الأخت هي نعمة عظيمة وسندٌ وعون، ورابطة الأخوّة من أسمى العلاقات التي حثّ الإسلام على توطيدها، والدعاء للأخت بظهر الغيب من أعظم صور المحبة والصلة، فهو تعبير صادق عن الاهتمام، وسببٌ لنيل الأجر والبركة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعَا لأَخِيهِ بخَيْرٍ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ وَلَكَ بمِثْلٍ.”
(صحيح مسلم، 2733)، وفيما يلي نستعرض أدعية جامعة من القرآن والسنة، وصيغاً عامة يمكن الدعاء بها للأخت في مختلف الأحوال.
أدعية جامعة من القرآن والسنة للأهل والأحبة
الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله، فهي الأدعية الأكثر بركة والأعظم أثراً، يمكن الدعاء بهذه الأدعية الشاملة للأخت ولسائر الأهل:
- دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة: وهو من أكثر أدعية النبي صلى الله عليه وسلم.
“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.”
[البقرة: 201].
- دعاء لطلب العافية:
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي.”
(سنن أبي داود، حديث صحيح).
- دعاء بصلاح الحال والذرية:
“رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.”
[الأحقاف: 15].
أدعية عامة للأخت خلال شهر رمضان
شهر رمضان هو شهر الدعاء والرحمات، وتخصيص الأخت بدعوات طيبة في هذا الشهر الفضيل من أجمل صور صلة الرحم، وهذه بعض الصيغ العامة التي يمكن الدعاء بها:
- اللَّهُمَّ بَلِّغْ أُخْتِي رَمَضَانَ وَهِيَ فِي أَحْسَنِ حَالٍ، وَارْزُقْهَا فِيهِ قَلْبًا خَاشِعًا، وَعَمَلًا مَقْبُولًا، وَذَنْبًا مَغْفُورًا، وَاجْعَلْهَا مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ.
- يَا رَبِّ، أَسْأَلُكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ أَنْ تَفْتَحَ لِأُخْتِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَأَنْ تُيَسِّرَ لَهَا أَمْرَهَا، وَأَنْ تَشْرَحَ صَدْرَهَا، وَأَنْ تَجْعَلَ السَّعَادَةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ رَفِيقَتَيْهَا.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ رَمَضَانَ فَاتِحَةَ خَيْرٍ لِأُخْتِي، وَبِدَايَةً لِتَحْقِيقِ أُمْنِيَاتِهَا، وَارْزُقْهَا فِيهِ رَاحَةَ الْبَالِ، وَسَكِينَةَ النَّفْسِ، وَصَلَاحَ الْحَالِ.
- يَا كَرِيمُ، أَكْرِمْ أُخْتِي بِقَبُولِ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا، وَضَاعِفْ لَهَا الْأَجْرَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهَا، وَاجْعَلْهَا مِمَّنْ يَنَالُونَ فَضْلَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ.
- اللَّهُمَّ احْفَظْ لِي أُخْتِي وَأَدِمْ وُجُودَهَا فِي حَيَاتِي، وَبَارِكْ لَهَا فِي عُمْرِهَا وَصِحَّتِهَا وَأَهْلِهَا، وَاجْمَعْنِي بِهَا فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ.
تنبيه هام بخصوص الأدعية العامة
تنبيه: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي من الأدعية العامة التي لم ترد بنصها المحدد في السنة النبوية الشريفة، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهو كافٍ وشامل ومبارك، ويجوز للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من صيغ لا تخالف الشرع، ما دامت معانيها صحيحة، مع اليقين بأن الأدعية المأثورة هي الأفضل والأكمل.
دعاء لشفاء الأخت المريضة
إذا مرضت الأخت، فالدعاء لها من أعظم أسباب الشفاء بإذن الله، يُستحب البدء بالأدعية النبوية المأثورة للرقية والشفاء، ثم الدعاء بما يفتح الله به على الداعي.
الدعاء المأثور من السنة النبوية:
- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضاً يقول:
“اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا.”
(صحيح البخاري، 5743).
- ويمكن وضع اليد على مكان الألم والدعاء:
“بِاسْمِ اللهِ (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)، أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ (سَبْعَ مَرَّاتٍ).”
(صحيح مسلم، 2202).
صيغ دعاء عامة للشفاء:
يمكن أيضاً الدعاء بهذه الصيغ العامة مع استحضار نية الشفاء للأخت:
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَصِفَاتِكَ الْعُلَا أَنْ تَمُنَّ عَلَى أُخْتِي بِالشِّفَاءِ الْعَاجِلِ، وَأَنْ تُلْبِسَهَا ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ.
- يَا رَبِّ، خَفِّفْ عَنْ أُخْتِي كُلَّ أَلَمٍ، وَارْفَعْ عَنْهَا كُلَّ سَقَمٍ، وَاجْعَلْ مَرَضَهَا كَفَّارَةً لِذُنُوبِهَا وَرِفْعَةً فِي دَرَجَاتِهَا.
- اللَّهُمَّ رُدَّ إِلَى أُخْتِي عَافِيَتَهَا، وَبَارِكْ لَهَا فِي صِحَّتِهَا، وَاحْفَظْهَا بِحِفْظِكَ يَا مَنْ لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ.
المصادر والمراجع
- سورة البقرة، الآية 201.
- سورة الأحقاف، الآية 15.
- صحيح مسلم، حديث رقم 2733، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- صحيح البخاري، حديث رقم 5743، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- صحيح مسلم، حديث رقم 2202، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن أبي داود، حديث رقم 5090، وصححه الألباني، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
أسئلة شائعة حول الدعاء للأخت
هل يجوز الدعاء للأخت بالصيغ العامة المنتشرة؟
نعم، يجوز الدعاء بصيغ عامة لم ترد في السنة، بشرط أن تكون معانيها صحيحة ولا تخالف العقيدة الإسلامية، ومع ذلك، يبقى الدعاء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة هو الأفضل والأكمل والأعظم أجراً.
ما هو أفضل وقت للدعاء للأخت؟
يمكن الدعاء في كل وقت، ولكن هناك أوقات يُرجى فيها إجابة الدعاء أكثر من غيرها، مثل: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وعند الإفطار في رمضان، والدعاء للأخت بظهر الغيب في أي وقت هو عمل صالح ومستجاب بإذن الله.
هل هناك دعاء مأثور مخصص للأخت تحديداً؟
لم يرد في السنة النبوية دعاء مخصص بلفظه للأخت فقط، ولكن الأدعية العامة الواردة في القرآن والسنة للأهل والمسلمين تشملها، مثل دعاء “ربنا آتنا في الدنيا حسنة…” أو “اللهم أصلح لي في أهلي…”، ويمكن للمسلم أن يخصص أخته بالدعاء عند ذكر هذه الأدعية العامة.
