دعاء جبر كسر العظام لتخفيف الألم الشديد

يُعد الألم الجسدي، خاصة الناتج عن كسر العظام، من التجارب الشاقة التي تؤثر على حياة الإنسان اليومية، وتلزمه الفراش لفترات قد تطول حتى يلتئم الكسر، في هذه الأوقات، يصبح الدعاء واللجوء إلى الله تعالى مصدرًا عظيمًا للطمانينة والسكينة، ووسيلة لطلب الشفاء وتخفيف الألم، مصداقًا لقوله تعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام:

“وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” [الشعراء: 80]

إن اليقين بأن الشفاء بيد الله وحده يعزز من الصبر والقدرة على تحمل الابتلاء، وفيما يلي مجموعة من الأدعية الصحيحة والمأثورة التي يُستحب للمريض الدعاء بها، مع بيان مصادرها الشرعية.

أدعية صحيحة ومأثورة عند الألم والمرض

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي جامعة للخير والبركة، ومن هذه الأدعية المباركة التي تناسب كل مرض وألم:

1، الدعاء النبوي العام للشفاء

كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة المريض أن يدعو له بهذا الدعاء الشامل:

“اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ، واشْفِ، أَنْتَ الشَّافي لا شِفَاءَ إِلاَّ شِفاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقماً”

المصدر: متفق عليه (رواه البخاري ومسلم)، هذا الدعاء من أصح الأدعية وأجمعها لطلب الشفاء، حيث يتوسل فيه العبد إلى الله تعالى بأنه رب الناس القادر على إذهاب المرض، وأنه الشافي الحقيقي الذي لا شفاء إلا شفاؤه.

2، دعاء عند الشعور بالألم في الجسد

إذا شعر المسلم بألم في أي موضع من جسده، يُسن له أن يضع يده على مكان الألم ويدعو بالدعاء الذي علّمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم:

  1. قل: “بِسْمِ اللهِ” (ثلاث مرات).
  2. ثم قل:

    “أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ”

    (سبع مرات).

المصدر: صحيح مسلم، هذا الدعاء فيه استعاذة مباشرة بالله وقدرته من شر الألم الحاضر وما قد يترتب عليه مستقبلًا، وهو من أعظم أسباب تسكين الأوجاع بإذن الله.

دعاء مكتوب لجبر الكسور وتخفيف الألم

صيغ دعاء عامة لجبر الكسور وتخفيف الألم

بعد الالتزام بالأدعية المأثورة، يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يفتح عليه من صيغ عامة تناسب حالته، بقلب خاشع ويقين في الإجابة، وهذه بعض الأمثلة على أدعية عامة يمكن الاستئناس بها:

  • “اللَّهُمَّ يَا جَابِرَ الْعِظَامِ الْكَسِيرَةِ، وَيَا مُيَسِّرَ كُلِّ عَسِيرٍ، اجْبُرْ كَسْرِي، وَخَفِّفْ أَلَمِي، وَارْزُقْنِي شِفَاءً عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ.”.
  • “رَبِّ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ اكْشِفْ مَا بِي مِنْ ضُرٍّ، وَأَلْبِسْنِي ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ.”.
  • “اللَّهُمَّ يَا مُنْزِلَ الشِّفَاءِ، وَيَا رَافِعَ الْبَلَاءِ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الشَّافِي أَنْ تُعَافِيَنِي فِي بَدَنِي، وَتَجْبُرَ عَظْمِي، وَتُعِيدَ إِلَيَّ قُوَّتِي.”.
  • “اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَاءَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِي، وَرِفْعَةً فِي دَرَجَاتِي، وَزِيَادَةً فِي إِيمَانِي وَيَقِينِي بِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.”.

تنبيه هام وحكم الأدعية المخصصة لجبر الكسور

تنبيه هام: الصيغ المذكورة في القسم السابق هي أمثلة على الدعاء العام الذي يجوز للمسلم أن يدعو به، لكن يجب العلم أنه لم يثبت في السنة النبوية دعاء بلفظ محدد مخصص لجبر كسر العظام على وجه الخصوص، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة من أدعية عامة للشفاء والمرض، وهي كافية ومباركة وشاملة لكل داء بإذن الله.

الجمع بين الأسباب: العلاج الطبي والدعاء

يؤكد الإسلام على مبدأ الأخذ بالأسباب المادية مع التوكل على الله، فلا يغني الدعاء عن زيارة الطبيب المختص، واتباع تعليماته، وتناول العلاج اللازم، فالمسلم يجمع بين سبب الشفاء المادي (العلاج) وسبب الشفاء الروحي (الدعاء)، موقنًا أن الشافي الحقيقي هو الله وحده، وأن هذه الأسباب ما هي إلا وسائل سخرها الله لعباده.

أدعية مأثورة للشفاء من المرض والألم

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول دعاء الشفاء من الكسور

هل يوجد دعاء مخصص لجبر العظام في السنة النبوية؟

لا، لم يرد في السنة النبوية الصحيحة دعاء بلفظ معين مخصص لجبر العظام، ولكن يُشرع للمسلم أن يدعو بالأدعية النبوية العامة للشفاء من الأمراض والأسقام، فهي تشمل جميع العلل بإذن الله.

ما هو أفضل وقت للدعاء بالشفاء؟

يستجاب الدعاء في كل وقت، ولكن هناك أوقات يُرجى فيها القبول أكثر من غيرها، مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، ويوم الجمعة، كما أن دعاء المريض لنفسه ودعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب من الأدعية المستجابة بإذن الله.

هل يجب الالتزام بالصيغ المذكورة فقط؟

الأفضل والأكمل هو الدعاء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة، ومع ذلك، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يناسب حالته وبأي لغة، ما دام المعنى صحيحًا ولا يحتوي على محظور شرعي، فالله سبحانه وتعالى يفهم حاجة عبده ويجيب دعاءه.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات