دعاء غفلة الموت مكتوب اللهم اني اعوذ بك من موت الغفلة

إن تذكُّر الموت والاستعداد له من أعظم العبادات التي تصلح قلب المسلم وتدفعه إلى التوبة والإنابة إلى الله تعالى، فالموت حقيقة آتية لا محالة، والعاقل من عمل لما بعده، وسأل الله دائمًا الثبات على دينه وحُسن الخاتمة، وفيما يلي استعراض لأدعية صحيحة ومأثورة يُستحب للمسلم أن يلهج بها، مع بيان مصادرها وكيفية الاستعداد للقاء الله.

أدعية صحيحة من القرآن والسنة لطلب حُسن الخاتمة

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي فيها الكفاية والخير، ومن ذلك:

  • دعاء نبي الله يوسف عليه السلام: وهو من أجمع الأدعية لطلب الوفاة على الإسلام، حيث دعا ربه قائلًا:

    “فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ”

    (سورة يوسف، الآية: 101).

  • دعاء لطلب الثبات على الحق: فالثبات على الإيمان حتى الممات هو أساس حُسن الخاتمة.

    “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”

    (سورة آل عمران، الآية: 8).

  • دعاء الاستعاذة من سوء الميتة: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة من الميتة السيئة وميتة الفجأة.

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي، وَالْهَدْمِ، وَالْغَرَقِ، وَالْحَرِيقِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا”

    (رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني).

دعاء مكتوب للحماية من موت الغفلة وطلب حسن الخاتمة

أمثلة على صيغ دعاء عامة للوقاية من موت الغفلة

يتداول الناس بعض الصيغ الدعائية التي تحمل معانٍ طيبة في طلب حُسن الخاتمة والنجاة من الموت على غفلة، يمكن الدعاء بها وبغيرها ما لم تتضمن محظورًا شرعيًا، مع العلم أن الأكمل هو الالتزام بالمأثور، ومن هذه الصيغ:

  • اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَارِنَا أَوَاخِرَهَا، وَخَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمَهَا، وَخَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ.
  • يَا رَبِّ، إِنَّا نَسْأَلُكَ حُسْنَ الخَاتِمَةِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ الخَاتِمَةِ وَمَوْتِ الغَفْلَةِ.
  • اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ حَتَّى نَلْقَاكَ وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا.
  • اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ المَوْتِ، وَشَهَادَةً عِنْدَ المَوْتِ، وَجَنَّةً بَعْدَ المَوْتِ.

تنبيه وإخلاء مسؤولية

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه بهذه الكيفية المحددة، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة، وفيها غُنية عن غيرها.

كيفية الاستعداد للموت وحُسن الخاتمة

الاستعداد للموت ليس بمجرد الدعاء، بل هو منهج حياة يتبعه المسلم، يجمع بين العمل الصالح والخوف والرجاء، ومن أهم سبل الاستعداد:

1، التوبة النصوح

  • يجب على المسلم أن يبادر بالتوبة الصادقة من جميع الذنوب والمعاصي، وألا يسوّف أو يؤجل، فإنه لا يدري متى يأتيه الأجل، قال تعالى:

    “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ”

    (سورة التحريم، الآية: 8).

2، الإكثار من الاستغفار والذكر

  • المداومة على ذكر الله واستغفاره تطهّر القلب وتجعله متصلًا بخالقه، ومن صيغ الاستغفار المأثورة: “أَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ”، فاللسان الرطب بذكر الله يُرجى له أن يُختم له على ذلك.

3، حُسن الظن بالله تعالى

  • من أهم أعمال القلوب عند الاحتضار هو إحسان الظن بالله تعالى، بأن يثق العبد برحمة الله ومغفرته وعفوه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ”

    (رواه مسلم).

4، العمل الصالح والمداومة عليه

  • من عاش على شيء مات عليه، فمن داوم على الطاعات، كالصلوات في وقتها، والصدقة، وقراءة القرآن، يُرجى له أن يُختم له بعمل صالح يُرضي الله عنه.

تنزيل الأدعية بصيغة PDF

لتحميل نسخة من الأدعية الواردة في هذا المقال بصيغة PDF، يمكنك النقر على الرابط التالي: “تحميل من هنا“.

أدعية للشباب بالثبات والوقاية من الغفلة

فترة الشباب هي فترة القوة والنشاط، وهي أثمن فرصة لاغتنام العمر في طاعة الله قبل المشيب والضعف، ومن الأدعية العامة المناسبة للشباب لطلب الهداية والثبات:

  • اللَّهُمَّ احْفَظْ شَبَابَ المُسْلِمِينَ، وَثَبِّتْهُمْ عَلَى دِينِكَ، وَاصْرِفْ عَنْهُمْ الفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
  • يَا رَبِّ، نَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ شَبَابَنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ لَنَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَأَنْ تَرْزُقَهُمُ البِرَّ وَالصَّلَاحَ وَالعِفَّةَ.
  • اللَّهُمَّ اهْدِ شَبَابَ المُسْلِمِينَ، وَجَنِّبْهُمُ الغَفْلَةَ وَالكَسَلَ، وَاجْعَلْ خَاتِمَتَهُمْ عَلَى الإِيمَانِ وَأَنْتَ رَاضٍ عَنْهُمْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

أدعية للشباب المسلم للثبات على الدين والنجاة من سوء الخاتمة

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

س1: هل ورد دعاء مخصص باسم “دعاء موت الغفلة”؟

ج: لم يرد في السنة النبوية دعاء مخصص بهذا الاسم، ولكن وردت أدعية جامعة بالاستعاذة من سوء الميتة وميتة الفجأة، وطلب الثبات على الدين، وسؤال الله حُسن الخاتمة، وهي تغني عن غيرها.

س2: ما هو أفضل ما يقال للاستعداد للموت؟

ج: أفضل ما يُعين على الاستعداد للموت هو المداومة على ذكر الله، وخاصة كلمة التوحيد “لا إله إلا الله”، مع الإكثار من الاستغفار، والتوبة الصادقة، والدعاء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة لطلب حُسن الخاتمة.

س3: ما حكم الدعاء بصيغ لم ترد في السنة؟

ج: يجوز الدعاء بصيغ من إنشاء الإنسان طالما أن معناها صحيح ولا تخالف الشرع، ولكن الأفضل والأكمل والأكثر بركة هو الالتزام بالأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، لأنها جامعة للمعاني، سليمة المبنى، وقد دعا بها من هو أعلم بالله، وهو النبي صلى الله عليه وسلم.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات