نص 29 دعاء قيام الليل المستجاب قبل الفجر للفرج والرزق السريع

 

تُعَدُّ صلاة الليل من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، فهي فرصة للخلوة والمناجاة، وتعميق الصلة بالخالق سبحانه، إن الوقوف بين يدي الله في جوف الليل، خاصة في وقت السحر، يملأ القلب طمأنينة وسكينة، ويجعل الإنسان أكثر قربًا من ربه، والمداومة عليها لها أثر مبارك في حياة المسلم وتوفيقه، ويتضاعف فضلها في الأوقات المباركة كشهر رمضان، حيث تُرفع الدعوات وتُجاب المسائل.

دعاء صلاة الليل الثابت عن النبي ﷺ

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان له أدعية ثابتة في صلاته بالليل، ومن أجمعها وأشهرها ما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

“كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ – أَوْ: لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ”، (متفق عليه)

أدعية مأثورة من السنة النبوية لصلاة قيام الليل

وقت صلاة قيام الليل وكيفيتها

يبدأ وقت صلاة قيام الليل بعد أداء فريضة العشاء ويمتد حتى قبيل طلوع الفجر، وأفضل أوقاتها هو الثلث الأخير من الليل، لما ورد في الحديث الصحيح عن نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله، فيجيب دعاء السائلين ويغفر للمستغفرين.

  • عن عائشة رضي الله عنها:

    “مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا”، (متفق عليه)

    .

وصلاة الليل ليس لها عدد محدد من الركعات، فيصلي المسلم ما شاء مثنى مثنى، ثم يوتر بواحدة في آخر صلاته، ويجوز توزيع الركعات على مدار الليل، فيصلي المرء جزءًا بعد العشاء، ثم يستريح أو يقضي بعض شؤونه، ثم يعود لإكمال صلاته قبل الفجر.

أدعية نبوية مأثورة في صلاة الليل

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية كان يدعو بها في مواضع مختلفة من صلاته بالليل، وهي كافية ومباركة، ومنها:

دعاء طلب النور

“اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا”، (رواه مسلم)

دعاء الرفع من الركوع

“رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ العَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ: اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ”، (رواه مسلم)

من أدعية السجود

“اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ”، (رواه مسلم)

“سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي”، (متفق عليه)

دعاء بين السجدتين

“رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْفَعْنِي، وَارْزُقْنِي، وَاهْدِنِي”، (رواه الترمذي وأبو داود، حديث حسن)

دعاء قبل التسليم (بعد التشهد الأخير)

“اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ”، (متفق عليه)

فضل الدعاء في الثلث الأخير من الليل

أدعية عامة يمكن الدعاء بها في قيام الليل

بالإضافة إلى الأدعية المأثورة، يجوز للمسلم أن يدعو بما يفتح الله به عليه من خيري الدنيا والآخرة، وبما يناسب حاجته، وفيما يلي أمثلة على صيغ عامة يمكن الاستئناس بها للدعاء في أمور مختلفة كالرزق والنجاح والذرية وغيرها.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي أدعية عامة ومما يجوز الدعاء به، ولكنها لم تثبت بنصها المحدد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، والأصل والأكمل هو الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي جامعة للخير وكافية ومباركة، أو أن يدعو المسلم بحاجته بأسلوبه وصدق توجهه إلى الله.

أدعية للنجاح في الدراسة

  • “اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَهْمَ النَّبِيِّينَ، وَحِفْظَ المُرْسَلِينَ، وَإِلْهَامَ المَلَائِكَةِ المُقَرَّبِينَ”.
  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ مَا قَرَأْتُ وَمَا حَفِظْتُ وَمَا تَعَلَّمْتُ، فَرُدَّهُ إِلَيَّ عِنْدَ حَاجَتِي إِلَيْهِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.

أدعية للأبناء

  • “اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي، اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِمْ، وَاجْعَلْهُمْ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاجْعَلْهُمْ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الحَافِظِينَ لِكِتَابِكَ العَامِلِينَ بِهِ”.
  • “رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ”.

“رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” [الفرقان: 74]

أدعية للرزق وتيسير الأمور

  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”، (رواه البخاري)

    .

  • “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” [آل عمران: 26]

    ، يمكن الدعاء بهذه الآية والتوسل إلى الله بمعانيها.

  • “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ”، (رواه الترمذي، حديث حسن).

أدعية لطلب الذرية

“رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ” [الأنبياء: 89]

“رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ” [الصافات: 100]

أدعية للشفاء والعافية

  • “أَسْأَلُ اللهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَنِي”، (تُقال سبع مرات).
  • “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا”، (متفق عليه).

أهمية قيام الليل في التقرب إلى الله واستجابة الدعاء

فضل قيام الليل وأهميته

صلاة الليل من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ولها فضائل عظيمة تعود على المسلم في دينه ودنياه، من أبرز فوائدها:

  • القرب من الله: هي من أعظم أسباب القرب من الله تعالى ونيل محبته، وهي دأب الصالحين قبلنا.
  • مغفرة الذنوب: قيام الليل سبب في تكفير السيئات ومحو الخطايا.
  • استجابة الدعاء: الثلث الأخير من الليل وقت مبارك تُرجى فيه إجابة الدعاء، كما صح في الحديث النبوي.
  • نور في الوجه والقلب: المداومة على قيام الليل تمنح صاحبها نورًا في وجهه، وسكينة في قلبه، وانشراحًا في صدره.
  • النهي عن الإثم: تعين صاحبها على غض البصر، وحفظ اللسان، والبعد عن المعاصي، لما تغرسه في القلب من خشية الله ومراقبته.

دعاء القنوت في الوتر

يُسن للمسلم أن يقنت في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر، ويدعو بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه علّمه للحسن بن علي رضي الله عنهما:

“اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ”، (رواه أصحاب السنن، حديث صحيح)

أدعية العشر الأواخر وليلة القدر

تتأكد العناية بقيام الليل والدعاء فيه في العشر الأواخر من رمضان تحريًا لليلة القدر، وأعظم ما يُدعى به في هذه الليلة المباركة هو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سألته:

“قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”، (رواه الترمذي، حديث صحيح)

ومن الأدعية الجامعة التي يُحسن الدعاء بها في هذه الليالي:

  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ”، (رواه مسلم)

    .

“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201]

أدعية ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

ما هو أفضل وقت لصلاة قيام الليل؟

أفضل وقتها هو الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت الذي يسبق أذان الفجر، لأنه وقت النزول الإلهي الذي تُرجى فيه إجابة الدعاء ومغفرة الذنوب.

كم عدد ركعات صلاة قيام الليل؟

ليس لها عدد محدد، فيجوز للمسلم أن يصلي ما يشاء من الركعات، والأفضل أن تكون مثنى مثنى (ركعتين ركعتين)، ويختم صلاته بركعة وتر، وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم الغالب هو إحدى عشرة ركعة.

هل يجب الالتزام بالأدعية المأثورة فقط في قيام الليل؟

لا يجب ذلك، الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة هو الأفضل والأكمل، ولكن يجوز للمسلم أن يدعو بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة وبما يناسب حاجته، ما لم يكن في دعائه إثم أو قطيعة رحم.

هل دعاء القنوت واجب في صلاة الوتر؟

دعاء القنوت في الوتر سنة مستحبة وليس واجبًا، فمن فعله أُجر ومن تركه فصلاته صحيحة.

كيفية أداء صلاة قيام الليل والدعاء فيها

 

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات