دعاء صلاة التسابيح مكتوب

يَبحث الكثير من المسلمين عن الكيفية الصحيحة لأداء صلاة التسابيح والدعاء فيها، وهي صلاة نافلة ورد في فضلها حديثٌ اختلف أهل العلم في درجة صحته، تُعرف هذه الصلاة بكثرة التسبيح فيها، ويراها من عمل بها سبيلاً لمغفرة الذنوب وتفريج الكروب، يُستحب أداؤها في الأوقات التي لا تُكره فيها الصلاة، ويزداد الحرص عليها في الأوقات الفاضلة كليالي رمضان.

كيفية أداء صلاة التسابيح كما وردت في الحديث

صلاة التسابيح هي صلاة نافلة محددة بأربع ركعات، وتتميز بتكرار صيغة تسبيح معينة (300 مرة) في أركانها المختلفة، الطريقة الموصوفة في الحديث لأدائها هي كالتالي:

  • تُصلى أربع ركعات، إما بتسليمة واحدة في النهاية، أو بتسليمتين (ركعتين ثم ركعتين)، والخيار الثاني أرجح عند بعض أهل العلم.
  • في كل ركعة، بعد قراءة سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن، وقبل الركوع، يقول المصلي: “سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ” (15 مرة).
  • ثم يركع، وبعد قول “سبحان ربي العظيم”، يكرر التسبيحات السابقة (10 مرات).
  • ثم يرفع من الركوع، وبعد قول “سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد”، يكرر التسبيحات (10 مرات).
  • ثم يسجد، وبعد قول “سبحان ربي الأعلى”، يكرر التسبيحات (10 مرات).
  • ثم يرفع من السجود ويجلس بين السجدتين، ويكرر التسبيحات (10 مرات).
  • ثم يسجد السجدة الثانية، ويكرر التسبيحات (10 مرات).
  • ثم يجلس بعد السجدة الثانية وقبل القيام للركعة التالية (وهي جلسة الاستراحة)، ويكرر التسبيحات (10 مرات).

بذلك يكون مجموع التسبيحات في كل ركعة (75 تسبيحة)، وفي الأربع ركعات (300 تسبيحة).

كيفية أداء صلاة التسابيح وعدد التسبيحات في كل ركن

حكم صلاة التسابيح والحديث الوارد فيها

الأصل في العبادات أنها توقيفية، أي لا تُشرع إلا بدليل صحيح من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة، وقد ورد في صلاة التسابيح حديث عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمّه العباس بن عبد المطلب:

“يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّاهُ، أَلَا أُعْطِيكَ؟ أَلَا أَمْنَحُكَ؟ أَلَا أَحْبُوكَ؟..، ” فذكر له كيفية الصلاة وفضلها بأن الله يغفر له ذنبه “أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ”.

وقد اختلف العلماء في الحكم على هذا الحديث، وبالتالي في مشروعية الصلاة نفسها، على قولين رئيسيين:

  1. فريق يصحح الحديث أو يحسنه: ومنهم الإمام عبد الله بن المبارك، وابن حجر العسقلاني، والألباني، وبناءً على ذلك، يرون أن صلاة التسابيح مستحبة ومشروعة.
  2. فريق يضعف الحديث: ومنهم الإمام أحمد بن حنبل، وابن تيمية، وابن القيم الجوزية، والشيخ ابن عثيمين، ويرون أن الحديث لا يصح، وأن في كيفية الصلاة مخالفة لهيئة الصلاة المعتادة، وعليه فإن الصلاة بهذه الكيفية غير مشروعة.

تنبيه هام: نظراً لهذا الخلاف المعتبر بين أهل العلم، فمن أراد أن يعمل بها أخذاً بقول من صحح الحديث فلا حرج عليه، ومن تركها أخذاً بقول من ضعف الحديث فهو على خير، والأولى للمسلم أن يحرص على النوافل الثابتة التي لا خلاف فيها، كقيام الليل والسنن الرواتب وصلاة الضحى.

الدعاء في صلاة التسابيح

لم يرد في الحديث المروي عن صلاة التسابيح دعاءٌ محددٌ يُقال بعدها، والدعاء عبادة عظيمة، يمكن للمسلم أن يدعو الله بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة في أي وقت، خاصة في مواطن إجابة الدعاء كالسجود في الصلاة وقبل التسليم منها.

لذلك، يمكن لمن يصليها أن يدعو بما فتح الله عليه من الأدعية الجامعة، والأفضل هو الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ومن أمثلتها:

  • من القرآن الكريم:

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201].

    .

  • من السنة النبوية:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى” (رواه مسلم).

    .

  • من الأدعية الجامعة:

    “اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ” (رواه أبو داود، حديث صحيح).

    .

أدعية جامعة من القرآن والسنة يمكن الدعاء بها في السجود

فضل صلاة التسابيح كما ورد في الحديث

ذكر الحديث المروي في شأن صلاة التسابيح فضلاً عظيماً لمن يؤديها، حيث يُرجى له مغفرة الذنوب بشكل شامل، ومن الفضائل المذكورة في نص الحديث:

  • مغفرة شاملة للذنوب: نص الحديث على أن الله يغفر لمن صلاها “أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ”.
  • تفريج الهموم وقضاء الحوائج: وإن لم يرد ذلك في نص الحديث، إلا أن الصلاة عموماً والدعاء والذكر خصوصاً من أعظم أسباب تفريج الكروب وانشراح الصدور.

ملاحظة: هذا الفضل مرتبط بصحة الحديث، وكما ذكرنا، صحة الحديث محل خلاف بين العلماء.

فضل صلاة التسابيح في مغفرة الذنوب كما ورد في الحديث

التوقيت المناسب لأداء صلاة التسابيح

باعتبارها من صلاة النافلة، يمكن أداء صلاة التسابيح في أي وقت من ليل أو نهار، إلا في أوقات الكراهة التي نهى الشرع عن الصلاة فيها، وهذه الأوقات هي:

  • من بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس قدر رمح (حوالي 15-20 دقيقة بعد الشروق).
  • عندما تكون الشمس في كبد السماء (وقت الظهيرة) حتى تزول قليلاً نحو الغرب.
  • من بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس تماماً.

ويستحب أداؤها في الأوقات التي يُرجى فيها القبول، مثل جوف الليل أو بين الأذان والإقامة، أو في الأيام والليالي المباركة.

المصادر والمراجع

  • سورة البقرة، الآية 201.
  • حديث صلاة التسابيح، سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب صلاة التسابيح، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
  • حديث “اللهم إني أسألك الهدى والتقى”، صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار.
  • حديث “اللهم أعني على ذكرك”، سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب في استفتاح الصلاة.

أسئلة شائعة

ما هو الحكم النهائي في صلاة التسابيح؟

لا يوجد حكم نهائي متفق عليه، المسألة خلافية بين أهل العلم؛ فمنهم من صحح حديثها واستحبها، ومنهم من ضعفه ورأى عدم مشروعيتها، والأمر فيه سعة، فمن فعلها لا يُنكر عليه، ومن تركها فلا حرج عليه.

هل هناك دعاء مخصص لصلاة التسابيح؟

لا، لم يثبت دعاء معين ومخصص لصلاة التسابيح، يمكن للمصلي أن يدعو بما يشاء من الأدعية العامة والمأثورة من القرآن والسنة، خاصة في مواطن الإجابة كالسجود.

هل يمكن أداء صلاة التسابيح جماعة؟

الأصل في النوافل أن تُصلى فرادى، وهو الأفضل، ولا مانع من صلاتها جماعة أحياناً للتعليم أو التشجيع، ولكن دون أن يتخذ ذلك عادة راتبة.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات