الدعاء للوطن بالخير والصلاح والأمن والأمان هو من العبادات العظيمة ومظهر من مظاهر الانتماء الصادق، وهو سُنّة الأنبياء والصالحين، فقد دعا نبي الله إبراهيم -عليه السلام- لمكة المكرمة بالخير والأمان، كما ثبت حب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لوطنه مكة ودعاؤه للمدينة بالبركة، وانطلاقًا من هذا الأصل الشرعي، يُستحب للمسلم أن يدعو لوطنه، دولة الإمارات العربية المتحدة، بأن يحفظها الله ويديم عليها نعمه.
في هذا المقال، نستعرض مجموعة من الأدعية المأثورة والعامة التي يمكن الدعاء بها لحفظ الوطن واستقراره، مع التأكيد على أهمية الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
أدعية من القرآن والسنة لحفظ الأوطان
الأصل في الدعاء هو التمسك بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي تشمل كل خير، ومن هذه الأدعية ما يمكن الدعاء به للوطن بنية صلاح أمره وأمر أهله:
- دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام لمكة: هذا الدعاء أصل في طلب الأمن والرزق للأوطان.
“وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ” [البقرة: 126].
.
- الدعاء بالبركة تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم: دعا النبي ﷺ للمدينة بالبركة، وفي ذلك دليل على مشروعية الدعاء للأوطان بالخير والنماء.
“اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا”، (صحيح مسلم، حديث رقم 1373).
.
أدعية عامة لحفظ واستقرار الوطن الإماراتي
هذه مجموعة من صيغ الدعاء العامة التي يتداولها الناس، ومعانيها صحيحة ولا تخالف الشرع، ويمكن الدعاء بها وبغيرها مما يفتح الله به على عبده، سائلين الله أن يحفظ دولة الإمارات ويديم عليها الأمن والرخاء.
- اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الْإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةَ الْمُتَّحِدَةَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا نِعْمَةَ الْأَمْنِ وَالْأَمَانِ وَالرَّخَاءِ، وَاحْفَظْ قَادَتَهَا وَشَعْبَهَا وَكُلَّ مَنْ يُقِيمُ عَلَى أَرْضِهَا.
- اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَوْدِعُكَ الْإِمَارَاتِ وَأَهْلَهَا، أَرْضَهَا وَسَمَاءَهَا، بَرَّهَا وَبَحْرَهَا، فَاحْفَظْهَا بِحِفْظِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَاكْلَأْهَا بِرِعَايَتِكَ الَّتِي لَا تُضَامُ.
- رَبَّنَا آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
- اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِبِلَادِنَا وَبِلَادِ الْمُسْلِمِينَ سُوءًا، فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيْهِ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
أدعية مستجابة لرفعة الإمارات
يُرجى لمن دعا الله بإخلاص ويقين أن يستجيب له، خاصة في أوقات الإجابة، والدعاء للوطن بالرفعة والازدهار من أعظم ما يقدمه المواطن والمقيم لوطنه.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً، وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.
- اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَهَيِّئْ لَهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ الَّتِي تَدُلُّهُمْ عَلَى الْخَيْرِ وَتُعِينُهُمْ عَلَيْهِ.
- رَبَّنَا زِدْ هَذَا الْوَطَنَ عِزَّةً وَرِفْعَةً، وَأَدِمْ عَلَيْهِ اسْتِقْرَارَهُ وَنَمَاءَهُ، وَاحْمِهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
حكم الدعاء للوطن والحاكم في الإسلام
الدعاء لبلاد المسلمين عامة، وللوطن الذي يعيش فيه المسلم خاصة، بالسلامة والأمن والرخاء، أمر مشروع ومستحب، وهو من النصيحة الواجبة للمسلمين حكاماً ومحكومين، قال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله: “لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان”، وذلك لأن في صلاح الحاكم صلاح للبلاد والعباد، فالدعاء لهم بالتوفيق والسداد والصلاح هو من أعظم القربات وأنفعها للعامة والخاصة.
المصادر والمراجع
- سورة البقرة، الآية 126.
- صحيح مسلم، حديث رقم 1373، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- أقوال السلف في أهمية الدعاء لولاة الأمر، مثل قول الفضيل بن عياض في كتاب “السنة” للخلال.
أسئلة شائعة
ما هو حكم الدعاء للوطن والحاكم؟
الدعاء للوطن بالأمن والرخاء، وللحاكم بالتوفيق والصلاح، أمر مشروع ومستحب في الإسلام، ويعتبر من النصيحة للمسلمين ومن أسباب استقرار البلاد وصلاح العباد.
هل هناك دعاء مخصص للإمارات ورد في السنة؟
لم يرد في السنة النبوية دعاء مخصص لدولة الإمارات باسمها، ولكن الأدعية العامة لحفظ الأوطان وصلاح الحكام، مثل دعاء نبي الله إبراهيم لمكة، تشملها وتشمل سائر بلاد المسلمين.
ما هي أفضل الأوقات للدعاء للوطن؟
يمكن الدعاء للوطن في كل وقت، ويُستحب تحري أوقات إجابة الدعاء، مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، ويوم الجمعة، وعند نزول المطر.
