دعاء اليوم الحادي والعشرين من رمضان مكتوب (21 رمضان)

يحرص المسلمون في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك على مضاعفة العبادة والتقرب إلى الله تعالى، لفضل هذه الأيام التي تتضمن ليلة القدر، وهي ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، ومن أعظم العبادات في هذه الليالي المباركة الدعاء والتضرع إلى الله، طلباً للمغفرة والرحمة وتحقيق الأمنيات.

إن من أفضل ما يدعو به المسلم في هذه الليالي هو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟”، قال:

“قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”

(حديث صحيح، رواه الترمذي).

كما يُستحب الإكثار من الأدعية الجامعة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي تجمع خيري الدنيا والآخرة، ومنها قول الله تعالى:

“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

[سورة البقرة: 201].

أدعية قرآنية ونبوية للعشر الأواخر من رمضان

إلى جانب الدعاء المأثور لليلة القدر، يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية الثابتة التي تحمل معاني عظيمة، ومنها:

  • دعاء شامل من السنة: عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا”

    (حديث صحيح، رواه ابن ماجه).

  • دعاء لطلب الهداية والتقوى:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”

    (حديث صحيح، رواه مسلم).

  • دعاء قرآني لطلب الرحمة:

    “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ”

    [سورة آل عمران: 8].

أدعية العشر الأواخر من رمضان مكتوبة بخط جميل

صيغ منتشرة تُنسب لليوم الحادي والعشرين من رمضان

تنتشر بين الناس بعض الأدعية المخصصة لكل يوم من أيام رمضان، ومنها ما يُنسب لليوم الحادي والعشرين، نوردها هنا للعلم مع التنبيه على حكمها الشرعي.

  • الصيغة الأولى: “اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِيهِ إِلَى مَرْضَاتِكَ دَلِيلًا، وَلَا تَجْعَلْ عَلَيَّ فِيهِ لِلشَّيْطَانِ سَبِيلًا، يَا قَاضِيَ حَوَائِجِ السَّائِلِينَ.”.
  • الصيغة الثانية: “اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي فِيهِ أَبْوَابَ فَضْلِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ فِيهِ بَرَكَاتِكَ، وَوَفِّقْنِي فِيهِ لِمُوجِبَاتِ مَرْضَاتِكَ، وَأَسْكِنِّي فِيهِ بُحْبُوحَةَ جَنَّاتِكَ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ.”.

تنبيه هام وإخلاء مسؤولية: هذه الصيغ المخصصة لأيام معينة هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، وفيها غنى عن غيرها، كما أن الفضائل المروية لهذه الأدعية (مثل تنوير القبر أو المرور على الصراط كالبرق) لا أصل لها في الأحاديث الصحيحة.

ما حكم تخصيص كل يوم من رمضان بدعاء معين؟

أوضح أهل العلم أن تخصيص كل يوم من أيام رمضان بدعاء محدد، واعتقاد أن هذا من السنة أو أن له فضلاً خاصاً مرتبطاً بهذا اليوم، هو أمر مُحدث لا أصل له في الشرع، والأفضل للمسلم أن يدعو بالأدعية الثابتة الجامعة، أو بما يفتح الله عليه من خيري الدنيا والآخرة، دون التقيد بصيغة لم ترد في الشرع ليوم معين.

أدعية عامة جامعة يمكن الدعاء بها في رمضان وغيره

يمكن للمسلم أن يدعو بهذه الصيغ العامة التي تجمع الخير، في أي وقت من أوقات الإجابة، خاصة في ليالي رمضان المباركة:

  • اللَّهُمَّ اجعل لنا في هذا الشهر الكريم نصيبًا من كل خير تنزله، وامنحنا فيه لذة ذكرك وشكر نعمتك، واحفظنا بحفظك يا أرحم الراحمين.
  • اللَّهُمَّ اغفر لنا زلاتنا وتجاوز عن أخطائنا، واملأ قلوبنا بالسكينة والطمأنينة، واجعلنا من عبادك المخلصين الذين يرجون رحمتك ويخشون عذابك.
  • اللَّهُمَّ فرِّج هم المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الرا-حمين.
  • اللَّهُمَّ اجعل لي في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، ومن أمامي نورًا، ومن خلفي نورًا، واجعل في نفسي نورًا، وأعظم لي نورًا.

أبرز الأعمال الصالحة في العشر الأواخر من رمضان

شهر رمضان هو شهر البركة والخير، وتتضاعف فيه أجور الأعمال الصالحة، لذا، يُوصى بالاجتهاد في الطاعات، ومن أبرزها:

  • الصدقة: بذل الجهد في التصدق على المحتاجين والفقراء، فالصدقة في رمضان لها فضل عظيم.
  • إفطار الصائمين: الحرص على إفطار الصائمين، فمن فطر صائمًا كان له مثل أجره.
  • بر الوالدين: زيادة البر بالوالدين وطاعتهما، فذلك من أعظم القربات.
  • الإكثار من ذكر الله: شغل اللسان بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والاستغفار.
  • تحري ليلة القدر: الاجتهاد في العبادة في الليالي الوترية من العشر الأواخر، ففيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
  • الاعتكاف: وهو لزوم المسجد للعبادة، وهو من السنن النبوية المؤكدة في العشر الأواخر.
  • قراءة القرآن الكريم: التفرغ لتلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه، بهدف ختمه في هذا الشهر الفضيل.
  • تصفية القلوب: المسامحة والمصالحة وتنقية القلب من الأحقاد والضغائن.

فضل الأعمال الصالحة في شهر رمضان المبارك

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء في العشر الأواخر من رمضان؟

أفضل دعاء هو ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: “اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”، وهو دعاء جامع ومناسب لطلب المغفرة في ليلة القدر، إضافة إلى ذلك، يُستحب الدعاء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة الصحيحة.

هل يجوز الدعاء بالأدعية المنتشرة لكل يوم من رمضان؟

لا يجوز اعتقاد أن هذه الأدعية سنة أو أن لها فضلاً خاصاً مرتبطاً بيوم معين، لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما إذا دعا بها المسلم على أنها دعاء عام، دون تخصيص أو اعتقاد بفضل معين، فالأمر أخف، ولكن الأفضل والأكمل هو الالتزام بالأدعية الثابتة والمأثورة.

ما هو البديل الصحيح لأدعية رمضان اليومية المنتشرة؟

البديل الصحيح هو الدعاء بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، هذه الأدعية مباركة وجامعة لخيري الدنيا والآخرة، يمكن للمسلم أن يختار منها ما يناسب حاله ويدعو به في كل وقت، خاصة في أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وعند الإفطار وفي السجود.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات