افضل 45 دعاء المضطر والمحتاج مجرب

يُعدُّ دعاءُ المُضْطَرِّ والمحتاج من أعظم العبادات التي يلجأ بها العبد إلى خالقه سبحانه وتعالى، خاصةً حين تُحيط به الكروب وتشتد عليه المحن، ففي أوقات العُسر والضيق، يجد القلب المؤمن ملاذه الوحيد في التوجه إلى الله، الذي يسمع دعاء عبده ويُجيب نداءه، وهو القائل في كتابه الكريم:

“أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ” [النمل: 62].

تؤكد هذه الآية الكريمة على يقين لا يتزعزع بأن الله تعالى هو كاشف الضر ومجيب الدعاء، وإن استجابة الدعاء مرتبطة بصدق العبد وإخلاصه وإلحاحه، مع الحفاظ على الصلة الدائمة بالله في السراء والضراء، فالدعاء ليس مجرد كلمات تُقال عند الشدائد، بل هو منهج حياة يُعمّق الشعور بالسكينة والتوكل، ويُسلّم فيه العبد أموره كلها لله، موقنًا أن الخير كله بيده، وأن ما يختاره الله له هو الأفضل، سواء عُجّلت الإجابة أم أُخِّرت لحكمة يعلمها سبحانه.

أدعية للمضطر ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية

إن خير ما يدعو به العبد هو ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي أدعية جامعة ومباركة، وثابتة بمصادر موثوقة، ومن هذه الأدعية العظيمة التي تناسب حال المضطر والمكروب:

1، دعاء يونس عليه السلام (دعاء الكرب)

وهو من أعظم الأدعية لتفريج الكروب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”، (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

“لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” [الأنبياء: 87].

2، دعاء تفريج الهم والحزن

هذا الدعاء من الأدعية النبوية العظيمة التي تُذهب الهم والغم، وتُبدل الحزن فرجًا.

“اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي”.

المصدر: مسند الإمام أحمد، وهو حديث صحيح.

3، دعاء قضاء الدين وتفريج الهم

يُعد هذا الدعاء من أنفع الأدعية لقضاء الدين وتفريج الكروب، وهو وصية نبوية عظيمة.

“اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ”.

المصدر: سنن الترمذي، وهو حديث حسن.

“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”.

المصدر: صحيح البخاري.

4، دعاء الشفاء من المرض

كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذه الأدعية للمريض، وفيها طلب الشفاء من الله الشافي سبحانه.

“اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا”.

المصدر: متفق عليه (صحيح البخاري وصحيح مسلم).

كما يمكن الدعاء بدعاء أيوب عليه السلام، وهو من أعظم صور التضرع إلى الله:

“أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ” [الأنبياء: 83].

صيغ وأدعية عامة شائعة للمضطر

تنتشر بين الناس بعض الصيغ والأدعية التي لم ترد بنصها المحدد في القرآن أو السنة الصحيحة، ولكنها تحمل معانٍ طيبة وتتضمن التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته، يمكن الدعاء بها ما دامت معانيها صحيحة ولا تخالف الشرع، ومن أمثلة ذلك:

  • اللَّهُمَّ يا نورَ السماواتِ والأرضِ، يا عِمادَ السماواتِ والأرضِ، يا جبَّارَ السماواتِ والأرضِ، يا ديَّانَ السماواتِ والأرضِ، يا وارثَ السماواتِ والأرضِ، يا مالكَ السماواتِ والأرضِ، يا عظيمَ السماواتِ والأرضِ، يا قيُّومَ السماواتِ والأرضِ، يا رحمنَ الدنيا ورحيمَ الآخرةِ، ارحمني برحمةٍ تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك.
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي صَلَاتِي وَدُعَائِي بَرَكَةً تُطَهِّرُ بِهَا قَلْبِي، وَتَكْشِفُ بِهَا كَرْبِي، وَتَغْفِرُ بِهَا ذَنْبِي، وَتُصْلِحُ بِهَا أَمْرِي، وَتُغْنِي بِهَا فَقْرِي، وَتُذْهِبُ بِهَا شَرِّي، وَتَكْشِفُ بِهَا هَمِّي وَغَمِّي.
  • يا ربِّ، عبدُكَ قد ضاقَتْ بِهِ الأسبابُ، وأُغْلِقَتْ دُونَهُ الأبوابُ، وأنتَ المَرجوُّ سبحانَك لكشفِ هذا المُصابِ، يا مَنْ إذا دُعِيَ أجاب، لا تَحْجُبْ دعوتي، ولا تَرُدَّ مسألتي، وارحَمْ عَجزي فقد ضاقَ صدري وتاهَ فكري.

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة وشاملة لخيري الدنيا والآخرة، ومع ذلك، يجوز الدعاء بأدعية لم ترد ما لم تتضمن محظورًا شرعيًا، ولكن الأفضل والأكمل هو لزوم المأثور.

ما حكم الدعاء بصيغ لم ترد في السنة؟

الدعاء بغير المأثور جائز بشروط، وهي أن يكون معناه صحيحًا، وألا يحتوي على اعتداء في الدعاء (مثل الدعاء بإثم أو قطيعة رحم)، وألا يعتقد الداعي أن لهذه الصيغة فضلًا خاصًا أو أنها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالأمر في ذلك واسع، ولكن الالتزام بالأدعية النبوية والقرآنية هو الأفضل والأعظم أجرًا والأقرب للإجابة.

النهج الأمثل للدعاء وآدابه

للدعاء آدابٌ تزيد من فرصة قبوله بإذن الله، ومن أهمها:

  • البدء بالثناء على الله: أن يبدأ الداعي بحمد الله والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا.
  • الصلاة على النبي: أن يُصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أول الدعاء وأوسطه وآخره.
  • الإخلاص وحضور القلب: أن يكون الدعاء بقلبٍ حاضرٍ وموقنٍ بالإجابة، لا بقلبٍ غافلٍ لاهٍ.
  • الإلحاح في الدعاء: تكرار الدعاء وعدم اليأس أو الاستعجال، فالله يحب العبد اللحوح في دعائه.
  • تحري أوقات الإجابة: مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، ويوم الجمعة.
  • اجتناب موانع الإجابة: كأكل الحرام، والدعاء بإثم أو قطيعة رحم، والاستعجال بقول “دعوت فلم يُستجب لي”.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء يقوله المضطر؟

من أفضل الأدعية وأجمعها دعاء نبي الله يونس عليه السلام: “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”، فهو يجمع بين التوحيد والتنزيه والاعتراف بالذنب، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما دعا به مسلم في شيء إلا استجاب الله له.

هل يجب أن ألتزم بصيغة دعاء معينة؟

الأفضل والأكمل هو الالتزام بالأدعية الواردة في القرآن والسنة الصحيحة، لكن يجوز للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من كلام طيب يناسب حاجته، بشرط ألا يكون في دعائه إثم أو مخالفة شرعية.

لماذا قد يتأخر قبول دعائي؟

تأخر الإجابة له حكم عظيمة يعلمها الله؛ فقد يكون التأخير لرفع درجات العبد، أو لدفع بلاء أعظم عنه، أو قد يدّخر الله له الدعاء أجرًا وثوابًا في الآخرة، والمطلوب من العبد هو حسن الظن بالله والاستمرار في الدعاء وعدم اليأس.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات