دعاء لابي المتوفي في العشر الأوائل من ذي الحجة مكتوب

يُعد الدعاء للأب المتوفى من أعظم أعمال البر والوفاء التي يصل أثرها إليه بعد وفاته، وتزداد أهمية هذا العمل الصالح في الأوقات المباركة كالعشر الأوائل من ذي الحجة، فهذه الأيام أقسم الله بها في كتابه لعظيم فضلها، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من غيرها، إن الدعاء للوالد في هذه الأيام الفاضلة يعكس أسمى معاني الحب، وهو هدية ثمينة يصل ثوابها للميت بإذن الله، وتكون سببًا في رفع درجاته وتكفير سيئاته.

أدعية مأثورة من القرآن والسنة للأب المتوفى

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذه الأدعية هي الأجمع للخير والأعظم بركة، وفيما يلي بعض الأدعية الصحيحة التي يمكن الدعاء بها للأب المتوفى:

1، أدعية من القرآن الكريم

يمكن الدعاء بالآيات القرآنية التي تحمل معاني الرحمة والمغفرة للوالدين، ومنها:

  • دعاء طلب الرحمة للوالدين كما ورد في سورة الإسراء:

    “رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” [الإسراء: 24].

    .

  • دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لوالديه وللمؤمنين:

    “رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ” [إبراهيم: 41].

    .

2، أدعية من السنة النبوية المطهرة

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية جامعة تُقال للميت عند الصلاة عليه أو في أوقات الدعاء المختلفة، وهي من أفضل ما يُدعى به للأب المتوفى:

  • الدعاء المأثور في صلاة الجنازة، وهو دعاء شامل بالمغفرة والرحمة:

    “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ”، (رواه مسلم)

    .

  • دعاء للموتى من المسلمين جميعًا، وهو يشمل الأب:

    “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِسْلامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ”، (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)

    .

دعاء للأب المتوفى في العشر الأوائل من ذي الحجة مكتوب

صيغ دعاء عامة للأب المتوفى

إلى جانب الأدعية المأثورة، يجوز للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من صيغ طيبة تحمل معاني الرحمة والمغفرة للأب المتوفى، ما دامت لا تخالف الشرع، ومن أمثلة هذه الأدعية التي يمكن الاستئناس بها في الأيام الفاضلة:

  • اللَّهُمَّ في هذه الأيام المباركة، اجعل قبر أبي روضةً من رياض الجنة، ولا تجعله حفرةً من حفر النار، اللَّهُمَّ آنس وحشته، ونوّر مرقده، وطيّب ثراه، وعطّر مشهده.
  • يا رب، يا واسع الكرم، أبي الآن في ضيافتك، فأكرم نزله ووسّع مدخله، وثبّته عند السؤال، وثقّل موازينه بالحسنات، واجعله من الآمنين المطمئنين.
  • اللَّهُمَّ إن كان أبي محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته برحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ اجعل القرآن الكريم شفيعًا له، ونورًا في قبره، وأنيسًا في وحشته.
  • يا الله، نسألك في عشر ذي الحجة أن تفتح لأبي أبواب جنتك، وأن تسقيه من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة لا يظمأ بعدها أبدًا.
  • اللَّهُمَّ اجعل أبي من الذين قلت فيهم:

    “لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”

    واجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يجري على ألسنة الناس من الدعاء، وهي جائزة في معناها العام، ولكن لم تثبت هذه الصيغ بنصها عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأكمل والأفضل فيها هو الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة.

حكم الدعاء للميت وفضله في الإسلام

الدعاء للميت مشروع بإجماع أهل العلم، وهو من أعظم الهدايا التي تصل إليه في قبره، وقد دلّ على ذلك أدلة كثيرة من القرآن والسنة، منها قوله تعالى:

“وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ” [الحشر: 10].

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى أن عمل الميت ينقطع إلا من ثلاث، وذكر منها:

“إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ”، (رواه مسلم)

وهذا الحديث دليل صريح على أن دعاء الولد الصالح لأبيه يصل إليه وينفعه ويرفع درجاته، وتزداد فضيلة الدعاء في الأوقات الشريفة، كالعشر الأوائل من ذي الحجة، ويوم عرفة، وأوقات إجابة الدعاء، حيث يُرجى القبول من الله تعالى.

أهمية الدعاء للأب المتوفى في أيام ذي الحجة

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة

ما هو أفضل دعاء للأب المتوفى من السنة؟

من أفضل الأدعية وأجمعها هو الدعاء الذي علّمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ…”، لأنه دعاء شامل بالمغفرة والرحمة وإكرام الميت في قبره وبعده.

هل يصل ثواب الدعاء والصدقة إلى الأب المتوفى؟

نعم، بإجماع أهل العلم يصل ثواب الدعاء والصدقة وغيرها من أعمال البر إلى الميت وينتفع بها، والدليل على ذلك حديث “أو ولد صالح يدعو له”، وكذلك الأحاديث التي أجازت الصدقة عن الميت.

ما هو فضل الدعاء للميت في العشر من ذي الحجة؟

العشر الأوائل من ذي الحجة هي أفضل أيام الدنيا، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله، والدعاء هو من أجلّ العبادات، فالدعاء للميت في هذه الأيام يجمع بين شرف الزمان وشرف العبادة، فيكون أرجى للقبول، وأعظم في الأجر للداعي والمدعو له بإذن الله.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات