [إبراهيم: 7]

فكلما زاد العبدُ شكرًا وحمدًا، زاده الله من فضله وعطائه، وأكرمه بألوان النعم والبركات في دينه ودنياه وآخرته.

  • من الأدعية العامة والمأثورة في الحمد: “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى الْعَافِيَةِ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيْنَا فِي قَدِيمٍ أَوْ حَدِيثٍ، ظَاهِرَةٍ أَوْ بَاطِنَةٍ، خَاصَّةٍ أَوْ عَامَّةٍ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى، وَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ، وَلَكَ الْحَمْدُ بَعْدَ الرِّضَا.”.
  • من صيغ الثناء الجامعة: “اللَّهُمَّ إِنَّا نَحْمَدُكَ وَنَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَهْدِيكَ، وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنَتُوبُ إِلَيْكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، نَشْكُرُكَ وَلَا نَكْفُرُكَ، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ، اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إِنَّ عَذَابَكَ الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ.” (جزء من دعاء القنوت المأثور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه).

دعاء اللهم لك الحمد حتى ترضى مكتوب بالتشكيل بخط جميل

معنى دعاء “اللهم لك الحمد حتى ترضى”

يُنسب للشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- قوله: “لا تعبدوه ليُعطي، بل اعبدوه ليرضى، فإذا رضي أدهشكم بعطائه.”

وهذا القول يلامس المعنى العميق في دعاء “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى”، فهذه الصيغة تحمل في طياتها أسمى درجات التسليم والعبودية لله جل وعلا، فالحمد هنا لا يرتبط بعطاءٍ دنيويٍّ معين، بل هو تعبير صادق عن غاية أسمى، وهي نيل رضا الله تعالى، الذي إن حلَّ على عبدٍ أغناه وكفاه وأكرمه بما يفوق تصوره في الدنيا والآخرة.

وفي هذا الدعاء تجسيدٌ لوعي العبد بنعم الله المتدفقة التي تغمره، فحين يحمد الله “حتى يرضى”، فإنه يقر بأن كل ما يحيط به من خير هو محض فضل من الله، وحين يضيف “ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا”، فهو بذلك يُعبِّر عن شكره الدائم الذي لا ينقطع، مما يجلب المزيد من البركة والطمأنينة في حياة العبد.

  • صيغة شائعة: “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى، وَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ، وَلَكَ الْحَمْدُ بَعْدَ الرِّضَا.”.
  • دعاء جامع للحمد: “يَا رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ، لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى، وَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ، وَلَكَ الْحَمْدُ بَعْدَ الرِّضَا، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ.”.
  • من الأدعية المأثورة: “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَكَ الشُّكْرُ كُلُّهُ، وَإِلَيْكَ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ، عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهُ، فَأَهْلٌ أَنْتَ أَنْ تُحْمَدَ، وَأَهْلٌ أَنْتَ أَنْ تُعْبَدَ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.”.

حكم دعاء “اللهم لك الحمد حتى ترضى” وما ورد فيه

تنتشر بين الناس بعض الأحاديث التي تذكر فضل صيغ معينة للحمد، منها ما يخص دعاء “اللهم لك الحمد حتى ترضى” أو “يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك”، ومن الأمانة العلمية بيان درجة هذه الأحاديث ليعبد المسلم ربه على بصيرة.

تنبيه هام: الصيغ التالية وردت في أحاديث ضعيفة، ويُستأنس بمعناها العام دون نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم أو اعتقاد فضل خاص بها، والأصل هو الاكتفاء بما صح من الأحاديث.

  • رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم: «أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ قَالَ: يَا رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ، فَعَضَلَتْ بِالْمَلَكَيْنِ فَلَمْ يَدْرِيَا كَيْفَ يَكْتُبَانِهَا، فَصَعِدَا إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَا: يَا رَبَّنَا، إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ قَالَ مَقَالَةً لَا نَدْرِي كَيْفَ نَكْتُبُهَا، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ عَبْدُهُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ قَالَا: يَا رَبِّ إِنَّهُ قَالَ: يَا رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمَا: اكْتُبَاهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي حَتَّى يَلْقَانِي فَأَجْزِيَهُ بِهَا»، (رواه ابن ماجه، وهو حديث ضعيف).
  • جاء في كتاب “كنز العمال” حديث منسوب لأنس بن مالك رضي الله عنه وفيه: «…اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي بَلَائِكَ وَصَنِيعِكَ إِلَى خَلْقِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي بَلَائِكَ وَصَنِيعِكَ إِلَى أَهْلِ بُيُوتِنَا، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي بَلَائِكَ وَصَنِيعِكَ إِلَى أَنْفُسِنَا خَاصَّةً، وَلَكَ الْحَمْدُ بِمَا هَدَيْتَنَا، وَلَكَ الْحَمْدُ بِمَا سَتَرْتَنَا، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْقُرْآنِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْأَهْلِ وَالْمَالِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْمُعَافَاةِ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى، وَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَيَا أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ»، (وهذا حديث ضعيف جداً، في سنده راوٍ متروك).

خلاصة الحكم: يجوز للمسلم أن يدعو بـ “اللهم لك الحمد حتى ترضى” وبـ “يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك” لأن معناهما صحيح ولا يخالف الشرع، ولكن لا يجوز اعتقاد أن هذه الصيغ بحد ذاتها سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أن لها فضلاً خاصاً بناءً على الأحاديث الضعيفة المذكورة، والأفضل هو الالتزام بالأدعية والأذكار الثابتة في القرآن والسنة الصحيحة.

فضل الحمد لله على نعمه من السنة النبوية الشريفة

فضل الحمد على النعم

إن شكر الله والثناء عليه على أصغر النعم وأكبرها هو سبب لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، فالعبد الذي يدرك أن كل ما به من نعمة هو من الله، يوفقه الله للمزيد من الشكر والحمد.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

“إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا.” (رواه مسلم، حديث صحيح).

يُبيّن هذا الحديث الشريف كيف أن عملاً يسيراً كحمد الله بعد الطعام والشراب يكون سبباً في نيل رضا الله تعالى، والحمد لا يقتصر على ذلك، بل يشمل كل نعم الله الظاهرة والباطنة، ولهذا، يردد الكثيرون عبارات مثل “اللهم لك الحمد حتى ترضى” كتعبير شامل عن روح الامتنان الدائم لله عز وجل.

صورة مزخرفة لدعاء اللهم لك الحمد والشكر تصميم دعاء الحمد لله على خلفية إسلامية بطاقة دعاء اللهم لك الحمد على نعمك

صيغ الحمد الثابتة في الصلاة وغيرها

حمد الله تعالى من أعظم أسباب حفظ النعم ودفع النقم، فمن شكر الله زاده من فضله، ومن غفل عن الشكر فقد يعرض نعمته للزوال، قال الله تعالى في كتابه الكريم:

“مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا” [النساء: 147]

ومن أعظم صيغ الحمد الثابتة والمباركة ما يُقال في الصلاة، لما فيه من عظيم الأجر والفضل.

  • عن رفاعة بن رافع الزُّرَقِيِّ رضي الله عنه قال: “كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟ قَالَ: أَنَا، قَالَ:

    رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ.

    ” (رواه البخاري، حديث صحيح).

  • دعاء عام: “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا يَمْلَأُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا كَانَ وَعَدَدَ مَا يَكُونُ، وَعَدَدَ الْحَرَكَاتِ وَالسُّكُونِ، لَكَ الْحَمْدُ عَلَى نِعَمِكَ الَّتِي لَا تُحْصَى، وَلَكَ الْحَمْدُ حَتَّى يَبْلُغَ الْحَمْدُ مُنْتَهَاهُ.”.
  • من صيغ الثناء: “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ، وَبِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ، وَإِلَيْكَ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ، عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهُ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ وَمَا مَنَعْتَ، وَمَا قَبَضْتَ وَمَا بَسَطْتَ.”.

أدعية وأذكار جامعة في الحمد والثناء

نعم الله على الإنسان تغمره في كل لحظة، وهي أعظم من أن تُعد أو تُحصى، كما قال تعالى:

“وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” [النحل: 18]

وأقل ما يمكن للعبد أن يقدمه شكراً لهذه النعم هو دوام الذكر والثناء على الله تعالى، ومن الأذكار والأدعية الثابتة في هذا الباب:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    “أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله.”

    (رواه الترمذي، حديث حسن).

  • وقال صلى الله عليه وسلم:

    “أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ.”

    (رواه مسلم، حديث صحيح).

  • من دعاء الحاجة: “الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.” (جزء من خطبة الحاجة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم).
  • “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ.” (مقتبس من قول أهل الجنة في سورة الأعراف: 43).
  • “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَكَ الشُّكْرُ كُلُّهُ، وَإِلَيْكَ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ.”.

عبارات الحمد والشكر لله مكتوبة

أثر الحمد في طمأنينة القلب

إن حمد الله وشكره من أعظم صور ذكر الله تعالى، والذكر هو مفتاح الطمأنينة وسكينة القلب، كما قال سبحانه:

“الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” [الرعد: 28]

فالله تعالى غني عن حمدنا، ولكن الحمد والشكر نعمة يهبها الله لعباده، فمن لازم الحمد شعر برضا عميق وسكينة قلبية، وغمره الله براحة النفس وانشراح الصدر، لأنه سلّم أمره كله لله الحكيم الخبير.

  • الحمد لله في السراء والضراء، الحمد لله على ما كان وما هو آتٍ، الحمد لله على كل قضاءٍ قدّره لنا، فكل قضاء الله للمؤمن خير.
  • لك الحمد يا الله، كل ما في الكون يسبح بحمدك، فالطيور والبهائم والأمواج والحيتان والنمل والنحل، كلها تمجدك وتسبح لك، ولكن الإنسان قد يغفل، ومع ذلك ترحمه وتستره وتتوب عليه.
  • الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله تتحقق المقاصد والغايات، الحمد لله الذي ييسر الدروب لمن نوى الخير، ويهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم.

أجمل عبارات الحمد والثناء على الله

صيغ الحمد في السراء والضراء

الابتلاء جزء من طبيعة الحياة الدنيا، وأفضل ما يفعله المؤمن عند نزول البلاء هو الصبر والرضا والاحتساب، مع الإكثار من الحمد والثناء على الله تعالى في كل حال.

إن حمد الله في وقت الشدة من أعظم دلائل اليقين بأن تدبير الله للعبد خير من تدبيره لنفسه، وأن ما يواجهه من مصاعب قد يكون فيه الخير له من حيث لا يحتسب، وهذه بعض صيغ الحمد التي تعين على ذلك:

  1. “الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ”: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره قال: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ”، وإذا أتاه أمر يكرهه قال: “الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ”، (رواه ابن ماجه، حديث حسن).
  2. “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُحْمَدُ عَلَى مَكْرُوهٍ سِوَاهُ”: وهي صيغة مأثورة تعبر عن التسليم الكامل لله.
  3. “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ”: وهو من أذكار النوم الثابتة، (رواه مسلم، حديث صحيح).
  4. “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، الْمَنَّانُ، يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ…”: وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من دعا بهذا الدعاء فقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، (رواه أصحاب السنن، حديث صحيح).
  5. “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ”: فنعمة الهداية هي أعظم النعم التي تستوجب الشكر الدائم.

آيات قرآنية تتضمن صيغ الحمد

القرآن الكريم هو كلام الله، والحمد به هو أفضل الحمد وأكمله، وقد وردت صيغ الحمد في مواضع كثيرة من القرآن، يمكن للمسلم أن يدعو بها ويثني على ربه:

  • “الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [الفاتحة: 2]

    .

  • “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ” [الأنعام: 1]

    .

  • “وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا” [الإسراء: 111]

    .

  • “فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” [المؤمنون: 28]

    .

  • “وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ” [فاطر: 34]

    .

  • “وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [الزمر: 75]

    .

  • “فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [الجاثية: 36]

    .

  • “يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” [التغابن: 1]

    .

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة

ما حكم قول “اللهم لك الحمد حتى ترضى”؟

يجوز قولها كدعاء عام، فمعناها صحيح ولا يخالف الشرع، لكنها لم تثبت كصيغة مخصصة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح، فلا يُعتقد أن لها فضلاً خاصاً أو أنها سنة راتبة.

ما هي أفضل صيغة للحمد وردت في السنة؟

كل الصيغ الثابتة عظيمة، ومن أفضلها وأعظمها أجراً ما ورد في حديث رفاعة بن رافع في صحيح البخاري: “رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ”، وكذلك قول: “سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ”.

هل يجوز الدعاء بأدعية لم ترد في القرآن أو السنة؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، ما دام أن معنى الدعاء صحيح، ولا يحتوي على اعتداء أو مخالفة شرعية، وألا يعتقد أن هذا الدعاء من السنة أو أن له فضلاً خاصاً لم يرد به دليل.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

2.2 6 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات