دعاء لزيادة الجمال والهيبة والقبول مكتوب

إن طلب القبول والمحبة في قلوب الخلق، والسعي للظهور بمظهرٍ حسنٍ وهيبةٍ لائقة، هو أمر فطري يسعى إليه الإنسان، وإن خير وسيلة لتحقيق ذلك هي التوجه إلى الله سبحانه وتعالى، فهو مقلّب القلوب ومصدر كل جمالٍ وعزة، فالدعاء هو العبادة، وهو الصلة المباشرة بين العبد وربه، والأصل فيه هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهي جامعة لكل خير ومباركة.

أدعية صحيحة من القرآن والسنة للقبول وحسن الخلق

إن أعظم ما يدعو به المسلم هو ما ثبت في الوحيين، فهذه الأدعية هي الأكثر بركة والأرجى للقبول، وفيما يلي بعض الأدعية الصحيحة التي تتعلق بطلب الجمال الباطني (حسن الخلق) والمحبة والقبول من الله أولاً، ثم في قلوب عباده.

1، دعاء لجمال الخُلُق

الجمال الحقيقي هو جمال الروح والأخلاق، كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة أن يقول:

“اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي.”

المصدر: رواه الإمام أحمد في مسنده وصححه الألباني في “إرواء الغليل”، هذا الدعاء يربط بين الجمال الظاهري الذي هو منة من الله، والجمال الباطني الذي يُكتسب بالدعاء والعمل الصالح.

2، دعاء لطلب النور والهيبة

النور الذي يجعله الله في وجه العبد وقلبه هو أساس القبول والهيبة الربانية، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء عظيم في هذا الباب:

“اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا.”

المصدر: متفق عليه (صحيح البخاري وصحيح مسلم)، هذا النور هو هداية وبصيرة وجمال يكسو الله به عبده الصالح فيراه الناس مقبولاً ومهاباً.

3، آية قرآنية في المحبة والقبول

المحبة الحقيقية هي التي يلقيها الله تعالى في القلوب، كما قال سبحانه لنبيه موسى عليه السلام:

“وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي.” [طه: 39]

يمكن للمسلم أن يتوسل إلى الله بأفعاله وصفاته، فيدعو قائلاً: “اللهم يا من ألقيت المحبة على موسى، ألقِ عليَّ محبتك ومحبةً من عندك في قلوب عبادك.”

4، سبب محبة أهل السماء والأرض

أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن أساس القبول في الأرض هو محبة الله للعبد في السماء، فقال:

“إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ.”

المصدر: متفق عليه (صحيح البخاري وصحيح مسلم)، وهذا يبين أن الطريق إلى قلوب الناس يبدأ بإصلاح العلاقة مع الله تعالى والسعي لنيل محبته بالطاعات.

أدعية مكتوبة لطلب القبول والمحبة من الله تعالى

أمثلة على صيغ دعاء شائعة ومنتشرة

يتداول الناس بعض صيغ الدعاء التي لم ترد في السنة النبوية، ولكنها تحمل معاني طيبة، يمكن الدعاء بها على سبيل العموم ما لم تتضمن محظوراً شرعياً، ومن هذه الصيغ:

  • اللَّهُمَّ يَا مَن بِيَدِهِ كُلُّ شَيْء، ارزُقنِي مِن جَمَالِكَ نَصِيبًا وَاجعَلنِي فِي أعيُنِ الخَلقِ حَسَنَ المَنظَرِ وَالطِّباع، وَزَيِّن نَفسِي بِالخُلُقِ الحَسَنِ وَالصِّفَاتِ الكَرِيمَةِ وَاجعَل لِي نَصِيبًا مِن قَلبٍ نَقِيٍّ تُحِبُّهُ وَيُحِبُّكَ، يَا أكرمَ الأكرَمِينَ.
  • اللَّهُمَّ اجعَل فِي وَجهِي نُورًا وَفِي قَلبي مَحبَّةً وعَلى لِسَانِي ذِكرَك، زِدنِي بَهَاءً فِي العَينِ وَهيبَةً فِي القُلوب، وَاستُر عُيوبِي وَاغفِر ذُنُوبي وَبَارِك لِي فِي خُلُقِي وَخَلقِي يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكرَامِ.
  • يَا رَبِّ المَشرِقِ وَالمَغرِب، سَخِّر لِي مَهابةً فِي القُلُوبِ، وَاجعَل شَخصِيَّتِي يَهابُهَا الظَّالمُ وَيُؤنَسُ بِهَا الصَّالحُ، وَكَرِّمنِي بِالقَبولِ وَالقُوَّةِ وَالحِكمَةِ وَصِدقِ الكَلِمَةِ وَحُسنِ التَّصرُّفِ.
  • اللَّهُمَّ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكرَامِ، اجعَل لِي حَظًّا مِن المَحبَّةِ وَالذِّكرِ الحَسَنِ، وَسَخِّر لِي الصّالحِينَ يَحِبُّونِي فِي اللهِ وَيُعينُونِي عَلَى الطاعَةِ وَالخَير.
  • اللَّهُمَّ ارزُقنِي القَبُولَ فِي القُلُوبِ وَالطَّمَأنِينَةَ فِي الرُّوحِ، وَاحفَظنِي بِرَحمَتِكَ مِن كُلِّ حَسَدٍ وَضَغِينَةٍ، وَاجعَل خَاتِمَةَ أَمرِي خَيرًا وَمَصِيرِي إِلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

دعاء لطلب الهيبة والجمال من الله عز وجل

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، وفيها الخير كله.

ما حكم الدعاء بصيغ لم ترد في السنة؟

أجاز أهل العلم الدعاء بأدعية لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم بشرطين أساسيين:

  1. أن يكون معناها صحيحاً: لا تدل على معنى باطل أو شركي أو مخالف للعقيدة الإسلامية.
  2. ألا تُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم: لا يجوز اعتقاد أن هذه الصيغ من السنة أو أن لها فضلاً خاصاً أو وقتاً محدداً لم يرد به دليل شرعي.

وعليه، فالدعاء بالصيغ العامة التي تحمل معاني طيبة (مثل طلب الرزق أو العافية أو القبول) جائز، ولكن الأفضل والأكمل والأعظم أجراً هو الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

نصوص أدعية لزيادة المحبة والقبول بين الناس

المصادر والمراجع

  • سورة طه، الآية 39.
  • حديث “اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي”، (يمكن مراجعته في مسند الإمام أحمد، وصححه الألباني في إرواء الغليل، حديث رقم 74، على موسوعة الدرر السنية).
  • حديث “اللهم اجعل في قلبي نوراً”، (يمكن مراجعته في صحيح البخاري، حديث رقم 6316، وصحيح مسلم، حديث رقم 763، على موسوعة الدرر السنية).
  • حديث “إذا أحب الله العبد نادى جبريل”، (يمكن مراجعته في صحيح البخاري، حديث رقم 3209، وصحيح مسلم، حديث رقم 2637، على موسوعة الدرر السنية).

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء لطلب القبول والمحبة؟

أفضل ما يُطلب به القبول هو السعي لنيل محبة الله تعالى، وذلك بفعل الطاعات وترك المحرمات، ثم الإكثار من الدعاء المأثور مثل دعاء طلب النور “اللهم اجعل لي نوراً”، والحرص على حُسن الخلق، فصاحب الخلق الحسن محبوب إلى الله وخلقه.

هل هناك دعاء مخصص لزيادة الجمال الجسدي؟

لم يرد في السنة دعاء مخصص لزيادة الجمال الجسدي بشكل مباشر، ولكن الدعاء النبوي “اللهم كما حسنت خَلقي فحسّن خُلقي” هو دعاء شكر لله على نعمة الخلقة، وطلب لتحسين الباطن (الأخلاق)، وهو ما يزيد الوجه نوراً وقبولاً.

هل يجوز الدعاء بالصيغ المنتشرة على الإنترنت للقبول والهيبة؟

يجوز الدعاء بها إن كانت معانيها صحيحة ولا تخالف الشرع، بشرط عدم نسبتها للسنة أو اعتقاد فضل خاص بها، والأولى والأفضل دائماً هو الالتزام بالأدعية الواردة في القرآن والسنة الصحيحة، فهي الأسلم والأعظم بركة.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات