يُعَدُّ الدعاء للزوج من أعظم صور المودة والرحمة بين الزوجين، وهو عبادة جليلة تُعبّر بها الزوجة عن محبتها واهتمامها بشريك حياتها، إن اللجوء إلى الله تعالى بقلبٍ صادق لسؤال الخير والصلاح والرزق للزوج هو من أسباب استقرار البيوت ونزول البركات عليها، خاصة في الأوقات الفاضلة التي يُرجى فيها إجابة الدعاء.
والأصل في الدعاء أن يكون بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهي أدعية جامعة مباركة، كما يجوز للمرأة أن تدعو لزوجها بما يفتح الله عليها من صيغ طيبة لا تخالف الشرع.
أدعية جامعة من القرآن والسنة للزوج والأسرة
الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية هي أفضل ما يمكن الدعاء به، لكونها جامعة لخيري الدنيا والآخرة، ومباركة في لفظها ومعناها، ومن هذه الأدعية:
- دعاء شامل لصلاح الأسرة: وهو من أعظم الأدعية للزوج والذرية، حيث يجمع صلاحهم وجعلهم قرة عين.
“رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” [الفرقان: 74].
.
- دعاء لخيري الدنيا والآخرة: هذا الدعاء النبوي الجامع يسأل الله فيه العبدُ الحسنة في الدنيا (وتشمل الزوج الصالح، الرزق الواسع، العافية) والحسنة في الآخرة.
“اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”
(متفق عليه، صحيح البخاري، حديث رقم 6389).
- دعاء لطلب الرزق والعلم والعمل المتقبل: يمكن للزوجة أن تدعو به لزوجها كل صباح.
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”
(حديث صحيح، سنن ابن ماجه).
أمثلة على صيغ الدعاء العامة للزوج
فيما يلي بعض الصيغ العامة التي يتداولها الناس للدعاء للزوج، والتي تحمل معاني طيبة في طلب الرزق والصلاح والحفظ، يمكن الاستئناس بها مع العلم أنها لم ترد في صيغة مخصوصة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- اللَّهُمَّ ارْزُقْ زَوْجِي رِزْقًا وَاسِعًا، وَبَارِكْ لَهُ فِي عَمَلِهِ وَصِحَّتِهِ، وَاحْفَظْهُ بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَأَبْعِدْ عَنْهُ كُلَّ شَرٍّ وَأَذًى.
- رَبِّ، فِي هَذِهِ الأَيَّامِ المُبَارَكَةِ (مثل العشر من ذي الحجة)، أَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَ السَّعَادَةَ عَلَى قَلْبِ زَوْجِي، وَأَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا المَوَدَّةَ وَالرَّحْمَةَ، وَأَنْ تُعِينَنَا عَلَى طَاعَتِكَ.
- يَا وَهَّابُ يَا رَزَّاقُ، افْتَحْ لِزَوْجِي أَبْوَابَ الخَيْرِ وَالتَّوْفِيقِ، وَقَوِّ عَزِيمَتَهُ، وَامْلَأْ قَلْبَهُ بِالطُّمَأْنِينَةِ وَالرِّضَا، وَأَعِنْهُ عَلَى تَحَمُّلِ المَسْؤُولِيَّاتِ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ زَوْجِي فِي كُلِّ حِينٍ، فَاحْفَظْهُ وَيَسِّرْ أَمْرَهُ، وَارْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ، وَاجْعَلْهُ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي.
تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة، مع جواز الدعاء بما فيه خير ما لم يكن فيه اعتداء.
فضل الدعاء للزوج في الأوقات المباركة (يوم عرفة والعشر من ذي الحجة)
تتحرى الزوجة الصالحة أوقات إجابة الدعاء، مثل العشر الأوائل من ذي الحجة ويوم عرفة، لترفع أكف الضراعة إلى الله بالدعاء لزوجها، إن الدعاء بظهر الغيب من أقوى أسباب الإجابة والبركة، فهو يعكس أسمى صور الحب والإيثار.
وقد ورد في فضل يوم عرفة قول النبي صلى الله عليه وسلم:
“خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ”
(حديث حسن، سنن الترمذي).
ففي هذه الأيام، يُستحب الإكثار من الدعاء بالأدعية المأثورة، وكذلك بما يفتح الله به على العبد من طلب الخير للزوج في دينه ودنياه وآخرته، كأن تسأل الله له الهداية، والرزق الحلال، والعافية في البدن، والبركة في العمر.
- اللَّهُمَّ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، اغْفِرْ لِزَوْجِي، وَاشْرَحْ صَدْرَهُ، وَيَسِّرْ أَمْرَهُ، وَافْتَحْ لَهُ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَرِزْقِكَ.
- رَبِّ، كَمَا بَلَّغْتَنَا هَذِهِ الأَيَّامَ المُبَارَكَةَ، فَبَارِكْ لِي فِي زَوْجِي وَاحْفَظْهُ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَاجْعَلْهُ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
حكم الدعاء للزوج بصيغ غير مأثورة
يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، ما لم يكن في دعائه إثم أو قطيعة رحم أو اعتداء، فباب الدعاء واسع، ويمكن للزوجة أن تدعو لزوجها بأسلوبها الخاص وبالصيغ التي تجدها في قلبها، كأن تقول: “اللهم أصلح زوجي”، “اللهم ارزقه من فضلك”، “اللهم احفظه في سفره”.
ومع ذلك، يبقى الأفضل والأكمل هو الحرص على الأدعية الواردة في القرآن والسنة، فهي أجمع للمعاني وأبعد عن الخطأ، وفيها بركة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
المصادر والمراجع
- سورة الفرقان، الآية 74.
- صحيح البخاري، حديث رقم 6389، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن ابن ماجه، كتاب الدعاء، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن الترمذي، كتاب الدعوات، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
الأسئلة الشائعة (FAQs)
ما هو أفضل دعاء للزوج؟
أفضل الأدعية هي الأدعية الجامعة من القرآن الكريم والسنة النبوية، مثل دعاء: “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ…”، ودعاء: “اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”، لأنها تجمع خيري الدنيا والآخرة.
هل يجوز الدعاء للزوج بصيغة من عندي لم ترد في السنة؟
نعم، يجوز الدعاء بأي صيغة طيبة تحمل معاني الخير، ما دامت لا تحتوي على مخالفة شرعية أو اعتداء في الدعاء، ولكن الالتزام بالأدعية المأثورة هو الأولى والأفضل.
ما هي الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء للزوج؟
يُستحب الدعاء في كل وقت، ولكن يتأكد في أوقات الإجابة مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، ويوم الجمعة، وفي الأيام الفاضلة كشهر رمضان والعشر من ذي الحجة ويوم عرفة.

