افضل 9 دعاء الهم والضيق والكرب مكتوب ومستجاب

يواجه الإنسان في رحلة حياته تحديات ومواقف قد تملأ قلبه بالهم والكرب، وتورثه شعورًا بالضيق، سواء كانت هذه الصعوبات مادية كضيق الرزق، أو اجتماعية تتعلق بالأسرة والأبناء، أو نفسية ناتجة عن ضغوط الحياة اليومية، في خضم هذه الأوقات، يظل الدعاء هو الملاذ الآمن والصلة الوثيقة التي تربط العبد بربه، فهو وسيلة لتفريج الكروب، وبث السكينة في القلوب، شريطة أن يكون بيقين وإخلاص، واستشعار لقرب الله تعالى ورحمته.

أدعية صحيحة من السنة النبوية لتفريج الهم والضيق

إن خير ما يدعو به المسلم هو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أُوتي جوامع الكلم، وأدعيته هي أكمل الأدعية وأجمعها للخير، فيما يلي مجموعة من الأدعية الثابتة في السنة النبوية الشريفة التي تُقال عند الهم والكرب:

  • دعاء الكرب: عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب:

    “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ”.

    المصدر: صحيح البخاري وصحيح مسلم..

  • دعاء إزالة الهم والحزن: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء، وهو جامع للاستعاذة من كل ما يثقل النفس.

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”.

    المصدر: صحيح البخاري..

  • دعاء من أصابه هم أو حزن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ فقال…

    “اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي”.

    إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجًا”.المصدر: مسند الإمام أحمد، وصححه الألباني..

  • دعاء لجوء المكروب إلى الله: عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “دعوات المكروب:

    “اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ”.

    المصدر: سنن أبي داود، وهو حديث حسن..

  • دعاء قضاء الدين وتفريج الهم:

    “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ”.

    المصدر: سنن الترمذي، وهو حديث حسن..

نص دعاء اللهم إني عبدك ابن عبدك مكتوب لتفريج الهم

أدعية من القرآن الكريم للطمأنينة والفرج

القرآن الكريم هو مصدر السكينة الأول، وقد وردت فيه آيات كريمة تحمل في طياتها معاني الدعاء واللجوء إلى الله، ومنها:

  • دعاء نبي الله يونس (ذو النون): وهو الدعاء الذي دعا به في بطن الحوت، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”.

    “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”

    [سورة الأنبياء: 87].

  • دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة: وهو من أكثر الأدعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم.

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

    [سورة البقرة: 201].

أمثلة على صيغ دعاء شائعة لتفريج الكرب

يتداول الناس بعض الصيغ والأدعية العامة التي لم ترد بنصها في السنة النبوية، ولكن معانيها صحيحة ولا تخالف الشرع، يمكن للمسلم الدعاء بها على سبيل العموم، مع اليقين بأن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي الأفضل والأكمل، ومن أمثلة ذلك:

  • “اللهم يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، ومجيب دعوة المضطر، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أسألك أن ترحمني برحمة من عندك تغنيني بها عن رحمة من سواك.”.
  • “يا لطيف، يا لطيف، يا لطيف، الطف بي بلطفك الخفي، وأعني بقدرتك، اللهم إني أنتظر فرجك، وأرقب لطفك، فالطف بي ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك.”.
  • “اللهم إني أسألك سلامًا ما بعده كدر، ورضًا ما بعده سخط، وفرحًا ما بعده حزن، اللهم املأ قلبي بكل ما هو خير لي.”.

تنبيه هام وحكم الأدعية غير المأثورة

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة وشاملة لكل خير، ويجوز الدعاء بأدعية عامة بمعانٍ صحيحة، ما لم تتضمن اعتداءً أو مخالفة شرعية، لكن لا يجوز نسبتها إلى السنة أو اعتقاد فضل خاص لها لم يثبت به دليل.

تصميم إسلامي عن فضل الدعاء في تفريج الكروب

وسائل معينة على تجاوز الهم والضيق

إلى جانب الدعاء، الذي هو أعظم الأسباب، حث الإسلام على الأخذ بالأسباب التي تعين على تحقيق الطمأنينة النفسية، ومن أهم هذه الوسائل:

  • التقرب إلى الله عز وجل: وذلك بالإكثار من العبادات كالصلاة والصيام والصدقة، والحرص على قراءة القرآن الكريم وتدبره، فإن ذكر الله هو البلسم الشافي للقلوب، كما قال تعالى:

    “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”

    [سورة الرعد: 28].

  • اليقين بأن الفرج قريب: يجب على المؤمن أن يتحلى باليقين الراسخ بأن كل هم وضيق مصيره إلى الزوال، وأن مع العسر يسرًا، هذا اليقين يمنح النفس القوة لمواجهة التحديات بهدوء وحكمة.
  • الأخذ بالأسباب الدنيوية المباحة: لا يمنع الشرع من البحث عن وسائل مباحة تساعد على تحسين الحالة النفسية، كممارسة الرياضة التي تنشط الجسم وتجدد الطاقة، أو التحدث إلى صديق صالح أو مستشار أمين، فكل ذلك من الأسباب التي قد يجعل الله فيها خيرًا.

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء لتفريج الهم والحزن؟
أفضل الأدعية هي ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أجمعها دعاء: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل…”، ودعاء: “اللهم إني عبدك ابن عبدك…”، لأنها أدعية نبوية جامعة، يُرجى فيها القبول والبركة.
هل يجوز الدعاء بصيغ من عندي لم ترد في السنة؟
نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يفتح عليه من كلام طيب وبصيغ عامة، ما دامت معانيها صحيحة ولا تحتوي على محظور شرعي، ولكن، الالتزام بالأدعية الواردة في القرآن والسنة هو الأفضل والأكمل والأعظم أجرًا.
ما هو الوقت الأفضل للدعاء عند الشعور بالضيق؟
الدعاء مشروع في كل وقت، ولكن هناك أوقات وأحوال أرجى للإجابة، مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، ويوم الجمعة، وعند شعور المسلم بالضيق الشديد، يكون قلبه منكسرًا وقريبًا من الله، وهذا حال عظيم يُرجى فيه إجابة الدعاء.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات