نص 29+ دعاء للمريض في ليلة القدر مكتوب للشفاء من المرض

يعد الدعاء للمريض من أعظم القربات إلى الله تعالى، وتزداد أهميته في الأوقات المباركة كليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، إن التوجه إلى الله بقلب خاشع في هذه الليلة، والاستشفاء بكلامه وسنة نبيه ﷺ، هو من أقوى أسباب الشفاء والرحمة.

وقد أرشدنا الله تعالى إلى أن القرآن الكريم فيه شفاء للناس، فقال عز وجل:

“وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ” [الإسراء: 82]

لذا، فإن الجمع بين فضل ليلة القدر والدعاء للمريض بأدعية مأثورة من الكتاب والسنة هو خير ما يمكن تقديمه لمن نحب.

أدعية الشفاء الصحيحة من السنة النبوية

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو جوامع الكلم والخير والبركة، إليك مجموعة من الأدعية الصحيحة التي يُشرع الدعاء بها للمريض:

  • الدعاء الجامع للشفاء: عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول:

    “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البأسَ، اشْفِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا”

    (المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 5743).

  • عند الشعور بالألم: يُرشد المسلم أن يضع يده على موضع الألم من جسده ويقول:

    “بِاسْمِ اللهِ (ثلاث مرات)، ثم يقول سبع مرات: أعُوذُ باللَّهِ وقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أجِدُ وأُحَاذِرُ”

    (المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 2202).

  • دعاء لزيارة المريض: عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    “مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ”

    (المصدر: سنن أبي داود، حديث صحيح).

  • من الرقية الشرعية:

    “بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ”

    (المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 2186).

دعاء للمريض في ليلة القدر بالشفاء العاجل

فضل ليلة القدر وأهمية الدعاء فيها

ليلة القدر هي أعظم ليالي العام، وقد أنزل الله في فضلها سورة كاملة، فقال تعالى:

“إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)” [سورة القدر: 1-3]

والعبادة والدعاء في هذه الليلة لهما أجر عظيم، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على قيامها إيمانًا واحتسابًا لنيل المغفرة.

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”

    (المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 1901).

لذلك، يجب على المسلم اغتنام هذه الليلة المباركة بالإكثار من الصلاة والذكر والدعاء لنفسه وأهله، وخاصة للمرضى، راجيًا من الله القبول والشفاء.

أدعية عامة وصيغ منتشرة للدعاء للمريض

إلى جانب الأدعية المأثورة، يتداول الناس بعض الصيغ العامة للدعاء للمريض، والتي تحمل معاني طيبة في طلب الشفاء والرحمة، من أمثلة ذلك:

  • اللَّهُمَّ أَلْبِسْ مَرْضَانَا ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، وَاشْفِهِمْ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا، وَارْزُقْهُمُ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
  • يَا رَبِّ، بِذِكْرِكَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُنَا، وَبِأَسْمَائِكَ نَسْتَمِدُّ الشِّفَاءَ، أَنْتَ الرَّجَاءُ الَّذِي لَا يَخِيبُ، فَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ نَرْجُوكَ أَنْ تَشْفِيَ كُلَّ مَرِيضٍ وَتُعَافِيَهُ.
  • اللَّهُمَّ يَا سَامِعَ دَعْوَةِ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكَ، وَيَا مَنْ بِيَدِكَ مَفَاتِيحُ الشِّفَاءِ لِكُلِّ مُبْتَلَى، نَدْعُوكَ أَنْ تَرْفَعَ عَنْ كُلِّ مَرِيضٍ الْبَلَاءَ، وَأَنْ تُلْبِسَهُ ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ.
  • أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، خَالِقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، أَنْ يَشْفِيَهُ وَيُخَفِّفَ عَنْهُ كُلَّ أَلَمٍ، وَأَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْبَلَاءَ رِفْعَةً فِي دَرَجَاتِهِ وَكَفَّارَةً لِخَطَايَاهُ.

تنبيه هام وحكم هذه الأدعية

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، وهي أدعية عامة بمعانٍ صحيحة، ولكنها لم تثبت بهذه الألفاظ تحديداً بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه. الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة وتحمل جوامع الخير، ويجوز للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من كلام طيب لا يخالف الشرع، ولكن دون أن ينسبه إلى السنة أو يعتقد أن له فضلاً خاصاً.

أدعية مأثورة لشفاء المريض في ليلة القدر

فضل الصبر على المرض

المرض ابتلاء من الله تعالى، وهو سبب لتكفير الخطايا ورفع الدرجات لمن صبر واحتسب، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ”

(المصدر: صحيح البخاري، حديث رقم 5641).

لذا، ينبغي على المريض ومن حوله الجمع بين الأخذ بأسباب العلاج، والدعاء المأثور، والصبر الجميل، وحسن الظن بالله تعالى.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول الدعاء للمريض

ما هو أفضل دعاء للمريض؟

أفضل الأدعية هي ما وردت في السنة النبوية الصحيحة، مثل: “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البأسَ، اشْفِ وأَنْتَ الشَّافِي…”، لأنه دعاء نبوي جامع ومبارك.

هل يجوز الدعاء للمريض بالصيغة التي أريدها؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يشاء من الأدعية الطيبة التي لا تحتوي على إثم أو قطيعة رحم، ولكن الأفضل والأكمل هو الدعاء بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ما هو أفضل وقت للدعاء في ليلة القدر؟

ليلة القدر كلها وقت مبارك للدعاء، ويُستحب تحري أوقات الإجابة الأخرى فيها، مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، فهذه أوقات يُرجى فيها قبول الدعاء بشكل أكبر.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات